بشرى كربوبي خامس أفضل حكمة في العالم لسنة 2024    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    تداولات الإغلاق ببورصة الدار البيضاء    توقيف المسؤول عن إعدامات صيدنايا    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    ضربات تستهدف مطار صنعاء الدولي    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي تستعرض حالة تقدم الإنجازات التقنية والمالية برسم سنة 2024    الأمن الوطني يفكك 123 شبكة للهجرة السرية    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    مجلس الجالية يشيد بتبسيط إجراءات توثيق الزواج وإيجاد حل بديل بشأن التوارث في حالات الزواج المختلط    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    تحذير من ثلوج جبلية بدءا من السبت    المغرب يفاوض الصين لاقتناء طائرات L-15 Falcon الهجومية والتدريبية    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    المديرية العامة للضرائب تعلن فتح شبابيكها السبت والأحد    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    سرقة مجوهرات تناهز قيمتها 300 ألف يورو من متجر كبير في باريس    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    إياب ساخن في البطولة تبدأ أطواره وسط صراع محتدم على اللقب وتجنب الهبوط    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    غياب الطبيب النفسي المختص بمستشفى الجديدة يصل إلى قبة البرلمان    العام الثقافي قطر – المغرب 2024 : عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نشأة الشيعة و جذورها التاريخية بين آراء الشيعة وغير الشيعة
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 22 - 05 - 2015

لقد أشرت في الحلقة الأولى المتعلقة بالشيعة و التشيع إلى انه موضوع حساس يصعب الإلمام بجميع ما قيل فيه و ما كتب عنه قديما و حديثا. و قد كثرت في شأنه أراء متعددة و متباينة بين أهل الشيعة و من غير أهل الشيعة سواء ما يتعلق بنشأتها أو جذورها التاريخية و أصولها و معتقداتها و عدد فرقها عبر المراحل التاريخية.
و من هذا المنطلق يبدو كما سبق ذكره أن تناوله يستوجب عدة حلقات لعلي ,أحاول التوفيق بحول الله إن استطعت لإبراز الصورة الحقيقية لهذه الفرقة الخبيثة التي أثارت البلبلة في صفوف المسلمين و أئمتهم و حركت أقلاما من أئمتنا و علمائنا السلفيين للرد على ضلالات و أكاذيب علماء أهل الشيعة و شيوخها و التي تروى عنهم باسم الإسلام, و الحال أن ما يروى عنهم و مما يزعمون ما هي إلا أقاويل باطلة و خرافات سخيفة مخالفة للعقل السليم و الدوق الرفيع و الدهن الصافي و الفطرة السليمة قبل تناقضها مع الشريعة الصافية و مخالفة لنهج أهل السنة الذين يتمسكون بنهج الخلفاء المهديين و السلف الصالح . لهذا سيتمحور موضوع هذه الحلقة حول التعريف بالشيعة و جذورها التاريخية و نشأتها على ضوء أراء الشيعة و غير الشيعة تاركا مختلف الجوانب الخاصة بها للحلقات المقبلة إن شاء الله , و هكذا يرى ابن خلدون في مقدمته أن الشيعة لغة هو الصحب و الأتباع و يطلق في عرف الفقهاء و المتكلمين من الخلف على إتباع علي و بنيه رضي الله عنهم و مذهبهم متفقين على أن الإمامة ليست من المصالح العامة التي تفوض إلى نظر الأمة , و بل يجب