تشهد الدارالبيضاء، وإلى 16 يونيو، تنظيم معرض للصور، أنجزت تحت عين المولى عبد العزيز، والمؤرخة لمرحلته الزمنية، أنجزها المصور والفنان الفرنسي، غابرييل فيير، الذي كان يلقب ب«مهندس المملكة العلوية» ، وذلك بمختلف مناطق المغرب ، وتشكل اليوم، ذاكرة موثقة بصريا للمغرب في بداية القرن العشرين. المعرض ينظم من طرف المعهد الثقافي الفرنسي، في محيط معهد الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، و متحف مؤسسة عبد الرحمان السلاوي، وأماكن أخرى. ويأتي هذا النشاط في سياق السنة الثقافية للمعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب، وبالتعاون مع رواق ضوء الزهور، ومتحف نيسيفور نيبس ومنشورات مليكة، هذه الأخيرة التي أعادت إصدار كتاب صور غابرييل فيير 1901 - 1936، والذي كان قد نشر سنة 2005، إلا أنه نفد من الأسواق منذ مدة. وقد عاش المصور غابرييل فيير في المغرب، 35 سنة من حياته، متنقلا بين القصور والجبال والمدن والصحاري، تلك المشاهد التي خلدها عبر مئات من الصور الفوتوغرافية، التي يعرض جزءها الأكبر في الدارالبيضاء، وسينقل تباعا عبر مدن طنجة والجديدة والرباط ومكناس ووجدة ومراكش وآسفي. المعرض لن يعرض فقط الصور، بل أيضا سيكون مناسبة لعرض فيلم صامت من ستين دقيقة من اخراج غابرييل فيري سنة 1935، وهو من أوائل الأفلام الملونة التي صورت بالمغرب، وقد جمع فيه عدة مشاهد من مدن مختلفة، تؤرخ لأجزاء من الحياة اليومية للمغاربة. وقد جاء هذا الصيدلي الشغوف بفن التصوير للمغرب، وبالضبط إلى مراكش، سنة 1901، ساعة أقُترح عليه أن يعلم فن التصوير، للسلطان الشاب مولاي عبد العزيز، المشهور بشغفه بالتقنيات الحديثة، وكان لا يكف عن التعلم، ولا يبخل بشيء ليتعلم سحر «العلبة السوداء»، فصار جابريل مستشارا تقنيا ومعلما له، وسمي مهندسه الخاص، ورافقه في رحلاته وزياراته لفاس ومكناس والخنيفرة وغيرها من المدن، وكانت «الكاميرا» ثالثتهما، يصور بها ما أراده لنفسه، أو ما أراد السلطان، من ناسه ونسائه ومشاهد مساحة السلطان الحميمية، ما مكنه من كتابة شهادته التي تشكل توثيقا أساسيا لتلك الحقبة، عنونها ب«في حميمية السلطان».