يبدو أن العمال الأجانب، الذي يشتغلون في المشاريع التحضيرية لدورة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 المزمع احتضانها بقطر، يستمرون بجر مزيد من الانتقادات على المسؤولين القطريين ارتباطا بمظاهر السخرة والعبُوديَّة في الدويلة الغنية. والتي سبق لوسائل إعلام أجنبية أن أشارت إليها ونفاها مسؤولون جملة وتفصيلا. صلة بذات الموضوع، سجل تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، أن أزيد من 80 شخصاً من عمال البناء المهاجرين، الذين عملوا لمدة عام تقريباً في إنشاء برج فاخر في الحي المالي بالدوحة، يواجهون "نقصاً خطيراً في الغذاء وبحاجة إلى مساعدة حكومية ملحَّة"، وذلك في ظل عدم دفع مستحقاتهم المادية. إلى ذلك، دعت ذات المنظمة عبر بيان تتوفر عليه هسبريس، بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين الموافق ل 18 دجنبر من كل سنة، السلطات القطرية إلى إيجاد حل لمِحنة العاملين في شركة للتجارة والمقاولات (إل تي سي)، الذين كانوا يعملون في ظروف "ربما وصلت إلى حد أعمال السُّخرة"، وبسبب نظام الكفالة الصارم في قطر، فإن العمال مربوطون بشركة "إل تي سي"، ولا يُسمح لهم بكسب المال من العمل في شركة أخرى. وأوضح ذات البيان، أن منظمة العفو الدولية اطَّلعت على وثائق تشير إلى أن شركة "إل تي سي" مَدينة لهذه المجموعة من العمال التي تضم نحو 60 عاملاً نيبالياً، بالإضافة إلى مهاجرين من سري لنكا والفلبين ونيجيريا وبنغلاديش، بمبلغ 1.5 ريال قطري تقريباً (حوالي 412,000 دولار أمريكي). والذين قاموا بأعمال تجهيز الطابقين 38 و 39 من برج "البدع" في الدوحة، الذي أُطلق عليه اسم "بيت كرة القدم القطري" لأن عدداً من اتحادات كرة القدم اتخذت فيه مقرات لها. وكان الأمين العام للمنظمة "سليل شيتي"، قد قام بزيارة إلى مخيم العمال في منطقة السيلية الصناعية في أواسط نونبر، وطلب من وزارتي العمل والداخلية "إيجاد حل للأوضاع في الشركة، واعتبار هذا الأمر مسألة ذات أولوية"، مؤكدا أن "هؤلاء العمال لم يتقاضوا أجورهم منذ نحو سنة، وليس بمقدورهم شراء الطعام كي يبقوا على قيد الحياة يوماً بيوم. "هم لا يستطيعون إرسال أية نقود إلى بلدانهم لإقامة أوَد عائلاتهم أو دفع ديونهم" مستطردا بالقول إن "أوضاع العمال في المخيم مزرية؛ إذ أن بعضهم ينام على ألواح خشبية صلبة بدون فرشات، كما أن المباني التي يقطنونها مؤقتاً ليست في حالة مستقرة وخطيرة؛ فالأرضية والسقف في إحدى غرف النوم على وشك الانهيار" يقول شيتي مطالبا الحكومة القطرية بالتدخل من أجل وضع حد لهذه الأزمة. جدير بالذكر، أن منظمة العفو الدولية، سبق لها وأن قامت بنشر تقرير بعنوان" الجانب المظلم للهجرة: بقعة ضوء على قطاع الإنشاءات القطري قبل موعد مونديال كأس العالم"، يتفحص الانتهاكات التي يتعرض لها عمال البناء المهاجرون على أيدي أصحاب العمل، وفشل الحكومة القطرية في حماية حقوق العمال.