لم يتردد الشيخ عبد الباري الزمزمي، عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لحظة في التأكيد على أن "تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل أهون من أن يدشن علاقاته مع دولة إيران، مادامت إسرائيل لا يمكنها أن تُؤذي المغرب، بخلاف إيران التي لن ينال المغرب من ورائها سوى الخسارة والضرر". تصريحات الزمزمي لجريدة هسبريس الإلكترونية تأتي على خلفية دعوات وتحليلات أكاديميين وباحثين مغاربة ذهبت في اتجاه تعداد المنافع السياسية العديدة التي ستحظى بها البلاد إذا ما استأنفت الرباط علاقاتها مع طهران، وهي الروابط المقطوعة منذ سنة 2009، باعتبار الوزن الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي الذي تتمتع به إيران حاليا. واستدل الزمزمي بمثال ما يجري في الوقت الراهن في سوريا، حيث تتدخل إيران بكل ما لديها من قوة ونفوذ من أجل أعمال القتل والتشريد في حق من يعارض نظام بشار الأسد، مؤشرا على عصبيتها لقومها وشيعتها في استهانة صارخة بأرواح الناس، وهو أمر لم تفعله إسرائيل في فلسطين" يؤكد الزمزمي. وأفاد رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل أن "العلاقات مع إيران نفعها أكبر من إثمها، مثل الخمر والميسر كما ذكرهما القرآن الكريم"، موضحا أن "إيران هي التي ستستفيد من هذه الروابط مع المغرب، لكونها تسعى من خلالها إلى تثبيت إيديولوجيتها الفاسدة". وسجل الزمزمي ما اعتبره "تكاثرا ملحوظا لفئة الشيعة في العديد من المدن المغربية، بدعم إيراني مكثف"، مضيفا أن "الخطر يكمن في حالة ما إذا كون الشيعة فرقة كبيرة بالمغرب، حينها سيصبح الأمر مشكلة سياسية عويصة تثير الفتن والقلاقل، كما يقع حاليا في العراق والبحرين وغيرهما". وسرد الفقيه ذاته ما رآها نواقص الشيعة الذين تعمل إيران على نشر مذهبهم في أرجاء الدول الإسلامية، ومنها أنهم ثوريون فيهم جرأة كبيرة، ويعبدون مرجعياتهم الدينية ويقدسونهم ويطيعونهم طاعة عمياء، كما أن الهدف الرئيس لإيران هو خدمة مصالحها الإيديولوجية والسياسية خاصة بطل الطرق الملتوية". وتذكر الزمزمي، في معرض حديثه مع هسبريس، ثنايا كلام له جمعه في إيران، ذات يوم من سنة 1998، حين كانت العلاقات الثنائية بين البلدين سارية، مع الشيخ محمد واعظ زاده، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، حيث أسر له بأن علاقات طهران مع المغرب لن تكون بخير مادام يتعامل مع إسرائيل". وعاد الزمزمي إلى واقعة حدثت عندما كان في سفارة إيرانبالرباط، وكان يوم جمعة، فأسر له أحد مستشاري السفير الإيراني بأنهم يوم الجمعة يصلون وراء سعادة السفير في مقر السفارة، لكونهم لا يصلون مع أهل السنة في مساجد البلاد" يقول المتحدث.