هي لحظات توقّف خلالها الزمن ووثّقتها عدسات المصور الفرنسي مارسلين فلوندران، خلال النصف الأول من القرن العشرين، لتؤرخ للمعالم التاريخية لمدن المغرب. مدن مغربية تفوح بعبق التاريخ عنوان يبرز سحر معالم البنايات في حقب تاريخية، لم تستطع السنون محو معالمهما، فتنقل زوار المعرض الذي نظمته مؤسسة العمران بشراكة مع مؤسسة البنك الشعبي، داخل رواق وكالة العمران بحي جليز بمراكش، ووكالة الحوز تسلطانت. عبد الحنين بلماحي، المدير العام لمؤسسة العمران، أوضح في حديث ل كش24، أن هذا المعرض بادرة ثقافية من مؤسسة العمران للتعريف بصور المدن المغربية في العشرينات والثلاثينات والخمسينات من القرن الماضي. وأضاف المتحدث ذاته أن كل الصور المعروضة هي صور وثقتها عدسة المصور الفرنسي مارسلين فلوندران الذي عاش في المغرب منذ سنة 1901 إلى سنة 1957، وخلال هذه المدة وثق مختلف مدن المغرب، وبالأخص هو أول مصور وثق المدن المغربية عبر الطائرة من الجو، وفي نفس الوقت كان لديه عمل مع السلطات، وكان قد وثق زيارة السلطان مولاي يوسف إلى باريس في سنة 1926 بمناسبة نهاية بناء مسجد باريس والذي كان المغرب قد بناه في تلك الحقبة. وأشار عبد الحنين بلماحي، أن الفنان الفرنسي مارسلين فلوندران، عاش في المغرب أكثر من 50 سنة، وقام بتوثيق مدنها في جميع المناحي، موجها شكره لمؤسسة البنك الشعبي التي منحت لمؤسسة العمران هذه التشكيلة من الصور وذلك بعد شرائها لمخزون 2000 صورة للفنان الفوتوغرافي مارسلين فلوندران، وقد ساهمت مؤسسة العمران بتنظيم معرض لهذا الفنان بمقر العمران بمدينة الرباط في 23 أكتوبر الماضي، إضافة إلى تنظيم معرض آخر بمدينة مراكش. يذكر أن مارسلين فلوندران فنان فوتوغرافي، ولد سنة 1889 وتوفي في المغرب سنة 1957، كرس حياته في خدمة التصوير الفوتوغرافي، وأسهم في توثيق عدة أحداث تاريخية عاشها المغرب لا سيما حرب الريف، واستقر في مدينة الدارالبيضاء، فيما بلغ رصيده الفني من الصور أزيد من 40 ألف صورة.