تدخلت الفرق المتنقلة التابعة للدرك الملكي بسطات والدار البيضاء، الجمعة الماضي، لفك الاعتصام الذي خاضه أزيد من 300 شخص من أبناء الدواوير المجاورة والمحاذية لشركة «لافارج» ببوسكورة لخمسة أيام متتالية، طالبوا خلالها إدارة الشركة بتطبيق بنود ومقتضيات مدونة الشغل والتعويض عن الحوادث وتوفير الشغل لأبناء المنطقة. وقد انتقل إلى مكان الاعتصام كل من عامل إقليمبرشيد، محمد فنيد، وعامل إقليم النواصر، رفقة مجموعة من المسؤوليين الأمنيين لفتح حوار مع المعتصمين من أجل فك الاعتصام، الذي أوقف الانتاج بالوحدة اللصناعية «لافارج بوسكورة» وشل حركة التعاملات التجارية بها، وكذا قصد فتح الطريق أمام الشاحنات وتيسير الحركة وتسهيل مرور الآليات والعمال إلى داخل الشركة، حيث تم انتقاء عشرة أفراد يمثلون الدواوير المحتجة للتحاور مع عامل الإقليم شريطة إخلاء باب الوحدة الصناعية وهدم الخيمة التي أقيمت بجانبها، وظلت الشاحنات طيلة 24 ساعة الأخيرة من مدة الاعتصام محتجزة داخل المصنع بعدما قرر المعتصمون إغلاق الباب الرئيسي للوحدة الإنتاجية وشل حركة السير من وإلى مركز التصنيع، كشكل من أشكال الاحتجاج والتصعيد ضد ما أسموه بسياسة الإقصاء والتهميش التي تنهجها إدارة الشركة في التعامل مع أبناء المنطقة، واستغنائها عن خدماتهم بدون تعويض، وتشغيل الأجانب رغم أن أبناء المنطقة يتوفرون – حسب تعبيرهم - على دبلومات وإمكانيات تخول لهم العمل بالمصنع المذكور. من جهة أخرى، أكد جمال هيابي، مدير التواصل والعلاقات العامة بشركة «لافارج» أن الشركة بسبب هذا الاعتصام تكبدت خسائر فادحة بسبب توقف الإنتاج، معتبرا أنها تلعب دورا مهما في محاربة البطالة وتشغيل أبناء المنطقة، وأنها تعمل وفق معايير تحترم من خلالها مدونة الشغل وتحرص على تطبيقها من خلال العقود التي يتم إنجازها، والتي تتكلف بها شركات المناولة التي تقوم كذلك بتشغيل أبناء المنطقة في فرن الشركة لمدة 15 يوما وهي المدة التي يحتاج فيها الفرن للإصلاح والتنظيف. وعلمت «المساء» من مصادر موثوقة أن محمد فنيد، عامل إقليمبرشيد، قد وعد ممثلي الدواوير المحتجة، مساء الجمعة الماضي، عقب فك الاعتصام، بعقد جلسة حوار مع مسؤولي مصنع لافارج يوم الثلاثاء القادم من أجل إيجاد صيغة توافقية تمكن من حل المشكل وتجنب وقوع اعتصامات جديدة. وقال أحد أبناء المنطقة إن «الاعتصام جاء نتيجة رفض الإدارة فتح حوار مع أبناء المنطقة والاستماع إلى مطالبهم بالتوظيف في الشركة وتعويضهم عن الحوادث، وكذا نتيجة استمرار معاناة الساكنة جراء الأضرار المختلفة الناجمة عن الشركة، سواء تلك المتعلقة بالبيئة، والمتجلية أساسا في الغازات التي يفرزها المصنع، والتي تساهم بشكل أو بآخر في تدني مردود الانتاج الفلاحي، وأضرار أخرى ناجمة عن عمليات التفجير بالديناميت، التي تقوم بها الشركة والتي تتسبب قوتها في تصدع المنازل القريبة من حقول التفجير، بالإضافة إلى حوادث السير الناجمة عن مرور مجموعة كبيرة من الشاحنات بشكل يومي من المناطق المجاورة للافارج بوسكورة، وكذا حوادث الشغل التي لا يتقاضى في شأنها المتضررون أية تعويضات»، وأكد المتحدث أن «هناك حالات كثيرة أصيب خلالها عمال بعجز دائم وهناك من أصيب بحروق في مناطق مختلفة من جسده».