أطلقت وكالة الحوض المائي اللوكوس سلسلة من الدراسات التقنية والعلمية لتعزيز معرفة وتدبير الفرشة المائية غيس – نكور، التي تُعد أحد المصادر الأساسية لتزويد مدينة الحسيمة والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشرب، حيث تغطي هذه الفرشة ما يقارب ثلث الحاجيات المائية للمنطقة. وحسب معطيات تم تقديمها خلال اجتماع مجلس إدارة الوكالة المنعقد مؤخراً بالحسيمة، فإن الفرشة تمتد على مساحة تُناهز 120 كيلومتراً مربعاً، وقد خضعت لدراسة جيوفيزيائية دقيقة مكنت من تحديد أبعادها بشكل مفصل. الدراسة، التي خصص لها غلاف مالي قدره 0,53 مليون درهم، شملت تنفيذ 33 كيلومتراً مربعاً من التصوير المقطعي الكهربائي و52 عملية جس كهربائي عمودي، وأسفرت عن إعداد نموذج ثلاثي الأبعاد دقيق للفرشة، ما ساعد في تحديد نقاط جديدة يمكن استغلالها لتعبئة موارد إضافية من المياه الجوفية. وفي خطوة مكملة، تم الشروع في إنجاز دراسة ثانية بتمويل قدره 2,15 مليون درهم، تشمل حفر ثقب استكشافي بجماعة إمزورن بعمق يصل إلى 750 متراً، بهدف التعرف بشكل أدق على الطبقات الجيولوجية الحاملة للمياه الجوفية، وضمان تعبئة كميات إضافية لتلبية الطلب المتزايد بالمنطقة. كما تعمل الوكالة على رقمنة المعطيات المتعلقة بهذه الفرشة من خلال إعداد نموذج رقمي بتكلفة تصل إلى 0,44 مليون درهم، يهدف إلى تشخيص الوضعية الهيدرولوجية الحالية، وجرد 530 نقطة لجلب المياه، ووضع سيناريوهات للتدبير المستدام لمواردها. وقد بلغت نسبة تقدم هذا المشروع حوالي 80 في المائة. وفي إطار حماية هذه الفرشة وضمان استغلالها المتوازن، تعتزم الوكالة إعداد "عقدة الفرشة المائية غيس – نكور"، والتي ستتوج بتوقيع اتفاقيات تهم حماية الموارد من التلوث، وضبط الاستغلال العشوائي، وتعزيز جهود التحسيس والتكوين حول أهمية المحافظة على الموارد المائية الجوفية. وفي سياق متصل، تم تخصيص 25 مليون درهم، على دفعتين، ضمن اتفاقية شراكة بين وكالة الحوض المائي اللوكوس ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بهدف إنجاز أثقاب مائية استكشافية بالمجال القروي، أسفرت عن حفر 11 ثقبا بإقليم الحسيمة، تم تحويل 7 منها إلى أثقاب استغلالية. كما سجلت الوكالة خلال الفترة ما بين 2022 و2024 إنجاز 32 ثقبا استكشافيا، 13 منها أعطت نتائج إيجابية، بالإضافة إلى حفر 10 أثقاب مائية، منها 7 أثقاب ناجحة، وذلك بتمويل من وزارة التجهيز والماء في إطار مشروع يهدف إلى تزويد المساجد والمدارس بالعالم القروي بالماء الصالح للشرب.