هوية بريس – السبت 06 دجنبر 2014 يُعتبر عبد الله بن سبأ اليهودي المؤسس الفعلي لمذهب التشيع والرفض -باعتراف الشيعة أنفسهم- وهو الذي استعمل عليا -رضي الله عنه- يافطة لتمرير خرافاته وأحقاده، بترجمتها إلى عقائد لهدم الإسلام من الداخل. وقد استقطب لها شيعته من المجوس الفرس الناقمين على الإسلام الذي شتت شملهم وبدد دولتهم، على حد تعبيرهم. ومن تم أخذ الرافضة فكرة اللعب بورقة أهل البيت، لهدم دين الإسلام، فراحوا يلوحون بحب أهل البيت، وموالاتهم، وأنهم المصدر الرئيسي لدينهم، من خلال مروياتهم وآرائهم. ولقد نجحوا في توظيف هذه الورقة زمنا طويلا، مُلبسين بها على الناس، حتى انخدع بهم خلق كثير، ممن انطلت عليهم الحيلة، وذهبت بلبهم المظاهر المنمقة، وأفلحت في تنويمهم التقية، حتى صار منهم من يحصرُ التشيع في حب أهل البيت. فهل دين الشيعة الرافضة هو دين أهل البيت؟ وكيف كانت علاقة الأئمة من آل البيت بمن يزعم محبتهم؟ وهل يحب الرافضة أهل البيت فعلا؟ وكلها تساؤلات مشروعة أردت الإجابة عنها من خلال هذه المقاربة البسيطة بين ما عليه الشيعة الروافض من ضلال على جميع المستويات، وبين ما كان عليه أهل البيت من قوة دين وصلابة اعتقاد وسلامة معتقد، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. 1-دين أهل البيت لقد كان أهل البيت -عليهم السلام- مستسلمين لله بالتوحيد، منقادين له بالطاعة، دائنين بدين الإسلام، وكيف لا وهم تربية سيد المرسلين، ومعلم الناس أجمعين، فهم يعبدون الله على بصيرة وبما شرع وأمر، ويتبعون النبي صلى الله عليه وسلم ويصدقونه فيما قال وأخبر، ويحبون صحابته، وأهل التوحيد من أمته، ويعتقدون بحفظ القرآن الكريم، ويسلمون ببشريتهم ولا يدعون إلى الغلو فيهم… ولست هنا بصدد بيان إسلام أهل البيت وقوة جانبهم في ذلك، بل لإبراز ما خالفهم فيه الرافضة مما صنعه لهم ابن السوداء من عقائد فاسدة، وسلوكيات كاسدة، اتخذوها دينا يستدلون عليه بأقوال الأئمة من آل البيت المحرفة، أو الموضوعة والمنسوبة إليهم، مما هم منها برآء. حتى لا تختلط الأمور وتشتبه على بعض الناس فيظن أن ما عليه الرافضة هو ما كان عليه الأئمة من آل البيت. 2- دين الرافضة لدين الرافضة مدد من كل الديانات إلا دين الإسلام، فهم أعداء هذا الدين من أساسهم ومؤسسهم، ولا استمداد لهم من أهل البيت بوجه من الوجوه، وخلاصة دينهم: الطعن في الله سبحانه وعدم توقيره، واتهام النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدم احترامه وتقديره، والبهتان والافتراء على أمهات المؤمنين، وتكفير الصحابة الميامين، ومعاداة الموحدين، والكذب عندهم دين، والزنا قربة، واللعن عبادة، والغلو في الأئمة ورفعهم إلى درجات الألوهية أولى الأولويات، إلى غير ذلك من الحماقات التي لا قرار لها إلا في عقول هؤلاء الرافضة الجهال. 3- أهل البيت والرد على الرافضة لقد رد أهل البيت الأطهار على الرافضة الأشرار بأفعالهم قبل الأقوال، وما سطرته كتب الحديث والتاريخ عن سيرة هؤلاء الفضلاء، ومناقبهم ومحاسنهم، لخير دليل على مخالفتهم لدين الرافضة، أو بالأحرى مخالفة الرافضة لما كان عليه هؤلاء الأعلام رضي الله عنهم وأرضاهم. وإليكم بعض الروايات التي يرد فيها الأئمة من آل البيت على الشيعة الروافض: يصف الإمام علي -رضي الله عنه- غدرهم به وخذلانهم له، قائلا: «يا أشباه الرجال ولا رجال، حُلوم الأطفال، وعقول رَبَّات الحِجال، لوددتُ أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة، والله جرت ندماً وأعقبت سدماً… قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجَرَّعْتُموني نُغب التهام