احتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أخيرا، بمناسبة اليوم العالمي للمُدرس، بثلاثة أساتذة يعدون من بين دعامات تدريس الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، وهم: نورة كجي، أستاذة متخصصة في تدريس الأمازيغية، تنحدر من مدينة كلميمة وتدرس بنواحي مدينة الجديدة، وميمون الحمداوي، أستاذ باحث، ومسؤول ومنسق مسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة، ثم محمد العابيدي، مفتش منسق اللغة الأمازيغية بنيابة تيزنيت. اللقاء كان مناسبة للكشف عن وضعية الأستاذ المكلف بتدريس اللغة الأمازيغية، والتي مازالت تتسم بنوع من الارتجالية وعدم تنزيل النصوص التنظيمية المؤطرة لإدراجها تنزيلا فعليا، حيث إنه منذ إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية سنة 2003، فإن غالبية الذين تولوا تدريسها، درَّسوها تطوعيا نظرا لكونها لغتهم الأم. وتعترض مدرسي الأمازيغية العديد من العراقيل على أرض الواقع، من بينها "قصر مدة التكوين، وغياب الكتاب المدرسي، ودلائل الأستاذ في السوق، ورفض بعض المديرين والمسؤولين التربويين إدراج الأمازيغية في استعمالات الزمن.. وأما المدرسون الآخرون، وهم كثر، فمازالوا صامدين، ويناضلون من خلال جمعيات مهنية تتوزع على مختلف مدن المغرب، من أجل الرفع من تدريس اللغة الأمازيغية كما وكيفا، وتبوئها المكانة اللائقة بها كلغة رسمية للدولة. وتعتزم هذه الجمعيات الالتئام في شكل تنسيقية وطنية يوم 27 أكتوبر الجاري، من أجل "مساءلة الحكومة، والعمل إلى جانبها، وإلى جانب الفرقاء المعنيين بملف تدريس الأمازيغية، في سبيل تجويد وتطوير هذا الورش الكبير الذي يعني المغاربة من أجل المغاربة جميعهم". اليوم العالمي للمدرس يعد هو أيضا مناسبة للتحسيس بمدى أهمية تثمين المهنة، ليس فقط في أعين المدرسين والمتعلمين، بل أيضا في عين المجتمع ككل، الملزم، بمختلف فئاته، بإدراك دور الفاعلين البيداغوجيين في بناء مستقبل الإنسان والكون معا. *باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية