انتقدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التدخلات الأخيرة للقوات العمومية ضد عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين بالقرب من السياج الحدودي بين الناظور ومليلية المحتلة. وقالت إن هذه التدخلات أسفرت عن اعتقال العشرات من هؤلاء المهاجرين، مضيفة بأن الشرطة القضائية بكل من الناظور وبني انصار انخرطت في إنجاز المحاضر للموقوفين الذين يواجهون تهما ثقيلة. وانتقدت الجمعية بالناظور أوضاع مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي للمدينة، حيث أوردت بأنها عاينت جثث مهاجرين من جنوب الصحراء ومن السودان في وضعية غير ملائمة، في وقت لا يتوفر فيه المستودع سوى على موظفين يشتغلان في ظروف وصفتها بالصعبة. وارتفعت حصيلة الوفيات في صفوف هؤلاء المهاجرين الذين دخلوا في مواجهة القوات العمومية بالعصي والحجارة، إلى ما يقرب من 18 حالة وفاة. ودعت الجمعية إلى فتح تحقيق قضائي عاجل وعميق من شأنه أن يحدد المسؤوليات، حسب تعبيرها. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية أن فردين من أفراد القوات العمومية و33 من المشاركين في محاولة التسلل الجماعي مواجهة السلطات، يتواجدون حاليا تحت المراقبة الطبية، حيث جرى وضعهم في كل من المستشفى الإقليمي بالناظور والمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة. وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قد حمل المسؤولية في هذه الأحداث لعصابات الاتجار في البشر. وأشاد في تصريحات صحفية، بالمجهودات التي قامت بها القوات العمومية لصد اقتحام السياج الحدودي. وفي السياق ذاته، سبق لحزب التجمع الوطني للأحرار والذي يرأس الحكومة، أن حمل بدوره المسؤوليات لشبكات الاتجار بالبشر، وأشاد بمهنية القوات العمومية والمجهودات الكبيرة التي تبذلها في الحفاظ على النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات. وعبر عن اعتزازه بالمقاربة المغربية في معالجة قضايا الهجرة والتي تستند بالأساس على البعد الانساني في مختلف تجلياتها. ودعا، في السياق ذاته، السلطات إلى التصدي الحازم لمثل هذه الأفعال التي تستهدف النيل من بلادنا و التشويش على تراكمها الايجابي في معالجة قضايا الهجرة.