بعدما قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية التخلي عن النائبة البرلمانية، أمينة ماء العينين، في الانتخابات الأخيرة لهياكل مجلس النواب، وخروج مصطفى الرميد، وزير حقوق الإنسان، بتصريح يقول فيه إن ماء العينين "دوزت وقتها"، خرجت ماء العينين، برسائل مشفرة لأمانة حزبها تحمل بداخلها، "عتابا وانتقادا للديمقراطية داخل الحزب". وقالت أمينة في تدوينة لها "أود أن أذكر أنها ليست المرة الأولى التي لا يتم فيها التصويت علي في محطة من المحطات. فقد سبق للأمانة العامة أن صوتت ضد تقلدي لنفس منصب نائب رئيس مجلس النواب في بداية الولاية رغم تصويت أعضاء الفريق لفائدتي واختارت أختا أخرى لنفس المنصب،وسبق لها أن صوتت ضد اقتراح إلحاقي بالأمانة العامة،وغير ذلك كثير". وتابعت ماء العينين "لا يمكن أن ينتظر المرء التصويت لصالحه في كل المحطات، لذلك لم يسبق لي أن علقت على نتائج إعمال مساطر الترشيح والاختيار،غير أن خروج الكثيرين للتعليق والتحليل والبحث عن البطولات "على ظهر أمينة ماءالعينين" بطريقة متكررة يدل على قلة الرّجْلة، والعجز عن ممارسة أدوار البطولة في ميادينها الحقيقية: ميادين المواقف السياسية المشرفة التي ينتظرها الناس. أما امتهان التصريحات والتلميحات بشكل متكرر وانتقائي على خلفية حملات تشهير وإساءة مدروسة ومتعمدة موجهة ضد شخص بعينه ناله ما ناله منها،فلا يمكنه ملء فراغ المواقف،كما لا يمكنه صنع بطولات وهمية لمن يبحث عنها هنا أو هناك". وزادت السياسية المثيرة للجدل "الحس الديمقراطي لمن يحمله ويؤمن به ويدافع عنه،يلزمه أولا أن يرتضيه إذا كان معنيا به صعودا أو نزولا. وما دام الناس أحرارا في التعبير عن إرادتهم بالتصويت،فالديمقراطية الحقة تقتضي احترام نتائج هذا التصويت كيفما كانت الخلفيات التي تحكمه تجاه الأشخاص أو المواقف. إن الدرس الديمقراطي يعلمنا أن نحترم إرادة المصوتين حتى لو كانت ضدنا". وكتبت المتحدثة أنها "فخورة بالعمل الذي أنجزته داخل مكتب مجلس النواب حيث شكل حضوري قيمة نوعية يهنئني عليها كل الذين اشتغلوا معي من كل الأطياف السياسية،حيث عملت بجد وتفان والتزام،وسيستمر العمل والنضال الذي لا يرتبط بالمواقع أو المناصب بنفس الحماس ونفس الالتزام". وجاءت رسالة ماء العينين، مباشرة بعد تصريحات الوزير الرميد، الذي قال، خلال مروره في برنامج تلفزي، نهاية الأسبوع الماضي، إنه ثمة أشخاص داخل الحزب استحضروا واقعة الجدل، الذي خلفه نزع أمينة ماء العينين للحجاب، وأكد أن حزب العدالة والتنمية يتوفر على مؤسسات، وهي التي تقرر في النهاية. يذكر أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، صادقت، السبت الماضي، على ترشيح مريم بوجمعة، وهي عضو الأمانة العامة "للبجيدي"، مكان أمينة ماء العينين لمنصب النائب السابع لرئيس مجلس النواب.