التأكد من هوية الشاب المغربي الذي عُثر عليه في البحر قبالة سبتة المحتلة    المغرب والسعودية يعززان التعاون الثنائي في اجتماع اللجنة المشتركة الرابعة عشر    المملكة العربية السعودية تشيد بجهود جلالة الملك رئيس لجنة القدس من أجل دعم القضية الفلسطينية    المملكة العربية السعودية تدعم مغربية الصحراء وتعتبر مبادرة الحكم الذاتي حلا وحيدا لهذا النزاع الإقليمي    دي ميستورا يبحث تطورات قضية الصحراء المغربية مع خارجية سلوفينيا    الوقاية المدنية تتدخل لإنقاذ أشخاص علقوا داخل مصعد بمصحة خاصة بطنجة    إجهاض محاولة تهريب دولي للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 107 كيلوغرامات من الشيرا    أوزين: عدم التصويت على قانون الإضراب مزايدة سياسية والقانون تضمن ملاحظات الأغلبية والمعارضة    تعرف على برنامج معسكر المنتخب المغربي قبل مواجهتي النيجر وتنزانيا في تصفيات كأس العالم 2026    لهذه الاسباب سيميوني مدرب الأتليتيكو غاضب من المغربي إبراهيم دياز … !    صرخة خيانة تهز أركان البوليساريو: شهادة صادمة تكشف المستور    الأمم المتحدة تحذر من قمع منهجي لنشطاء حقوق الإنسان في الجزائر    وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية تُشيد بمبادرات جلالة الملك محمد السادس لدعم صمود الفلسطينيين    الاستثمار السياحي يقوي جاذبية أكادير    الكاف يشيد بتألق إبراهيم دياز ويصفه بالسلاح الفتاك    فيفا يكشف جوائز مونديال الأندية    المغرب يستقبل أولى دفعات مروحيات أباتشي الأميركية    "حماس" تؤكد مباحثات مع أمريكا    سلا: حفل استلام ست مروحيات قتالية من طراز 'أباتشي AH-64E'    نشرة إنذارية.. تساقطات ثلجية وزخات مطرية رعدية قوية الأربعاء والخميس    فاس تُضيء مستقبل التعليم بانضمامها لشبكة مدن التعلم العالمية    3 قمم متتالية تكرس عزلة النظام الجزائري وسط المجموعة العربية وتفقده صوابه ومن عناوين تخبطه الدعوة إلى قمة عربية يوم انتهاء قمة القاهرة!    المغرب..البنك الأوروبي للاستثمار يسرّع دعمه بتمويلات بقيمة 500 مليون أورو في 2024    دنيا بطمة تعود لنشاطها الفني بعد عيد الفطر    وزارة الصحة : تسجيل انخفاض متواصل في حالات الإصابة ببوحمرون    تداولات بورصة البيضاء بأداء سلبي    عمرو خالد: 3 أمراض قلبية تمنع الهداية.. و3 صفات لرفقة النبي بالجنة    "أونسا" يطمئن بشأن صحة القطيع    وكيل أعمال لامين يامال يحسم الجدل: اللاعب سيمدّد عقده مع برشلونة    مونديال الأندية.. "فيفا" يخصص جوائز مالية بقيمة مليار دولار    قصص رمضانية.. قصة بائعة اللبن مع عمر بن الخطاب (فيديو)    مطار محمد الخامس يلغي التفتيش عند المداخل لتسريع وصول المسافرين    هذه مقاييس التساقطات المطرية المسلجة خلال يوم واحد.. وهذه توقعات الخميس    مسؤول يفسر أسباب انخفاض حالات الإصابة بفيروس الحصبة    دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر من الرجال    العثور على أربعيني ميتًا نواحي اقليم الحسيمة يستنفر الدرك الملكي    حدود القمة العربية وحظوظها…زاوية مغربية للنظر    «دلالات السينما المغربية»:إصدار جديد للدكتور حميد اتباتويرسم ملامح الهوية السينمائية وعلاقتهابالثقافة والخصائص الجمالية    «محنة التاريخ» في الإعلام العمومي    القناة الثانية تتصدر المشهد الرمضاني بحصّة مشاهدة 36%    تحذير من حساب مزيف باسم رئيس الحكومة على منصة "إكس"    طنجة تتصدر مدن الجهة في إحداث المقاولات خلال 2024    النيابة العامة تتابع حسناوي بانتحال صفة والتشهير ونشر ادعاءات كاذبة    أمن طنجة يحقق في واقعة تكسير زجاج سيارة نقل العمال    كسر الصيام" بالتمر والحليب… هل هي عادة صحية؟    