من المقرر أن يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر بجولة ميدانية للمنطقة، هي الثانية له منذ توليه لمنصبه خلال عُهدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وسيحل الوسيط الأممي هورست كولر بالرباط أولا؛ يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر يونيو الجاري، إذ سيلتقي الملك محمد السادس، بالإضافة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، للتباحث حول ملف الصحراء والجهود الأممية المبذولة لكسر حالة الجمود التي يعيش على وقعها الملف منذ سنة 2012، وسط إصرار أممي على بعث مسار المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية تطبيقا لتوصيات مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير رقم 2414 الصادر أبريل الماضي. ومن غير المستبعد أن يحل المبعوث الخاص للملف هورست كولر بكبرى حواضر الصحراء مدينة العيون، أين سيعقد إجتماعات موسعة مع رئيس البعثة الأممية في الصحراء “المينورسو” كولن ستيوارت وقيادات البعثة، بحثا عن إستقصاء ظروف وآليات عمل البعثة بالصحراء والوقوف على الإكراهات التي تعانيها في ظل النقص الحاصل في التمويل. ومن جانب آخر تخلو أجندة الوسيط الأممي هورست كولر من زيارة الجزائر أو موريتانيا، حيث سينطلق صوب مخيمات تندوف للقاء زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي بعد زيارة المملكة؛ للتداول حول النزاع بهدف بسط أطروحته لتقريب وجهات النظر بين الجبهة والمغرب. ويروم هورست كولر من جولته بالمنطقة طبقا لمصادر ثقة ل”كود”؛ أجرأة أول لقاء مباشر بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو بإحدى العواصم الأوروبية، قبل متم شهر شتنبر المقبل، أي أياما قبل إنطلاق جولة من المناكفات الدبلوماسية المصاحبة لإنتهاء ولاية بعثة “المينورسو” بتاريخ الواحد والثلاثين من أكتوبر المقبل؛ موعد قرار مجلس الأمن الجديد. حري بالذكر أن المبعوث الخاص للأمين العام؛ سبق له عقد لقاءات متعددة مع كل من زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي، ووزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل، ووزير الشؤون الخارجية الموريتاني السابق اسلكو ولد أحمد إزيد بيه في برلين، فضلا عن عقد مشاورات أخرى مع وفد مغربي ضم وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، والسفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة عمر هلال، ورئيس جهة الداخلة وادي الذهب الخطاط ينجا، ورئيس جهة العيون الساقية الحمراء حمدي ولد الرشيد بالعاصمة البرتغالية لشبونة.