ظهر زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي في معسكر تندوف بالجزائر، لأول مرة منذ انكشاف هوية "محمد بن بطوش" التي دخل تحت غطائها إلى اسبانيا، وأعلن في تصريح صحفي استعداد الانفصاليين للتفاوض مع المغرب لأجل حل نهائي لملف الصحراء. ورغم أن المغرب يصر على التفاوض المباشر مع الجزائر باعتبارها المسؤول الحقيقي عن افتعال النزاع، تعود الجبهة للحديث مجددا عن الحوار والحل السلمي، وقالت على لسان ابراهيم غالي إن على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته الكاملة واتهمته بالتقاعس.
زعيم البوليساريو الذي يحظى بدعم علني من جنرالات النظام الجزائري قال في مؤتمر صحفي حضره صحفيون أجانب خاصة من اسبانيا، إن الحرب "ليست خيارا بل فرضت عليه وليس هناك تناقض بين التفاوض ومواصلة الكفاح المسلح"، حسب تعبيره.
وطالب إبراهيم غالي مجلس الأمن الدولي بتحديد جدول زمني لمهمة المبعوث الأممي الجديد للصحراء ستافان دي ميستورا وتقديم ضمانات من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير، واعتبر أن تعيين مبعوث شخصي "ليس غاية في حد ذاته".
ويذكر أن جبهة البوليساريو استبقت مباشرة ستافان دي ميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، مهامه شهر نونبر المقبل وقدمت ما وصفته وكالة الأنباء الجزائرية ب"شروط الدخول في أي عملية سياسية مرتقبة".
وقال محمد سالم ولد السالك الذي يحمل صفة "وزير الخارجية" في جبهة البوليساريو، مطلع الشهر الجاري، إن أي عملية سياسية مرتقبة في الصحراء يجب أن تضمن حق "تقرير المصير وفق ما نص عليه مخطط التسوية الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع ووافق عليه طرفا النزاع جبهة البوليساريو والمغرب"، وهنا يكون القيادي في الجبهة قد وضع شرطا يعود إلى سنة 1991 التي تم خلالها الاتفاق على وقف إطلاق النار في الصحراء، متجاوزا خطة بيكر سنة 2003 التي احتفت بها الجزائر والبوليساريو ورفضها المغرب بشدة.
يذكر أنه سنة 1991 طرحت الأممالمتحدة مخطط التسوية وأساسه تنظيم الاستفتاء وإرسالة قوات "المينورسو" للسهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لكنها بعد ذلك ستكون قناعة مفاده أنه من المستحيل تنزيل أي بند من البنود الرئيسية لهذه الخطة باستثناء مراقبة وقف إطلاق النار.