بعد الجزائر وموريتانيا، التقى هورست كولر، المبعوث الأممي لنزاع الصحراء، مساء الثلاثاء، بإبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، بمقر "الجمهورية الوهمية" بمخيمات تندوف، كما التقى قبلها بالوفد الصحراوي المفاوض. وفي تصريح لوسائل إعلام جزائرية وانفصالية، قال موفد الأمين العام للأمم المتحدة: "عقدنا مباحثات جيدة مع الأمين العام للجبهة والوفد المفاوض مكنتني من التعمق في عديد الصعوبات الكامنة في هذه المسألة". وأورد كولر أن زعيم جبهة البوليساريو عبّر له، خلال اللقاء، عن "أمله بأن تلتزم الأممالمتحدة بالوعود المقطوعة وتطبيق كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء". وأكد الرئيس الألماني السابق أن تخفيض مدة التمديد لبعثة الأممالمتحدة بالصحراء (المينورسو)، طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2414، "فرصة لخلق ديناميكية وطريقة تفكير جديدة ونقطة تحول قد تؤدي في نهاية المطاف بعد الكثير من المباحثات إلى إيجاد حل يرضي الطرفين ويزيل العراقيل عن عقبة التنمية في شمال إفريقيا". ويعتبر هذا التصريح هو الأول لهورست كولر يُدلي فيه بتوضيح حول قرار مجلس الأمن الأخير القاضي بالتمديد لبعثة المينورسو لمدة ستة أشهر فقط، بدل مدة سنة التي كانت معتمدة في السابق. إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الانفصالية، قال، في تصريحات صحافية مماثلة، بعد لقائه بكولر، إن الجولة الثانية مع مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء "كانت صريحة، خصوصا كل ما تعلق بالبحث عن تطبيق توصية مجلس الأمن الدولي الصادرة نهاية أبريل الماضي، التي تنص على تنشيط المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في الحرية وتقرير المصير"، بتعبيره. يبدو أن المسؤول الأممي وجه عتاباً شديداً إلى جبهة البوليساريو بعد خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار في الكركرات والمنطقة العازلة لمرات متتالية، حيث عبّر غالي عن ذلك بالقول: "تناولنا كذلك مع هورست كولر العراقيل التي أحالت دون تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الصحراوية والبحث عن أنجع السبل لتمكين هذه التوصيات حيز التنفيذ". وكان الفريق الأممي، بقيادة كولر، قد التقى أمس الثلاثاء مع ممثلي قيادة البوليساريو بمخيمات تندوف، يقوده امحمد خداد، منسق البوليساريو مع المينورسو، وخطري ادوه، وفاطمة المهدي، حيث رصد تصورات الطرف الثاني من النزاع، ومدى استعداده للمشاركة في عملية التسوية السياسية المتوقفة منذ 2012. ومن المرتقب أن يحط فريق الوسيط الأممي الرحال بالرباط، حيث سيلتقي مسؤولين مغاربة، قبل أن ينتقل إلى مدن العيون والسمارة والداخلية، على أن ينهي جولته إلى المنطقة في فاتح يوليوز بالعاصمة الإسبانية مدريد. ويُرتقب أن يُقدم الموفد الأممي ثاني تقرير مفصل إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، قبل 31 أكتوبر المقبل، موعد مناقشة مجلس الأمن الدولي لقضية الصحراء، بالتزامن ونهاية الولاية الانتدابية لبعثة المينورسو، والتي تم تمديدها بناء على القرار الأخير 2414 مدة ستة أشهر فقط.