اليماني: شركات المحروقات تواصل جمع الأرباح الفاحشة والأسعار لم تتأثر بالانخفاض في السوق الدولية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    هذه أبرز تصريحات ترامب في خطابه أمام الكونغرس    أبطال أوروبا.. قمة ألمانيا بين البايرن و ليفركوزن واختبار ل"PSG" أمام ليفربول    مكملات غذائية تسبب أضرارًا صحية خطيرة: تحذير من الغرسنية الصمغية    الصين تعلن عن زيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة 7,2 بالمائة للعام الثالث على التوالي    المنتخب المغربي يدخل معسكرا إعداديا بدءا من 17 مارس تحضيرا لمواجهة النيجر وتنزانيا    اجتماع بالحسيمة لمراقبة الأسعار ومعالجة شكايات المستهلكين    عمرو خالد يكشف "ثلاثية الحماية" من خداع النفس لبلوغ الطمأنينة الروحية    وزارة الثقافة تطلق برنامج دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025    في حضرة سيدنا رمضان.. هل يجوز صيام المسلم بنية التوبة عن ذنب اقترفه؟ (فيديو)    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقيدة الشيعة الروافض في أهل السنة والجماعة
نشر في هسبريس يوم 09 - 08 - 2012

قرأت مقالا نشر في "هسبريس" تحت عنوان: "إدريس.. قصة مغربي تشيع في أمريكا بسبب الإمام مالك" نقلا عن إذاعة هولندا العالمية، فوجدته مليئا بالمغالطات والتدليس بما في ذلك العنوان، ولأجل توضيح ذلك كتبت هذه الكلمات، واعتمدت فيها نقولا موثقة من أمهات كتب الشيعة حتى لا يتهمنا أحد أننا نكذب عليهم ونتهمهم زورا وبهتانا، وقبل أن أوضح فرية أن الشيعة أكثر تسامحا من أهل السنة والجماعة وأن حقيقة مذهبهم أنهم يكفرون أهل السنة وهو ما يبطل دعواهم التسامح؛ وأنهم أبعد الناس عنه، لنتعرف على رأي الإمام مالك رحمه الله في الشيعة الرافضة وأقواله الشديدة فيهم..
الإمام مالك والشيعة الرافضة1
ادعى إدريس المتشيع أن توسعه في دراسة مذهب الإمام مالك وتعرفه عليه أكثر كان من أسباب تشيعه، وذلك لأن المذهبين متشابهين على حد ادعاءه، وحتى لا ندخل في بيان أن المذهبين مختلفين فقهيا لأن كلا منهما قائم على إرث حديثي مختلف عن الآخر لاختلاف مصادر التلقي في المذهبين.
أما موقف إمامنا مالك بن أنس من الشيعة الروافض2:
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول، قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام. (السنة للخلال 2/557).
وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) قال: (ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك..) (تفسير ابن كثير 4/219).
قال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين) (تفسير القرطبي 16/297).
جاء في الصارم المسلول؛ (وقال مالك رضي الله عنه، إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في الصحابة حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلا صالحاً لكان أصحابه صالحين).
وقال عبد المالك بن حبيب: (من غلا من الشيعة في بغض عثمان والبراءة منه أُدِّب أدبا شديدا، ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشدّ، ويكرر ضربه، ويطال سجنه، حتى يموت).
وجاء في المدارك للقاضي عياض: (دخل هارون الرشيد المسجد، فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى مجلس مالك فقال؛ السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال مالك؛ وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال لمالك؛ هل لمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيء حق؟، قال؛ لا ولا كرامة، قال؛ من أين قلت ذلك، قال؛ قال الله: (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)، فمن عابهم فهو كافر، ولا حق للكافر في الفيء، واحتج مرة أخرى، بقوله تعالى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ)، قال: فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه، وأنصاره الذين جاؤوا من بعده يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)، فما عدا هؤلاء فلا حق لهم فيه).
