«عيون ممنوعة»، هو موضوع المعرض (*) الذي أنجزه الصحفي المصور عبد النبي المساوي، من خلال عدد من الصور التي عكس من خلالها مشاهداته اليومية كصحفي مصور ومعاناته اليومية في القيام بعمله مع تزايد الحواجز التي تعترضه.لتعبير عن هذا الوضع لم يكتفي بالصورة لوحدها، بل أخفى إطاراتها ببقايا الجرائد التي أحاطت اللوحات، تعبيرا منه عن كونه ينتمي إلى عالم الصحافة و أن تلك الصور إلتقاطها في إطار عمله اليومي، تم أضاف إلى ذلك الأسلاك الشائكة ليعبر عن المنع الذي يطال الصحافيين عامة والمصورين الصحافيين على الخصوص، كما وشح إطارات الصور ببقايا آلات التصوير . هذا المعرض يتطرق لمحنة الصحافة في السنوات الأخيرة وخاصة المنع الذي طال المصورين في العديد من الأحداث التي شهدها المغرب. وهو العمل فرضته ظروف العمل التي عاشها المصور بنفسه . من المؤكد أن المغرب عرف انفتاحات في السنوات الأخيرة وحرية في مجال الصحافة لكن بعض التراجعات تجعلنا نطرح تساؤلات، هل هذا الانفتاح أصبح حقيقي وجزء من حياة الصحافة؟ أم هو انفتاح من أجل الاستهلاك الخارجي؟. |كما يعكس هذا المعرض الحالة الجديدة التي تعيشها الصحافة وحالة الترخيص والمنع الذي أصبح يمارس بشكل مزاجي اتجاه الصحفيين وبدون مبرر، فعند سقوط صومعة مكناس مثلا، لم يمنع الصحفيون، في حين تم منعهم من التصوير خلال انتخاب المجالس البلدية في بعض المدن، التي هي شأن يهم الأغلبية من السكان، كما يتم من حين لآخر منعهم من القيام بواجباتهم حسب مزاج رجال السلطة. التقاط الصور أصبح عملا محاصرا، كالتقاط صورة لسفارة او قنصلية، أو بعض المؤسسات العمومية، إذ قد يتعرض المصور للمضايقة و للاعتقال. بالنسبة لعبد النبي المساوي، الذي قضى 20 سنة كمصور بجريد الاتحاد الاشتراكي، يعتبر أن الصورة هي من حق الجميع، واليوم بفضل التكنولوجيا الجديدة، أصبح سهلا وفي متناول أي مواطن التقاط صور جيدة، سواء للاحتفاظ بها أو لتوزيعها عبر الشبكة العنكبوتية، وهي وسيلة لتفريغ الكبت الذي يعني من المواطن. هذا المعرض يتضمن صور هي سهلة وممتنعة في ذات الوقت والتي لا يمكن التقاطها مرة، ثانية، لأنها لا تتكرر، خاصة أنها تعكس لحظات تلقائية للحياة اليومية. «الكولاج» اللاصق هي الطريقة التي اعتمدها صاحب المعرض لتأطير هذه الصور، وهي مشكلة من بقايا الجرائد التي تحمل عناوين لحظات صحفية تعكس مواضيع متنوعة والأسلاك الشاكة المحيطة بهذه اللوحات تعبر عن الوضعية الحالية لصحافة. آلات التصوير هي الأخرى حاضرة في هذا المعرض سواء التي مرعليها الزمن والتقطت أحداث مختلفة أو تلك التي تعرضت للعنف مثل من يحملها من مصورين الذين تعرضوا هم كذلك للمضايقة أو العنف. وحسب تعبير عبد النبي المساوي» فإن هذه الآلات هي الأخرى «ناضلت» إلى جانب العين المصورة». هذا المعرض يجمع قصاصات الجرائد ، الأسلاك الشائكة التي تعبر عن الوضعية الحالية للصحافة ولآلات التصوير والأشرطة الحمراء التي ترمز إلى الاحتجاج، وكلها آليات استعملها مبدع هذه اللوحات لتعبير عن وضعية الصحافة والمصورين على الخصوص. (*): يفتتح المعرض يوم الجمعة 24 شتنبر 2010، ابتداء من الساعة السادسة مساء، بقاعة الفنون التشكيلية للمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، ويستمر إلى غاية 15 آكتوبر 2010.