تعيين الفاتح بها باعتبار أنها ركن الدين و قاعدة الإسلام لا يجوز لنبي إغفاله و لا تفويضه إلى الأمة بل يجب عليها تعيين إمام لهم و يكون معصوما من الكبائر و الصغائر و أن عليا رضي الله عنه هو الذي عليه صلوات الله و سلامه بنصوص ينقلونها و يتلونها على مقتضى مذهبهم لا يعرفها جهابذة أهل السنة و لا علماء الشريعة. أما الإمام الأشعري لعله أقدم من عرف الشيعة من أصحاب المقالات و الفرق من غير الشيعة فقد قيل عنه أن الشيعة سمو بهذا الاسم لأنهم شايعوا عليا رضوان الله عليه و يقدمونه على سائر أصحاب النبي (ص) " انظر مقالات الإسلاميين " ص 1و25 .أما البعض الأخر فيرى أن أدق تعريف للشيعة هو تعريف ابن حزم بقوله أن من وافق الشيعة في أن عليا رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله (ص) و أحقهم بالإمامة و ولده ما بعده فهو شيعي و إن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون فان خالفهم فيما ذكره فليس شيعيا , و هذا التعرض وقع اختياره من طرف أهل الروافض و اختيار احد الروافض يعارض فيه أهل السنة معللا إياه بان تعريف ابن حزم يقر بأفضلية الإمام علي على الناس بعد رسول الله (ص) و انه الإمام و الخليفة بعده و أن الإمامة في ذريته هو أسمى التشيع و جوهره . أما الشهرستان فيعرف الشيعة باسم الفرقة التي شايعت عليا رضي الله عنه على الخصوم و قال أصحاب هذه الفرقة بإمامة علي نصا و وصية إما جليا و إما خفيا و اعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده و إن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده و قالوا : الإمامة ليست قضية مصلحة تناط باختيار العامة لينصب عنهم إماما بنهجهم بل هي قضية أصولية و هي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفاله و إهماله و لا تقويضه للعامة و إرساله و من هذا التعريف يتبين أن جميع فرق الشيعة ما عدا بعض الزيدية يتفقون على وجوب اعتقاد الإمامة و التقية و العصمة في حين أن الفرقة الاثنى عشرة يقولون بعقائد أخرى كالغيبة و الرجعة و البداء و غيرها تم أن الإمام زيد و أتباعه لا يحكمون بعصمة الإمام و لا يمنعون الأمة من تعيين من تختاره للإمامة , و هذا ما يفسر اعتدال الزيدية خلافا للرافضة و من الزيدية من يقول بعصمة فاطمة و علي و الحسين . أما التعريف المختار للشيعة بالنسبة للكشاني في تفسيره الصافي فجاء في رده على تفسير الشيعة أن تعريف الشيعة فترتبط أساسا بأطوار نشأتهم و مراحل التطور ألعقيدي لهم ذكر أن التشيع بالنسبة للكتاني فيتغير و يتطور بصفة مستمرة لان التشيع في العصر الأول ليس التشيع فيما بعده لهذا كان التشيع في الصدر الأول لا يسمى شيعيا إلا من قدم عليا على عثمان لذلك قيل : شيعي و عثماني فالشيعي من قدم علي على عثمان و العثماني من قدم عثمان على علي . ولعل هذا سيكون التعريف بالشيعة في الصدر الأول فمنهم الذين يقدمون عليا على عثمان فقط و دونهم أن سمو بالشيعة فهم من أهل السنة لان مسألة عثمان و علي ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها لكن المسألة التي يضلل فيها هي مسألة الخلافة و قد كان أهل السنة اختلفوا في عثمان و علي بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر و عمر أيهما أفضل , و استقر الأمر بهؤلاء من أهل السنة من تقديم عثمان .