فهذا مذهب الإمام مالك وأقواله في الشيعة الروافض الذين يسبون صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ويطعنون فيهم، بل ويتقربون إلى الله على -حدّ زعمهم- بسبّهم وإلحاق كل نقيصة بأبي بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهم أجمعين، وحتى لا نتهم مرة أخرى بالكذب والتلفيق، ها هي تسجيلاتهم التي تملأ الشبكة العنكبوتية شاهدة على ذلك، ولا أدل على ما نقول من حملة الدعي ياسر الخبيث وحملته على أمنا عائشة الطاهرة الصديقة بنت الصديق..، فكيف يدعي إدريس المغربي أنه تشيع بسبب الإمام مالك؟
ومن أين استقى أقوال الإمام مالك التي هدته إلى التشيع؟
والإمام مالك إمام علم على السنة، أم يا ترى أن التشابه في سدل اليدين في الصلاة كان كافيا لهذا الادعاء؟
علما بأن مذهب الإمام مالك هو القبض في الصلاة كما دلت على ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الموطأ: "عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ: "كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ".. (رواه مالك في الموطأ كتاب النداء للصلاة باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة).
ثم إن مذهب الإمام مالك يقتضي بطلان صلاة الشيعة، لأن الوضوء شرط في الصلاة، ومن أركان الوضوء غسل الرجلين، والشيعة إنما يكتفون بمسحهما بالماء، والمسح لا يقوم مقام الغسل، فكيف تصح صلاة بوضوء باطل عند الإمام مالك؟
كما أن هناك خلافا كبيرا بين صلاة الإمام مالك السنية وصلاة الشيعة، وما يتعلق بهما من الوضوء والآذان والإمامة والجمعة..
وأما كون الإمام مالك من تلامذة الإمام جعفر الصادق فهو دليل على أن أئمة أهل البيت كانوا على فقه وعقيدة أهل السنة والجماعة، وأن من ثمار مجهوداتهم العلمية أئمة من طينة إمام دار الهجرة؛ الإمام مالك بن أنس..
أخوة لغير المسلمين وتكفير لأهل السنة
لن أطيل بذكر عقائد الشيعة في الإمامة، أو في سبّ أمهات المؤمنين والصديق والفاروق والصحابة، أو في القرآن الكريم، أو في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو زواج المتعة، أو ولاية الفقيه، أو الخمس.. أو غير ذلك وهو كثير مما يقوم عليه دين الشيعة الروافض، ولكن لنتعرف إلى حكمهم فيمن خالفهم، فقد نصت كتب الشيعة ومراجعهم3 أن الإمامة أصل من أصول الدين، وأن من أنكرها أو أنكر أحد الأئمة فهو كافر قطعا.
قال رئيس محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالة الاعتقادات (ص:103، ط. مركز نشر الكتاب، إيران 1370) ما نصه:
"..واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده -عليهم السلام- أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا ممن بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله"، وينقل حديثًا منسوبًا إلى الإمام الصادق أنه قال: "المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا".
وينسب أيضًا إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
"الأئمة من بعدي اثنا عشر؛ أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم القائم، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، من أنكر واحدًا منهم فقد أنكرني".
وأقوال ابن بابويه القمي هذه وأحاديثه نقلها عنه علامتهم محمد باقر المجلسي في "بحار الأنوار" (27/61-62).
وقال علامتهم جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي.. في كتابه الألفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ص:13 ط3 مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت 1982): "الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص، لإمكان خلو الزمان من نبي حي، بخلاف الإمام لما سيأتي. وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص، وإلى هذا أشار الصادق عليه السلام بقوله عن منكِر الإمامة أصلاً ورأسًا وهو شرهم".
وقال شيخهم ومحدثهم يوسف البحراني في موسوعته المعتمدة عند الشيعة: "الحدائق الناضرة في أحكام العزة الطاهرة 18/153 دار الأضواء بيروت-لبنان": "وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه وتعالى ورسوله، وبين من كفر بالأئمة عليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين".
