سبق لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن نشرت مراسلة في موضوع وفاة المشمولة برحمة الله « العمراوي مغنية« « نقلت فيها بأمانة كل المراحل التي مرت بها المتوفية وهي تتلقى العلاج في مصحة الشمال، وكان قد وجهت الى المصحة، عن غير حق، كل أنواع التهم والتي كانت وراءها أياد خفية. الدكتور مصطفى أجعون مدير المصحة، وبحسرة بالغة، اطلعنا على ما تم نشره على لسان »فرع زايو للجمعية المغربية لحقوق الانسان« المسخر من أحد المقربين للطعن في خدمات المصحة وأمدنا بنسخة من رده على فرع الجمعية وبنسخة من المراسلة الجوابية للسيد رئيس هيئة الاطباء الوطنية - المجلس الجهوي للمنطقة الشرقية.وحتى نزيح الستار عن هذا الكيد، توجهنا الى مسؤولي بعض القطاعات المتعاقدة مع المصحة وضمنها النقابة الوطنية للتعليم ومنذ سنوات، فوقفنا على أجواء الارتياح من الخدمات المقدمة، وبأجواء الرعاية الانسانية والطبية التي يحاط بها المريض ونورد هنا رد الدكتور أجعون: «إلى السيد نائب رئيس هيئة الأطباء الوطنية للمجلس الجهوي للمنطقة الشرقية رد على مراسلتكم المسجلة تحت عدد: 237/10 بتاريخ 2010/8/24 وبعد، جواباً على كتابكم المشار إلى مرجعيته يمنته، يشرفني بداية أن أحيطكم علما بأننا لم نتوصل برسالتكم المؤرخة في: 2010/7/16 والمسجلة تحت عدد 10/196، وليست لدينا أدنى فكرة عن أسباب عدم التوصل... أما في ما يخص أسباب وظروف وفاة المرحومة مغنية العمراوي، التقنية بشركة صوناصيد بسلوان، والتي تربطها عقدة عمل مع مصحتنا، فإننا نؤكد لكم أننا قمنا بما يمليه علينا ضميرنا المهني وحسنا الإنساني وقسمنا الذي أديناه بشرف لتكريس حياتنا المهنية لمعالجة المريض وإنقاذ حياته من كل خطر يحدق به في حياته اليومية... فما من طبيب في العالم أجمع يهمل مريضه أو يرغب في مماته ولا يتأسف لرحيله تحت أي ظرف من الظروف... فضميرنا المهني، كأي طبيب في الكون، لن يرتاح ولن يهدأ قلبنا ولن تطمئن نفوسنا ولن يفارقنا تأنيب الضمير حتى مماتنا، إذا ما قصّرنا يوماً في واجبنا المهني حيال مريضنا أو أهملناه، عن غير قصد، أو تسببنا في وفاته ولو عن طريق الخطأ... فحياة المريض وسلامة صحته أمانة في عنقنا... والطبيب بقسم أبو قراط وضميره وإنسانيته أن يشمل المريض بعنايته الفائقة ويحافظ على روحه بكل ما أوتي من خبرة وتجربة ومعرفة طبية... ومن هذا المنطلق، أحيطكم علما، سيدي، أننا تلقينا فعلا الفقيدة مغنية العمراوي يوم 2010/5/12 محمولة على متن سيارة الإسعاف التابعة لشركة صوناصيد، وكانت وقتها تعاني من دوخة وعياء وقيء وارتفاع ملحوظ في ضغط الدم والسيلان.. وفحصها للتو طبيب المداومة وأشار عليها بقضاء الليلة بالمصحة كي تبقى تحت الرعاية الطبية اللازمة، إلا أنها رفضت ذلك وفضلت العودة إلى بيتها.. وفي اليوم الموالي، نقلت مجدداً إلى مصحتنا على متن سيارة الإسعاف ومصحوبة بالمساعدة الاجتماعية... فحصتها شخصياً بجهاز الإيكوغرافي وتأكد لنا أنها تعاني من انتفاخ وتصلب في رحمها ووصفنا لها وصفة طبية ونصحناها بالمكوث في المصحة لمصلحتها... بعدها كلفنا طبيبا مختصا في التوليد والنساء بالتكفل بها ومتابعة تطورات أحوالها