أما شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهج السنة فقد ذكر أن الشيعة الأولى كانوا على عهد علي يفضلون ابا بكر و عمر و في هذا الصدد منع شريك بن عبد الله و هو من يوصف بالتشيع إطلاق هذا الاسم على علي من يفضل علي على أبي بكر و عمر ذلك لمخالفته لما تداتر عن علي في ذلك و التشيع يعني المناصرة و المتابعة لا المخالفة و المنابذة . و في هذا الصدد يقول إسحاق السبيعي في كتابه تهذيب التهذيب فيروي عن علي بعد مشاهدته يخطب في منبر الكوفة و قوله بأفضليته أصحاب الرسول (ص) أبو بكر و عمر هم من اتقى و اطهر في زمانهما " انظر صفحتي 36 و 361 من المنتقي " كما ذكر في مختصر " التحفة " الذين اتبعوه بإحسان كلهم عرفوا له حقه و اخدوه من الفضل محله و لم ينتقموا أحدا من إخوته أصحاب رسول الله (ص) فضلا عن اكفاره و سبه . لكن لم يظل هذا التشيع بهذا النقاء و الصفاء و السلامة و السمو بل بدأ التشيع يتغير فأصبحت الشيعة شيعا و صار التشيع قناعا يتستر به كل من أراد الكيد للإسلام و المسلمين من أعداء المومنين الحاقدين . لهذا يرى بعض الأئمة انه لا يسمون الطاعنين الشيخين بل يسمونهم الرافضة لأنهم لا يتحكمون التشيع و من عرف التطور العقائدي لطائفة الشيعة لا يستغرب وجود طائفة من أعلام المحدثين و غير المحدثين من علماء الإسلام أطلق عليهم لقب الشيعة و قد يكونون من أعلام السنة لان التشيع في زمن السلف مفهوما و تعريفا غير المفهوم المتأخر للشيعة . لهذا قال الإمام الذهبي في معرض الحديث ممن رمى بدعة التشيع من المحدثين قال ( إن البدعة على ضربين فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو فهذا كثير من التابعين مع إتباعهم مع الذين و الورع و العرق في حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية و هذه مفسدة للسنة تم بدعة كبرى كالرفض الكامل و الغلو فيه و الحال على أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و الدعاة إلى ذلك فهؤلاء لا يحتج بهم و لا كرامة و ايضا كما استحضر في هذا الضرب رجلا صادقا و لا مأمونا على الكذب شعارهم و التقية و النفاق د ثأرهم فكيف يقبل من هذا حاله حاشا و كلا .
فالشيعي الغالي في زمن السلف و غيرهم هو من تكلم في عثمان و الزبير و طلحة و معاوية ممن حارب عليا رضي الله عنه و تعرض لسبهم . و الغالي في زمننا و عرفنا هو الذي بكفر هؤلاء السادة و يتبرأ من الشيخين ( أبو بكر و عمر )فهذا ضال مقتر " انظر الذهبي في ميزان الاعتدال و ابن حجر في لسان الميزان ". و الملاحظ على تعريفات الشيعة في معظم كتب المقالات أنها دأبت على القول بالتعريفات للشيعة الامامية. و من تم يجب وضع قيد و احتراز في التعريف رفعا للإبهام و الالتباس فيقال : ( هم الذين يزعمون إتباع علي حيت أنهم لم يتبعوا عليا في الحقيقة و ليس أمير المؤمنين على ما يعتقدون و الحقيقة أن من يدعون التشيع لعلي هم الرافضة , فقد عبر عنهم أهل العلم بقولهم : الرافضة المنضوون إلى شيعة علي فليس لهم أية علاقة بمنهج علي رضي الله عنه بل هم أدعياء و رافضة . أما بالنسبة لأراء الشيعة في نشأة التشيع فقد جاءت مختلفة مع أراء غير الشيعة فتبدو أنها غير موحدة و تنحصر في ثلاثة أراء بالأساس حيت يرى