ويقول الملا محمد باقر المجلسي والذي يلقبونه بالعلم العلامة الحجة فخر الأمة في "بحار الأنوار" 23/390: "اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضَّل عليهم غيرهم يدل أنهم مخلدون في النار".
كما نقل شيخهم محسن الطباطبائي الملقب بالحكيم كفر من خالفهم بلا خلاف بينهم في كتابه "مستمسك العروة الوثقى" (1/392)، ط3 مطبعة الآداب، النجف 1970.
وقال آيتهم العظمى ومرجعهم أبو القاسم الخوئي في كتابه" مصباح الفقاهة في المعاملات" (2/11 ط دار الهادي- بيروت): "..بل لا شبهة في كفره، لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية.. أنه لا أخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين".
ويقول شيخهم محمد حسن النجفي وهو يعلن بصراحة عداء الشيعة الشديد لأهل السنة، وذلك في موسوعته الفقهية المتداولة بين الشيعة "جواهر الكلام في شرائع الإسلام" (22/62): "ومعلوم أن الله تعالى عقد الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"، دون غيرهم، وكيف يُتَصَوَّر الأخوة بين المؤمن وبين المخالف بعد تواتر الروايات وتضافر الآيات في وجوب معاداتهم والبراءة منهم".
وقال الخميني في (الأربعون حديثاً ص:512): "إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال يعتبر من الأمور المسلمة، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس"، وقال معقّباً على قول الله تعالى: (فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) ما نصه: "ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت ويحرم عنه الناس الآخرون، لأن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السلام، بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية..".
ويقول علامتهم عبد الله شبر الذي يلقب عندهم بالسيد الأعظم والعماد الأقوم علامة العلماء وتاج الفقهاء رئيس الملة والدين، جامع المعقول والمنقول، مهذب الفروع والأصول، في كتابه "حق اليقين في معرفة أصول الدين" (2/188- طبع بيروت): "وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الأئمة كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والآخرة، والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في النار في الآخرة".
من هذه الأقوال وغيرها، وبعيدا عن مجال العواطف الجارفة، يتبين لنا جليا اعتقاد الشيعة في أهل السنة المنكرين لأئمتهم الإثنا عشر، بكونهم كفارا قطعا، وهو الذي يسوغ في نظرهم عداءهم وخياناتهم لأهل السنة واستباحة دمائهم وأموالهم، وما حال سوريا عنا ببعيد، وما تعرفه من تواطؤ بين النظام العلوي وإيران وحزب اللات اللبناني.
اعتقاد الشيعة بأن أهل السنة أعداء لأهل البيت4
(من أخطر الاعتقادات التي تؤجج نار الخيانة في قلوب الشيعة اعتقادهم بأن أهل السنة أعداء لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يكرهونهم ويبغضونهم وينتقصونهم، فأهل السنة هم الأعداء بل ألد الأعداء، ولذلك يسمونهم النواصب أي الذين ينصبون العداء لأهل البيت!
وهذه جملة من أقوال شيوخهم ومحدثيهم وفقهائهم التي تبين أن العدو الحقيقي للشيعة هم أهل السنة لا غير:
يقول عالمهم ومحققهم حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني الشيعي في كتابه "المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" (ص147 طبع بيروت):
"..بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سُنيًّا.. ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن".
ويقول الشيعي الرافضي علي آل محسن في كتابه "كشف الحقائق" (ط. دار الصفوة، بيروت، ص249): "وأما النواصب من علماء أهل السنة فكثيرون أيضًا، منهم ابن تيمية وابن كثير الدمشقي وابن الجوزي وشمس الدين الذهبي وابن حزم الأندلسي وغيرهم".
وذكر علامتهم الرافضي محسن المعلم في كتابه "النصب والنواصب" (ط. دار الهادي، بيروت في الباب الخامس، الفصل الثالث ص:259)، تحت عنوان: "النواصب في العباد أكثر من مائتي ناصب -على حد زعمه- وذكر منهم: "عمر بن الخطاب، وأبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأم المؤمنين عائشة، وأنس بن مالك، وحسان بن ثابت، والزبير بن العوام، وسعيد بن المسيب، وسعد بن أبي الوقاص، وطلحة بن عبيد الله، والإمام الأوزاعي، والإمام مالك5، وأبو موسى الأشعري، وعروة بن الزبير، والإمام الذهبي، والإمام البخاري، والزهري، والمغيرة بن شعبة، وأبو بكر الباقلاني، والشيخ حامد الفقي رئيس أنصار السنة المحمدية في مصر، ومحمد رشيد رضا، ومحب الدين الخطيب، ومحمود شكري الآلوسي.. وغيرهم كثير".
