بعدما فقدت الأمل في دعم المنتظم الدولي لأطروحتها الانفصالية، هاجمت جبهة "البوليساريو" منظمة الأممالمتحدة متهمة إياها بدعم المغرب في نزاع الصحراء. وقال القيادي الانفصالي خطري أدوه، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان "الجمهورية الوهمية"، إنه "لولا دعم الأسرة الدولية ودعم الأممالمتحدة والأمين العام للأمم المتحدة لما تمكن المغرب من فعل ما فعله". وعبر إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو"، في بيان له اليوم السبت، عن رغبته في استئناف "المفاوضات السياسية" حول ملف الصحراء المغربية. وأضاف، في رسالة وجهها إلى أنطونيو غوتيريس، إنه يأمل عن يتم تعيين وسيط أممي جديد خلفا لهورست كولر "في أقرب فرصة ممكنة". وتبحث جبهة "البوليساريو" عن أي متنفس جديد بعد الهزائم التي منيت بها في معبر الكركرات والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، إذ ناشد زعيم البوليساريو أنطونيو غوتيريس بضرورة استكمال "الموائد المستديرة" التي جاء بها المبعوث السابق. وتتناقض الجبهة الانفصالية في خطابها الموجه إلى تندوف والآخر إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ ففي الوقت الذي تحدث زعيمها في خطابه أمام الصحراويين عن "انتصارات بالأراضي الصحراوية"، توسل إبراهيم غالي الأمين العام الأممي من أجل عودة "المفاوضات السياسية" بين أطراف النزاع. ويستبعدُ مراقبون جلوس المغرب في مفاوضات مباشرة مع جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إذ إن خطاب الرباط بات موجها بشكل مباشر في السنوات الأخيرة إلى الطرف الرئيسي وهو الجزائر، باعتبارها البلد الحاضن والممول للميليشيات المسلحة. وكان مصدر دبلوماسي أكد لهسبريس أن الحديث عن مفاوضات مستقبلية بين المملكة المغربية وجبهة "البوليساريو" الانفصالية مجرد شائعة من نسج الخيال، مضيفا أن المغرب لا يتفاوض حول صحرائه. وأشار مصدر هسبريس إلى أن اللقاءات السابقة، التي جمعت مسؤولين مغاربة بقياديين في جبهة "البوليساريو" الانفصالية، هي اجتماعات "مائدة مستديرة" تحت إشراف الأممالمتحدة، وليس مفاوضات أو محادثات كما تروج لها بعض المواقع والوكالات الأجنبية. ويرفض المغرب إضاعة الوقت في "موائد مستديرة" مع جبهة "البوليساريو"، التي لا تملك القرار وتعتبر أداة في يد الجزائر، الفاعل الحقيقي في النزاع حول قضية الصحراء المغربية.