نظم مركز البحث في الفكر الاسلامي والفلسفة والعلوم الانسانية التابع لمؤسسة المهدي بن عبود للبحوث والدراسات والاعلام يوما دراسيا حول وضع الفكر الاسلامي في مقررات الفلسفة لمدارسة لماذا تم إقصاء الفكر الاسلامي من هذه المقررات ، وذلك يوم الأحد 2 مارس 2008 بدار الهدى بالبيضاء . وقد شارك في هذا اليوم الدراسي ثلة من أساتذة مادة الفلسفة ومن المفتشين والأساتذة الباحثين من تخصصات أخرى وبعض الفعاليات ...وقد عرف اليوم جلستين علميتين ألقيت فيهما خمسة عروض كالآتي : ـ العرض الأول تناول التجاوز الذي عرفه مقرر الفلسفة الحالي في علاقته بميثاق التربية والتكوين حيث وقع تجاوز الغايات والأهداف التي سطرها الميثاق... كما تم التخلي عن كثير من المجزوءات الموجودة في الكتاب الأبيض، وتم التخلي أيضا عن المجزوءات الاختيارية ،كما أشار العرض إلى التركيز على الفلسفة الغربية بشكل كبير مما يحول دون استفادة التلميذ المغربي من تراثه... ـ العرض الثاني حول المراحل التي قطعها برنامج الفلسفة منذ استقلال بلادنا مع التركيز على المراحل الثلاثة الأخيرة منذ 1991/1992 وإلى الآن فقد تبين إحصائيا التراجع والإقصاء التدريجي للفكر الاسلامي دروسا ونصوصا إلى أن تم حذفه تماما في المقرر الحالي حتى في التسمية !؟ ـ العرض الثالث كان عرضا مقارنا بين مقررات الغرب وتونس والجزائر حيث تبين التشابه الكبير بين برنامج الفلسفة المغربي والتونسي إلى حد التماهي بين بعض فقراتهما وهنالك اختلاف واضح بالنسبة للمقرر الجزائري حيث يحضر الفكر الاسلامي بشكل واضح لأنهم مايزالون يمتحون من روح الثورة الجزائرية ، والبرنامج التونسي والمغربي يحذوان حذو البرنامج الفرنسي في عمومه لا من حيث المفاهيم والمضامين ولا من حيث النصوص انطلاقا من وهم كونية الفلسفة ! ـ العرض الرابع تناول الهيرمينوتيقا كمنهج للتقريب بين الفلسفة والفكر الاسلامي حيث بين ضرورة حضور الفكر الاسلامي كمكون من مكونات الفكر الفلسفي العالمي وأهميته بالنسبة لتكوين التلميذ المغربي . كما ركز على فكرة التكامل بين المجالات المعرفية وهو مستقبل المعرفة الانسانية بدل إبستمولوجيا القطائع... ـ العرض الخامس تطرق إلى مجموعة تساؤلات حول الأبعاد الايديولوجية لإقصاء وحذف الفكر الاسلامي من مقررالفلسفة المغربي وأنه تجاوز واضح لهوية التلميذ والأستاذ معا ! وقد أعقب هذه العروض المهمة مناقشات عميقة ومستفيضة ومن وجهات نظر مختلفة . انطلاقا من هذا اليوم الدراسي أصدر المركز التوصيات الآتية: 1ـ ضرورة الالتزام بمقتضيات ميثاق التربية والتكوين فيما نص عليه من مباديء وغايات وأهداف نذكر منها على سبيل المثال : يهتدي نظام التربية والتكوين للملكة المغربية بمباديء العقيدة الاسلامية وقيمها الرامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح ، المتسم بالاعتدال والتسامح ، الشغوف بطلب العلم والمعرفة ، في أرحب آفاقهما ، والمتوقد للاطلاع والابداع ، والمطبوع بروح المبادرة الايجابية والانتاج النافع... يندرج النظام التربوي في حيوية نهضة البلاد الشاملة ، القائمة على التوفيق الايجابي بين الوفاء للأصالة والتطلع الدائم للمعاصرة ، وجعل المجتمع المغربي يتفاعل مع مقومات هويته في انسجام وتكامل وفي تفتح على معطيات الحضارة الانسانية العصرية وما فيها من آليات وأنظمة تكرس حقوق الانسان وتدعم كرامته . 2ـ ضرورة العمل على ترسيخ هوية التلميذ المغربي داخل المواد الحاملة للقيم ومن بينها مادة الفلسفة . 3ـ إدراج الفكر الاسلامي كمكون أساسي من مكونات البرنامج داخل كل المجزوءات المقررة في مقرر الفلسفة ، وإبرازه كإنتاج فكري فلسفي إنساني سواء القديم منه أو الحديث 4 ـ إعادة النظر في الكتب الدراسية الحالية . والله الموفق للصواب .