ووضعها الصحي... ولم نتخذ أي قرار مسبق لإجراء أية عملية جراحية لها... ووضعناها تحت الرعاية الطبية الضرورية بحكم أن المصحة مجهزة بأحدث المعدات والتجهيزات الطبية الحديثة، والحال لن نسمح لأي كان أن يشكك في مصداقيتها وخدماتها وكفاءة طاقمها الطبي ومهنيتها ونظافة فضائها وطيبة سمعتها... ناهيك عن كونها قيدومة المصحات بالجهة الشرقية بأكملها (منذ 1984).. وتفنيداً لما ادعاه زوجها، نؤكد لسيادتكم أن المرحومة لم يتم أبداً تخديرها ولم ندخلها غرفة العمليات ولم تجر لها أية عملية جراحية... وقد اتخذنا جميع التدابير اللازمة والفحوصات الضرورية، وأحضرنا أطباء أخصائيين لمعاينة حالتها الصحية (القلب، الدماغ، الإنعاش، الأعصاب، التوليد) بهدف إنقاذ حياة المريضة لكن دون جدوى.. فالأعمار بيد الله والمجهودات الطبية طبعاً بيدنا نحن كأطباء... ونحن، والله يشهد، قمنا بكل ما في وسعنا وبما يمليه علينا ضميرنا المهني، لكن رغم ذلك، إرادة الله كانت أقوى من إرادتنا ورغبتنا في إنقاذ حياة المريضة... وضميرنا مرتاح، والحمد لله، رغم الزوبعة التي أثارها زوج المرحومة لغاية في نفس يعقوب أراد قضاءها... والمرحومة ماتت بسبب جلطة دماغية، كما يثبت ذلك تقرير طبيب التشخيص بالصدى (سكانير)... أما في ما يتعلق بالشنآن بين طبيب النساء والممرضة الذي أشارت إليه المرحومة قبل وفاتها، فيتعلق الأمر بلحظة فحص المريضة بجهاز »سبّكولوم« للتأكد من عدم إصابة فم الرحم بدوره بالورم الخبيث.. مع ما يصاحب عملية الفحص هاته من آلام خفيفة معروفة مهنيا وتنبيه للممرضة حول ضرورة توجيه الضوء نحو موضع الفحص... للإشارة، ومن باب التذكير كذلك، فإن الفقيدة كانت تعاني قيد حياتها من ضغط دموي مزمن، وسبق أن دخلت في غيبوبة لمدة أسبوع بمستشفى الحسني بالناظور، على إثر عملية قيصرية أجريت لها مطلع سنة 1991... وكانت كذلك تتابع مرضها مع أطباء أخصائيين في التوليد بمدينتي بركان والناظور... وفضلا عن كل هذا وذاك، هل يعقل أن يبقى الطبيب مكتوف الأيدي ومريضه في حالة صحية حرجة، دون أن يتصرف ودون أن يبذل كل ما في وسعه لإنقاذ حياته؟ وهل حياة المريض رخيصة إلى هذا الحد كي يهملها الطبيب المعالج، ويتفرج على مريضه، وهو يحتضر دون أن يسعفه ويمد له يد العون؟ هل الطبيب مجرد إلى هذه الدرجة من إنسانيته ومهنيته وشرفه وقسمه وضميره ورأفته كي يهمل ويفرط في مريضه ويتركه وحده لمعاناته النفسية والجسدية؟ هل يقبل أي طبيب أن يكون يوما ضحية مرض معين وتحت رعاية طبيب آخر، أن يهمله هذا الأخير ويحرمه من الرعاية والعناية الطبية اللازمة؟ يذكر أننا لم نمتنع كذلك عن موافاة زوج المرحومة بملفها الطبي، بل ارتأينا فقط أن نسلمه للجنة طبية أو لجهاز القضاء هذا كل ما في الأمر .هذا كل ما لدينا، سيدي، من توضيحات حول الظروف والأسباب الحقيقية التي أودت بحياة الفقيدة.. ولا يسعنا إلا أن نتساءل: لماذا لم يطالب زوجها بتشريح جثة زوجته والتشكيك في أسباب وفاتها لدى النيابة العامة ولم يمتنع عن سحب جثمانها من مستودع الأموات بالمصحة مباشرة، بعدما وافتها المنية؟ وانطبق عليه بالتالي المثال العربي المأثور : «سكت دهراً فنطق كُفراً««