تدخلت الفرق المتنقلة التابعة لسرية برشيد والقيادة الجهوية للدرك الملكي في سطات، مساء أول أمس الأربعاء، ضد العشرات من أبناء المناطق المجاورة لمعمل «لافارج» -بوسكورة، الذين دخلوا في اعتصام مفتوح أمام مقر المعمل منذ الأسبوع الماضي للمطالبة بالتشغيل. وأفادت مصادر موثوقة أن عناصر الدرك الملكي عمدت إلى استخدام القوة لتفريق المتظاهرين، الذين سدوا منافذ المعمل وشلوا حركة الشاحنات الناقلة للإسمنت، «وقامت بضربهم وتعنيفهم بواسطة الهراوات واعتقال ستة عشر شخصا منهم». وعبّر مجموعة من أبناء المنطقة عن استيائهم جراء هذا التدخل وهددوا بالتصعيد، بسلك مختلف الأشكال النضالية والاعتصام أمام مقر معمل بوسكورة حتى يتم الإفراج عن المعتقلين وإيجاد حل للمشاكل بينهم وبين الشركة. وقد شهد المعمل طيلة الأيام القليلة الماضية احتجاجات متتالية لسكان المناطق المجاورة للتنديد بتأخر المسؤولين في إيجاد حل مستعجل لمعضلة التشغيل والمشاكل المتعلقة بحوادث الشغل. وكانت السلطة الإقليمية قد أشرفت، في وقت سابق، على جلسة حوار تمت بحضور مسؤولي معمل «لافارج» والجماعة القروية للساحل -أولاد حريز وممثلي المحتجين ومندوب الشغل في مقر عمالة برشيد، تمخّضَ عنها إحداث خلية محلية لتتبع الأزمة في جماعة الساحل -أولاد حريز، تجتمع مرة في الأسبوع، لتتبع الحالات وتدارس الملف المطلبي، الذي تقدم به أبناء المنطقة المحتجون، والذي يتوزع بين مطالب تخص الاستفادة من مناصب الشغل واحترام قوانين الشغل دون تمييز بين العمال وترسيم المؤقتين والاستغناء عن شركات المناولة ومطالب أخرى تتعلق بحاجات السكان المتضررين وانعكاسات وجود الوحدة الصناعية على محيطهم وما يستوجبه ذلك من حماية للبيئة، بالحفاظ على الفرشة المائية من التلوث ومراجعة التعويضات الممنوحة لضحايا حوادث الشغل وتنمية المنطقة.