الرأي الأول بان التشيع نشأ مند القدم و قبل رسالة النبي (ص) معللين قولهم بان كل نبي من الأنبياء إلا و قد عرض عليه الإيمان . و في هذا الصدد وضع الشيعة أساطير كثيرة لاتبات هذا الشأن و من ذلك ما جاء في الكافي لكليني قال ( ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله إلا رسولا إلا بنبوة محمد (ص) و وصية علي عليه السلام . و عن أبي جعفر في قول الله سبحانه (( و لقد عهدنا إلى ادم من قبل فنسي و لم تجد له عزما ) أية 115 من سورة طه , و يفسر أبو جعفر الآية بقوله عهدنا إليه في محمد و الأئمة من بعده فترك و لم يكن له عزم وهذا التفسير حسب الطبري بعيد عن الآية بل الحاد في آيات الله جاء رده على الآية التي تقول (( أن هذا عدم لك و لزوجك فلا يجرمنكما في الجنة )) منسي ما عهد إليه في ذلك أي ترك و لو كان له عزم من أطاع عدوه إبليس الذي حبوه . و قال قتادة و لم تجد له عزما ?صبرا . و إذا سمي أولو العزم لأنه عهد إليهم في محمد و الأولياء من بعد المهدي و سيرته و اجمع عزمهم على أن ذلك مخدلك و الإقرار به , و هو ما ذهب إليه الكليني في كتابه الكافي , أما البخاري فقد جاء في كتابه الصغار بصائر الدرجات أن رسول الله (ص) قال كما يزعمون : يا علي ما بعث الله نبيا إلا و قد دعا إلى و ولايتك طوعا أو كرها و في رواية أخرى لهم عن أبي عبد الله فقد جاء عنه و لا يتنا و لاية الله لم يبعث الله نبي إلا بها و من تم سيستفاد من قول هؤلاء العلماء و الشيوخ و غيرهم من طائفة أهل الشيعة ( إن الأنبياء يبعثوا على ولاية الأئمة و قالوا ثبت أن جميع أنبياء الله و رسله و جميع المومنين كانوا لعلي بن أبي طالب معيبين و مبغضين و لا يدخل الجنة إلا من أحبه من الأولين و الآخرين فهو إذن قسيم الجنة و النار " انظر تفسير الكتاني في تفسيره الصافي " . و هذه إذن روايات علماء الشيعة و هي المعتمدة في كتبهم و خصالاتهم و الخطير في الأمر أن هؤلاء الغلاة لم يكتفوا بما أشير إليه بل زادوا في قولهم الله غز اسمه عرض ولايتنا على السموات و الأرض و الجبال و الأمطار تم إن كل شيء أمر بالدعوة إلى ولاية علي بل عرضت الولايات على جميع الأنبياء فما قبل صلح و ما لم يقبل فسد . أما الرأي الثاني فيزعم الروافض في القديم و الحديث أن الرسول (ص) هو بدرة التشيع و أن الشيعة ظهرت في عصره و أن هناك بعض الصحابة يتشيعون لعلي و يوالونه في زمنه , أما القمي فيقول بدوره فأول الفرق الشيعية و هي فرقة علي و يسمون شيعة علي في زمان النبي و بعده معروفون بانقطاعهم إليه و القول بإمامته و منهم المقتاد بن الأسود الكندي و سلمان الفارسي و أبو در جندب و عمار بن ياسر المدحجي و هم أول من سمو باسم التشيع في هذه الأمة و بتاريخهم في هذا الرأي آل الحسين محمد و قال بعده الرأي من الشيعة المعاصرين .أما بالنسبة للرأي الثالث فيرى أصحابه أن تاريخ ظهور الشيعة هو يوم الجمل و في هذا السياق يقول ابن النديم أن عليا قصد طلحة و الزبير ليقاتلهما حتى يفييئا إلى أمر الله فسمت من اتبعه على ذلك الشيعة فكان يقول شيعتي هم الأصفياء و الأولياء ?