عاش حي البيوت ليلة السبت 2 يونيو 2012 على إيقاعات أصوات المنبهات الخاصة بسيارات الشرطة ،بالإضافة إلى تعالي أصوات الجماهير المنددة لما أسموه بمحاولة النيل من شرف و سمعة الحي الذي أصبح رمزا للرجولة و الشهامة بمدينة خريبكة , حيث حاصرت الجماهير منزلا كان يكتريه أحد الأجانب , و ذلك نتيجة تجاوز هذا الأخير لحدوده عن طريق جلب مومسات و إدخالهن في واضح النهار أمام مرأى و مسمع الجميع , بالإضافة لقضاء ليال ماجنة تستمر إلى منتصف الليل وسط أهازيج الموسيقى الصاخبة مصحوبة بأصوات العراك مع أصدقائه و التي تكون في غالب الأحيان عبارة عن كلمات نابية تخدش الحياء ,.و نتيجة لهذه السلوكيات غير الأخلاقية، أجمع الشباب "البيوتي" القاطنين "بالبنايات الجديدة للتنشيف " و حي "المنابت م.ش.ف" (و هما مجمعين سكنيين ضمن حي البيوت يمثلان 50/100 من تركيبة مجمل الحي المعروف باسم "البيوت" ) على وقف هذا الأخير عند حده عن طرق محاصرة منزله في حالة تلبس , و إخبار الشرطة من أجل التدخل إلى أن هذه الأخيرة تأخرت في القدوم أو ربما لم تستصغي نداءات أبناء الحي مما زاد من شدة الاحتقان , حيث وصل عدد الجماهير المحاصرة للمنزل قرابة 650 شخص و خصوصا لما علم الجميع بأن المعني بالأمر ينحدر من الأجانب الذين عتوا فسادا في المدينة و استباحوا حرماتها . و بينما كانت الجماهير تردد شعارات اللعنة و الخزي و العار في انتظار تدخل الشرطة هاتف المعني بالأمر أحد أصدقائه من المعروفين بتعنتهم و طغيانهم في حانات الخمور ليلتحق هذين الآخرين بعين المكان على متن دراجة نارية مدججين بسيوف من نوع "الساموراي" في محاولة منهم لفض الحصار المضروب على منزل صديقهم ,لكن اختيارهم هذا كان بمثابة مغامرة و لم تقيهم غضب الجماهير "البيوتية" ،بل دفعت أبناء الحي لرفع وثيرة الاحتجاج و التعبئة النفسية، حيث رددت الجماهير عبارة "هاك البيوت هاك " و هي عبارة تنذر دائما بالخطر عند التلفظ بها و ترفع من العزيمة النفسية للجماهير من أجل الدخول في الاصطدام أو المعركة , و النتيجة بطبيعة الحال كانت رجم الجناة بالحجارة خصوصا عندما حاولوا الفرار إلا أن حامل السيف سقط في قبضة الجماهير و تم إشباعه ضربا إلى أن استسلم لأمر الواقع و سقط على الأرض غارقا في دمائه ،بينما فر الأخر تاركا وراءه دراجته النارية و التي تم إضرام النار فيها من طرف الجماهير الغاضبة .و بعد برهة من الزمن أي بعد أن علمت الشرطة أن شدة الاحتقان ارتفعت بحي البيوت و أن الجماهير ألقت القبض على أحدهم و هم الآن في الطريق لتسليمه إلى مخفر الشرطة ،انتقلت عناصرالشرطة مدعمة بقوات مكافحة الشغب إلى عين المكان خصوصا بعد أن علمت هذه الأخيرة بأن الجماهير الغاضبة ستمر بالحي الإداري للمجمع الشريف للفوسفاط من أجل الوصول لمخفر الدائرة الأولى للشرطة بمدينة خريبكة ،لكن القضية اتخذت مجرى أخر عندما صادفت الجماهير سيارة الشرطة و التي لم يجرؤ أي من رجال الأمن على النزول منها مما دفع الجماهير طوعيا لفتح الباب الخلفي و الرمي بالمعتدي رفقة سيفه في الكراسي الخلفية لسيارة الأمن الوطني . وبعد إخماد نار الغضب التي تخبط فيها الحي خلال ذلك اليوم , التحقت السلطات المحلية و الممثلة بقائد المقاطعة الحضرية الأولى لخريبكة رفقة أعوانه ،بالإضافة إلى فرقة من الشرطة القضائية مصحوبة بعناصر من رجال الأمن التابعين للدائرة الأولى خلال الساعات المتأخرة من الليل من أجل فتح تحقيق في الواقعة .كما تم إلقاء القبض على الجناة و الذين كانوا سببا في تأجيج الوضع الأكثر احتقانا و خطورة في الظرفية الحالية و التي يسعى المسئولون لتحاشي أي اشتباكات أو تدخلات قد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه و تدخل البلاد في دوامة اللا خروج.