صحيح أن الانتقاد مؤشر جيد على الوعي باتجاه المنظومة التعليمية نحو الهاوية… وإن كانت الدولة تتحمل جزءا من المسؤولية أو لها دور فإن هذا لم يحدث إلا عندما تخلى الأفراد عن ممارسة أدوارهم… ولم يتجرأ هؤلاء المميعون إلا عندما تراجع المجتمع عن حقه في تأطير برامج التعليم… والعمل في هدوء بعيدا عن مجرد خلق الاشاعات والمزايدات السياسية والإعلامية… . هناك أمران مهمان للبدء في العمل بدل الاكتفاء بالتذمر على صفحات الفايسبوك: مرجعية العمل لتحقيق هذه الأهداف وآلية تنفيدها … . – أما المرجعية فيكفي أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين يعتمد (مبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح, المتسم بالاعتدال والتسامح, الشغوف بطلب العلم والمعرفة). فلا ينبغي لنا التنازل عن هذه القيم المنصوص عليها قانونا أمام زحف أفكار لا علاقة لها بهذا الميثاق… وأذكر هنا أنه قبل ثلاث سنوات تقريبا وجد أحد الاصدقاء في مقرر ابنته في مدرسة خصوصية قصة متخيلة فيها تصوير للإله بطريقة ساخرة! وبإجراءات بسيطة في النيابة الاقليمية كان مفتش الوزارة قد طلب من الإدارة سحب المقرر… وبدون ضجة إعلامية… . – أما آليات العمل فإن أغلب الأفراد مفرطون في حقهم بالعمل على تنزيل هذه القيم من خلال "جمعيات آباء وأولياء التلاميذ" التي لا يحضر جموعها إلا أفراد معدودون!! . كثير من جمعيات الآباء تنظم داخل المؤسسات أنشطة تربوية ترسخ القيم: دروس قرآنية، حلقات تربوية، دروس الدعم، أندية للشعر والأدب، تعليم اللغات والتواصل… . في مدرسة عمومية زرتها في نهاية الموسم الماضي وجدت جمعية الآباء قد بنت مقرأة قرآنية بمساحة معتبرة محافظة على الشكل التقليدي للمسجد… وجعلتها على طابقين للذكور والاناث وزودتها بزرابي ونظام صوتيات وجهاز داتاشو ومصاحف وغير ذلك. . يحتاج الأمر فقط إلى عمل… بدل الاكتفاء بمجرد التذمر…