شرطة الخميني ? الأصحاب. و بخصوص أراء غير الشيعة فيقولون أن ظهور الشيعة كان بعد وفاة الرسول (ص) حيت وجد من يرى أن علي أحق بالإمامة و هذا الرأي قاله طائفة من القدامى و المعاصرين و على رأسهم ابن خلدون و احمد أمين و بعض المستشرقين و هذا القول منهجهم مبني على ما تقله البعض من وجود رأي يقول أوصى رسول الله بالخلافة بعده و بذلك تكون البدرة الأولى للشيعة أهل الجماعة الذين راو بعد وفاة النبي (ص) أهل بيت النبي أولى الناس أن يخلفوه , تم جاءت أراء آخرين من غير الشيعة بعد ابن خلدون و احمد أمين أن نشأة التشيع كان سنة 37 ه . ويبدو أن هذا القول يربط نشأة التشيع بموقعة صفين سنة 37 ه بين الإمام علي و معاوية و لكن هذا الرأي لا يعني بداية الأصول الشيعية حيت لم يوجد من المؤرخين من نادى بالوصية أو الرجعة أو دعا إلى أصول الشيعة المعروف كما أن أنصار علي لا يمكن أن يقال بأنهم على مذهب الشيعة ا واصل من أصول الشيعة و إن كان من أصحاب الإمام علي كما في أصحاب معاوية من أعداء الإسلام الذين تظاهروا به ليكيدوا له بالباطن ما لا ينكر و قد كان السبئيون ( الذين ينتسبون لابن سبأ ) اثر في إشعال الفتنة لا يجحدوهم و جدوا قبل ذلك أننا نلاحظ انه بعد حادثة التحكيم و في بنوده أطلق لفظ الشيعة على الجانيين بلا تخصيص و في الأخير بدا رأي أخر يقول بان التشيع ولد اثر مقتل الحسين و جاء به المستشرق شترونمان وحده و هو من المتخصصين في الفرق و مذاهبها و له منها مباحث من أثاره الزيدية و أربعة كتب إسماعيلية " انظر نجيب العقيقي " حيت جاء فيه أن دم الحسين يعتبر البدرة الأولى للتشيع و انطلاقا مما ذكر فان أراء أهل الشيعة في نشأة التشيع لا يستند على أساس في القران و الحديث و ما يلاحظ عليها أنها كانت حسب زعمهم قبل الرسول و في عهد الرسول كما جاء أسانيدها باطلة لا تستقيم كما جاءت متضاربة و متناقضة لا يقبلها العقل السليم و لا الثقل الموثوق فيه بل مبنية على الأساطير و الاكاديب ليس إلا.
و في اعتقادي أن ما جاء من أراء الأئمة من غير الشيعة كابن حجر و أبو محمد و البخاري و غيرهم و على رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه مناهج السنة في تحقيق محمد , رشاد سالم فتح البراري فلا شك في صحتها و ان كانت تختلف في بعضها البعض في بعض المسائل الهامشية لا تمس الجوهر .و هذا الاتجاه السليم يرى أن الشيعة كفكر و عقيدة لم يولد فجأة بل إنها اتخذت طورا زمنيا و مرت بمراحل و لكن طلائع العقيدة الشيعية و أصل أصولها ظهر على يد السبئية باعتراف كتب الشيعة أنفسهم حيت قالت أن ابن سبأ هو أول من اظهر الطعن في أبي بكر و عمر و عثمان و الطعن في الصحابة الآخرين أصهار الرسول (ص) و أرحامه و خلفائه و أزواجه و اقرب الناس إليه , كما أن ابن سبأ هو من قال براجحة علي و بتخصيص علي و أهل البيت بعلوم سرية خاصة . و هو ما تم دحضه و رفضه مطلقا حسب ما جاء في صحيح البخاري من أن هذه العقيدة و يقصد بها عقيدة الشيعة ظهرت في وقت مبكر و أن عليا رصي الله عنه سئل عنها و قيل له عندكم شيء مما ليس في القران و مما ليس عند الناس فنفي دلك نفيا قاطعا لذلك يبدو أن الرأي الأخر فيرى أن التشيع مرتبط بابن سبأ و هو التشيع المتضمن لأصولها الغالية أما التشيع المتوسط و الذي مضمونه تفضيل علي و تقديمه على غيره و نحو ذلك فلم يكن هذا من أحدات الزنادقة