تعبيرات سُريالية شكلت حواراً بين جيلين، وبين المرأة والرجل، والأم والابن، نسج خيوطها الرسام التشكيلي عبد السلام قرمادي ووالدته رحمة العروسي، في معرض يحتضنه فضاء معرض البنك الشعبي بالرباط. "وجهاً لوجه" عنوان تحد دخلت غماره الأم والابن، للخوص في ماهية الإنسان من خلال اللوحة، حيث اختارت رحمة العروسي تيمة الأم والطبيعة والأسرة، ومزجت بين مختلف الألوان والأشكال التعبيرية؛ بينما فضّل نجلها عبد السلام قرمادي الإبحار في صمت وعزلة الرجل (الذكر) في رسومات على القماش خطّ معظمها بالأبيض والأسود. لمياء المخفيوي، مسؤولة المعرض، اعتبرت أنّه "على الرغم من اختلاف تيمة اللوحات بين الفنانين إلا أنّهما يوحدهما الإبداع، ليشكلا حواراً جميلاً بين جيلين مختلفين"، مبرزة أنّ المعرض التشكيلي "يعكس انفتاح مؤسسة البنك الشعبي على الأسس الثقافية للجهة، وفتح أبوابها أمام جيل الفنانين الشباب لعرض لوحاتهم، سواء تعلق الأمر بالتصوير الفوتوغرافي أو الرسم أو الفن التشكيلي". وأكدت المتحدثة ذاتها أنّ أبواب المؤسسة البنكية مفتوحة أمام كل الطاقات الشابة المنتمية إلى جهة الرباط- القنيطرة، وأن المعيار الأسمى في اختيار العارضين هو "الإبداع"؛ لأن الهدف هو مرافقة المؤسسة لهذه الطاقات الشابة. يشار إلى أنّ معرض "وجهاً لوجه" يعد ثالث معرض يحتضنه فضاء معارض البنك الشعبي بالرباط، بعد الافتتاح الرسمي الذي عرف عرض صور اقتنصها القامة الفنية مارسلين فلوندران، الذي عاش في المغرب خلال المرحلة الممتدة ما بين سنتي 1901 و1957، واستطاع أن يوثق لذاكرة المدن المغربية خلال هذه الحقبة الزمنية، ومعرض "بنت لبلاد" للرسامة التشكيلية ياسمين هدني.