فلا أدري من بقي من أهل السنة لم يدخله الشيعة في عداد الأعداء النواصب.
وقال الرافضي الصغير محمد التيجاني في كتابه "الشيعة هم أهل السنة" (ط: مؤسسة الفجر في لندن وبيروت ص79): "وبما أن أهل الحديث هم أنفسهم أهل السنة والجماعة فثبت بالدليل الذي لا ريب فيه أن السنة المقصودة عندهم هي بغض علي بن أبي طالب ولعنه، والبراءة منه فهي النصب".
ويقول في (صفحة163): "وبعد هذا العرض يتبين لنا بوضوح بأن النواصب الذين عادوا عليًّا عليه السلام وحاربوا أهل البيت عليهم السلام هم الذين سموا أنفسهم بأهل السنة والجماعة".
ويقول في (صفحة295): " وإذا شئنا التوسع في البحث لقلنا بأن أهل السنة والجماعة هم الذين حاربوا أهل البيت النبوي بقيادة الأمويين والعباسيين".
هذا غيض من فيض من الأقوال التي تبين اعتقاد الشيعة في عداء أهل السنة لآل البيت، ولسنا هنا في معرض الدفاع لنبين أن أهل السنة لا يبغضون أهل البيت، وإنما يبغضون الذين يبغضون ويسيئون إلى آل بيت رسول الله، ويتقولون عليهم، وينسبون إليهم الكذب) اه.
ها قد تبين لك أيها القارئ الكريم حقيقة مذهب الشيعة، وماذا يعتقدون في أهل السنة والجماعة، وهو ما لا يدع مجالا للشك بأن العداء والحقد هو ما يحكم موقفهم، وإن ادعوا خلاف ذلك تقية حتى يستقطبوا السذج من الناس، ثم يشبعونهم شبها ومغالطات..
إن مذهب وعقيدة أهل السنة والجماعة جمعت الخير كله، فهي تعتمد على احترام وتوقير صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وآل بيته صلى الله عليه وسلم، ويدين أتباعها بحبهم جميعا، وهم سائرون على هديهم وسننهم، فإنه لم يكن هناك خلاف واصطدام ديني وعقدي بين آل البيت وغيرهم، بل الجميع كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، حتى جاء المبطلون من غلاة التشيع وأحدثوا دينا جديدا سمّوه زورا وبهتانا دين أهل البيت، وأهل البيت منه براء، ولعلنا نبين موقف الأئمة من آل البيت في الشيعة6 في مقال آخر بإذن الله.
1- الرافضة: هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت، مع البراءة من أبي بكر وعمر، وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل منهم، وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم.
قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: «والرافضة: هم الذين يتبرؤن من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم».
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «فأبوبكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما، دون غيرهم من الطوائف» (شبكة السرداب).
والرافضة في زماننا هم شيعة إيران الاثنا عشرية وشيعة حزب اللات الجعفرية وشيعة اليمن الحوثيون والشيعة المنتشرون في دول الخليج والعراق ومصر وأتباعهم في باقي دول العالم..
وأما الزيدية فهم قلة في اليمن، وهم يقرون بخلافة الصديق والفاروق وعثمان، وهم أقرب إلى أهل السنة والجماعة..
2- انظر (شبكة السرداب).
3- انظر "موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام"، موقع الدرر السنية بتصرف.
4- نفسه، وجريدة السبيل المغربية العدد 50.
5- هذا هو رأيهم في الإمام مالك، بأنه ناصبي، فهل كان الإمام مالك يعادي آل البيت؟
6- من بين ذلك ما قاله محمد الباقر رحمه الله خامس الأئمة الاثني عشر يصف شيعته: (لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق)! (رجال الكشي ص179).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.