أنفاسا، وأفسدتم عَلَيّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع». (نهج البلاغة، ص:70-71، ط بيروت). وقال في (الصفحة142): «صُمٌّ ذَوو أسماع، وبُكْمٌ ذَوو كلام، وعُمْي ذوو أبصار، لا أحرارَ وصِدْقَ عند اللقاء، ولا إِخوانَ ثقَةٍ عند البلاء.. قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفَراجَ المرأة عن قبُلِها». ويقول الحسن بن علي رضي الله عنه واصفاً شيعته الجبناء بعد أن طعنوه: «أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وأؤمن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما…»؟! (الاحتجاج للطبرسي؛ (2/10)). وهذا محمد الباقر خامس الأئمة الاثني عشر يصف شيعته بقوله: «لوكان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق»!! (رجال الكشي؛ (ص:179)). وأما بالنسبة للإمام موسى بن جعفر سابع الأئمة فيكشف عن أهل الردة الحقيقيين، فيقول: «لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد، ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي، إنهم طالما اتكأوا على الأرائك، فقالوا: نحن شيعة علي. إنما شيعة علي من صدق قوله فعله»1. قال جعفر الصادق -رحمه الله-: «ما أنزل الله آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع» (رجال الكشي (ص:154)). وقال أيضا-رحمه الله: «إن ممن ينتحل هذا الأمر -التشيع- لمن هو شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا» (رجال الكشي؛ (ص:252)). هذه بعض الردود العلمية للأئمة من آل البيت على من ينتحل التشيع، يتضح من خلالها كيف ينظر هؤلاء العظماء إلى من يدعي محبتهم، والتلقي عنهم، قبل أن ننتقل إلى نظرة هؤلاء الحثالة من الناس لآل البيت، وكيف عملوا على تشويه حقيقتهم بما ينسبونه لهم من دين ابن السوداء. 4- الرافضة واتهام آل البيت لم يكتف الرافضة بإلصاق كل خرافاتهم بآل البيت، بل عمدوا إلى محاولة بائسة يائسة لتشويه حقيقتهم، عن طريق الاختلاق والافتراء والكذب عليهم، واتهامهم بما ننزههم عنه نحن أهل السنة، مما هم منه برآء. فقالوا عنهم، يعلمون الغيب، ويتحكمون في الكون، ويدخلون الجنة من أرادوا، وجعلوهم أربابا من دون الله. وغلوا فيهم غلوا فاضحا، في مقابل تفريط في حقوقهم المشروعة، وتحايلوا بمحبتهم عليهم، ليفتروا عليهم الأراجيف في ذلك. وادعوا الربوبية في علي، وجعلوا فاطمة الزهراء رضي الله عنها كائنا إلهيا، جبروتيا، تجلى في الوجود بصورة امرأة… بل احتقروهم في بعض الروايات حيث أرادوا الثناء عليهم، كتفسيرهم الشاذ علي بالبعوضة، ونسج قصص تطعن فيه وفي الأئمة من بعده، انتصارا لفكرة المحبة المزعومة التي ادعوها واستتروا بها. 5-هل يحب الرافضة أهل البيت فعلا؟ يزعم الرافضة أن دينهم يقوم على حب آل البيت وتمجيدهم وموالاتهم، ظاهرا وباطنا، ويتخذون من هذا الحب الكاذب لافتة عريضة يرفعونها عاليا ويمررون ورائها خرافات لا سبيل إلى تمريرها إلا هذا الغطاء الخادع. الذي لا دليل عليه عند القوم فتاريخهم يشهد بعكس ذلك، ورواياتهم تكذبه، فهم يبغضون أهل البيت بغضا دفعهم إلى الكذب عليهم، بعد مخالفة طريقهم ومنهجهم. وخلاصة ما عليه الرافضة من أباطيل، يصدع بحقيقة واحدة مفادها أن لا علاقة لهذه الخرافات بما كان عليه أهل البيت، بل على العكس والنقيض من ذلك، ومن هنا وجبت الدعوة إلى عدم الانجرار وراء الشعارات الكاذبة والمظاهر الخادعة، وبالتالي التفريق بين هذه المفتريات وبين الأصل الأصيل الذي كان عليه أهل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم. – الروضة من الكافي (ج8/ص191)، تحت (إنما شيعة علي من صدق قوله فعله) (رقم:290).