توفيت جميلة الشلي، وهي التي كانت قيد حياتها أستاذة ذات الأربعين ربيعا، بمصحة خاصة وسط القصر الكبير كانت قد ولجتها، ثالث أيّام يوليوز الجاري، لإجراء عملية جراحية على ورم بارز متواجد ببطنها. وكانت أسرة المتوفاة قد أشعرت بأنّ الجرّاح المجري للعمليّة لن يصل من الرباط إلاّ بعد الزوال، قبل مفاجأتها بإجراء مالك المصحّة للعملية التي دامت ساعتين وعشرين دقيقة.. وبعدها غادرت جميلة غرفة التدخلات الجراحية بألم حاد فارقت بعده الحياة. ذات الأسرة تسلمت تقريرا طبيّا من المصحة ثمّ توجهت للمستشفى العمومي قصد المطالبة بإجراء تشريح للجثمان بغية الوقوف على أسباب الوفاة، لكنها تراجعت عن ذلك بعد أن واجهها هناك الممرض الذي أشرف على تخدير جميلة الشلّي وهو يقوم بمهامّه كحارس عام بذات المرفق الصحي العمومي. ياسين الشلي، أخ جميلة، وجه طلبا للنيابة العامّة بابتدائيّة القصر الكبير من أجل الأمر بتشريح الجثّة بمشفى آخر غير المتوفر بالمدينة.. مفيدا ب "وجود خطأ طبّي نال من أخته وتسبّب في وفاتها"، ومسترسلا ضمن الوثيقة الموجّهة للقضاء الواقف أن "إفراطا في التخدير أدّى إلى التسبب في اختناق جميلة". شكاية ثانيّة وجّهها ياسين إلى النيابة العامّة، باستئنافيّة طنجة هذه المرّة، معبّرا ضمنها عن "التخوف من تورط مسؤولين طبّيين محلّيين مع صاحب المصحّة التي فارقت بها جميلة الحياة".. موردا ضمن طيّات الوثيقة التي تتوفر عليها هسبريس أنّه "شقيق وزير سابق". ووفقا لآخر تداعيّات الملفّ، حسب أسرة الضحيّة، فإنّ تشريح الجثمان بمشفى وسط الدّار البيضاء "لم يفض للوقوف على نتائج دقيقة.. وذكر أنّ استئصالا للمثانة البوليّة قد طال الجثمان"، وزادت الأسرة أنّ قضيّة جميلة الشلّي "لا زالت محتاجة للكثير من التوضيح احتراما للأرواح البشريّة وتكريسا لعدم إفلات أيّ كان من العقاب عن أي فعل غير قانونيّ يقوم به".