عاد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، ليردد من جديد أسطوانته المشروخة بخصوص الكفاح المسلح ضد المغرب. زعيم الجبهة الانفصالية قال في كلمة له في افتتاح الدورة الخامسة لما يسمى بالأمانة العامة، نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، إن الأمر تم حسمه، واتخذ قرار بتصعيد الحرب التحريرية بكل السبل المشروعة، وفي مقدمتها الكفاح المسلح. ويبدو أن الجبهة الانفصالية سائرة في تحديها للمنتظم الدولي، عبر خرق وقف إطلاق النار، حيث كان القرار الأممي الأخير قد وجه انتقادا إلى البوليساريو، داعيا إياها إلى الامتثال لكل القرارات الأممية الصادرة في هذا الشأن. وأمام الهزائم التي مني بها التنظيم المحسوب على الجزائر، لم يجد غالي وجوقته سوى التلويح بالكفاح المسلح ضد المملكة. واعتبر عبد الفتاح الفاتيحي، الخبير المغربي في شؤون الصحراء ودول الساحل، أن التصريحات الأخيرة لزعيم البوليساريو "لا تشكل جديدا، طالما أن الجبهة خرقت اتفاق وقف إطلاق النار، وتقوم بعمليات عسكرية في المنطقة العازلة". وأوضح الفاتيحي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ما عبر عنه ابن بطوش (الاسم الذي استعمله إبراهيم غالي للدخول إلى إسبانيا متسترا) إمعان في الاصطدام بالقرارات الشرعية الدولية، لاسيما القرار الأممي الأخير 2602، الذي دعا الأطراف إلى سلوك الحوار السياسي عبر الموائد المستديرة لإيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء. وأضاف الخبير في شؤون الصحراء ودول الساحل أن سياق التصريح الصادر عن زعيم الجبهة "لا يعدو أن يكون بتوجيه جزائري للمزايدة على المجتمع الدولي بتهديد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة، بعد أن تلقت البوليساريو مؤخرا عتادا عسكريا من الجزائر للرفع من صدى العمليات العسكرية، التي ظلت تناور بها أكثر من سنة في المنطقة العازلة دون أن يلتفت إليها المجتمع الدولي". ويفهم من هذه التصريحات، التي تتزامن والتحركات التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستافان دي ميستورا، التأكيد على أن الجزائر والبوليساريو "ستعرقلان مساعيه لجمع الأطراف على موائد مستديرة لإيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء"، يضيف الفاتيحي.