اليوم العالمي للمرأة عندما تخلى الرجل عن المرأة في بلاد الغرب ماذا حصل؟ ثم انتقلت العدوى إلى بلاد المسلمين. قال العلامة عبد الله كنون رحمه الله: "فالرجل الغربي تخلى عن المرأة نهائيا سواء كانت أما أو أختا أو بنتا ولربما زوجة أيضا، فكثير من الأزواج يعيشون منفصلين بعضهم عن بعض بسبب العمل المختلف، وإنما يلتقون في مناسبات الأعياد والعطل الرسمية، أما النساء الأخريات وأعني بهن الأم والأخت والبنت فضلا عن ذوات القرابة البعيدة، فعليهن أن يعملن ليؤمن لأنفسهن السكنى والعيش ومتطلبات الحياة العديدة، ومن المناظر المعتادة أن ترى أفواج النساء من مختلف الأعمار يتراكضن عند انبثاق الفجر في المدن الكبرى بأروبا لركوب القطار، أو (الميترو) لحاقا بأعمالهن، مرتجفات من الصقيع في أيام البرد والشتاء، كما تراهن مزدحمات عند أبواب المطاعم والمقاصف ظهرا لسد ما بهن من حاجة إلى الطعام أو الشراب، وأكثرهن لا يجدن مقعدا ويكتفين بتناول ما يتناولنه واقفات، ولو كان هؤلاء من الفقيرات المعدمات وممن لا كافل لهن ولا ولي، لكان طبيعيا ومقبولا، ولكنه عام وشائع في الأسر والبيوت من مختلف الطبقات، وإنما دعا إليه هذه الحرية المطلقة التي أعطيت للمرأة منذ نشأتها، وما ترتب عليها من انقطاع الأواصر التي تربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض ثم التهالك على الترف والمتعة وما يتطلبه من واسع النفقة التي لا يكفي معها أي دخل أو رصيد مهما ارتفع، فتنكر الرجل لذويه وألقى حبل كل شخص على غاربه، وهكذا خرجت المرأة والبنت للعمل وانهارت الحياة البيتية، وأصبح المجتمع يتمرغ في أوحال الفرقة والشقاء ويعاني مساوئ الحرية المكذوبة". من مقال للعلامة عبد الله كنون بمجلة دعوة الحق المغربية، وهو ضمن كتابه الإسلام أهدى.