بخلاف دعوة النص و العصمة فان من ابتدع ذلك كان منافقا زنديقا و هو ابن سبأ و عصابته من اليهود و المنافقين و الحاقدين و الموتورين . و قد وجدت اثر مقتل عثمان رضي الله عنه في عهد علي كرم الله وجهه و لم تأخذ مكانها في نفوس فرقة معينة معروفة , بل إن السبئية ما كادت تطل برأسها حتى حاربها علي و أمر بإحراق الذين ادعوا فيه الالوهية و أما الذين يسبون أبا بكر و عمر فان عليا لما بلغه ذلك طلب ابن السوداء الذي بلغه ذلك عنه و قيل انه أراد قتله فهرب منه أما المفضلة الذين يفضلونه على أبا بكر و عمر فرووا عنه انه قال : ( لا أوتى بأحد يفضلني على أبا بكر و عمر إلا ضربته حد المفترى لكن ما إلا ذلك من أحداث هيأ جدا صالح لظهور هذه العقائد و تمثلها في جماعة و ذلك كمعركة صفين و حادثة التحكيم التي أعقبتها و مقتل الحسين كل هذه الأحداث دفعت القلوب و العواطف إلى التشيع لآل البيت فتسلل الفكر الرافض من نافدة التشيع لعلي و آل بيته و صار التشيع و سيلة لكل من أراد هدم الإسلام من ملحد و منافق و طاغوت و دخلت إلى المسلمين أفكار و معتقدات أجنبية بثوب التشيع و تيسر دخولها تحت غطائه و بمرور الأيام تتسع البدعة و يتعاظم خطرها لكن وجد لأبي سبأ خلفاء كثيرون . هذا و لم يكن يحلى لقب التشيع في عهد علي إلا بمعنى الموالاة و النصرة و استغل هذا الأمر من قبل الأعداء الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر فدخلوا من هذا المنفذ و اشاعو التفرقة في صفوف الأمة و حققوا بالكيد و الحيلة ما عجزوه بالسلاح و السنان و دخل أتباع الديانات الأخرى و المتآمرون و المتربعون في التشيع و بدؤوا يفعلون أصولا مستوحاة من دينهم البسوها ثوب الأسباب , و قد خضصت لهذه الغاية إحدى القنوات التلفزية الايرانة لتحريف القران و الحديث و السب و الشتم في الخلفاء و أصحاب النبي و أزواجه و أتمنى أن تكون العمليات العسكرية التي يشنها تحالف بعض دول العالم من ضمنها المغرب تستهدف القضاء على الحوتين و المد الشيعي الخطير في منطقة الخليج و هو الذي يهدد العقيدة الإسلامية و استقرار امن دول المشرق الأوسط و الخليج . وهذا الأمر يفرض اليقظة لكي لا يكون أهدافه حماية امن إسرائيل وأهداف مصلحية جيو اقتصادية أو حماية أنظمة دول الخليج التي يمكن اعتبارها ولايات خارجية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية . أما إذا كان الهدف القضاء على التشيع بالنسبة للمشاركين في التحالف من الدول العربية الإسلامية هو الدفاع عن العقيدة سيحظون بنصر من الله و ذلك بقوله سبحانه (( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم )) و ها هي إيران تغير إستراتيجيتها و تقترب إلى أمريكا و الغرب لرفع الحصار المضروب عليها منذ زمان تحاول تسوية مشكلها المتعلق بالإنتاج النووي و تبدي موقفا في شأن ما يجري في اليمن و العراق يتسم ظاهريا بالحياد و حماية لأمنها و استقرارها , و هذا الموقف يدخل ضمن أوصاف الشيعة المشار إليها ذلك أن الخائن لا يلوى على شيء و لا يفرق مع من يكون خائنا و مع من يكون أمينا فان الخيانة داء أذل خالط دماء الإنسان فانه يجعله خائنا و لو مع اقرب الناس إليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.