: التلاميذ المغاربة المهاجرين العائدون للوطن مع بداية الموسم الدراسي الحالي تحال على النيابات الإقليمية ملفات أطفال مغاربة المهجر الذين اضطروا للعودة إلى المغرب بعد تداعيات الأزمات الإقتصادية وانسداد أفاق الشغل هناك. التلاميذ الذين تبث اللجان النيابية في مسألة إدماجهم في مختلف أسلاك التعليم العمومية كانوا يتابعون دراستهم في بلدان المهجر مثل اسبانيا أو أيطاليا أو ألمانيا أوغيرها لم يسبق نهائيا أن درسوا اللغة العربية أو حتى اللغة الفرنسية وعليه فإن قضية إدماجهم في التعليم العمومي كما تحدث حاليا ليست سوى عملية شكلية للرمي بهم خارج قاعات الدرس وهدر مستقبلهم الدراسي والإجتماعي أيضا ،لن يكون بإمكانهم مواكبة التعلم بلغتين لايعرفون حتى مجرد أبجادياتهما .... هؤلاء التلاميذ وأسرهم يعانون انكسارا لاحدود له وشعورهم بالغربة عميق .. في الوقت الذي كان يجب أن يحدث العكس وهم يرتمون في حضن الوطن بعدما قذفتهم أوطان المهجر لكن دموع أمهاتهم لاتتوقف وهم متأكدون من ضياع مستقبل أطفالهم الدراسي وقد تركوا ليجابهوا مصيرا مجهولا لوحدهم دون سند...! وبما أن الشيئ بالشيئ يذكر فإنه حان الوقت لكي يسائل المغاربة الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج عن المسؤولية التي تتحملها في هذه القضية ...هذه الوزارة التي تدبج التقاريروتصور الربورطاجات حول أنشطة الوزيروهو يجوب العالم.. وتحتفل كل سنة بعمليات العبور للمغاربة العائدون لقضاء عطلهم في المغرب و يتصدر ممثلوها الإفطارات الرمضانية في عواصم أوروبا وأمريكا ..على المغاربة أن يسألوا عن برامجها فيما يخص تمدرس أبناء المغاربة القاطنين بالخارج ؟ التحويلات والعائدات التي تستفيد منها خزينة الدولة هي ما يربط وزارة المالية والأقتصاد بالمغاربة المقيمين بالخارج ..لكن نحن اليوم أمام عبور جديد دون عودة ..يتطلب العرفان ورد الجميل على الأقل .. نتساءل معا لماذا لم تخصص الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج جزءا من تلك العائدات لمتابعة الشأن التعليمي لأطفال الجالية في بلدان المهجر حيث تنتهج وتعمم ما يسمى بنظام البعثات أو على الأقل تحرص على سن اتفاقيات تعاون مع الدول المستقبلة لكي يستفيد التلاميذ المغاربة المنتظمون في التعليم الأجنبي هناك من حصص في اللغة العربية والفرنسية طبقا للمنهاج المغربي؟ ولعل التجربة المعمول بها في فرنسا تصلح نموذجا لتدارك الوضع في بلدان المهجرالأخرى. واليوم ونحن أمام واقع جديد لابد أن تبحث له عن حلول فورية ومنصفة تضمن تكافؤ الفرص لأبنائنا وعلى وزارة التربية الوطنية أن لاتعرض هؤلاء التلاميذ للظلم مرة ثانية ..لابد من إحصائهم سنويا حيث أن عددهم يتزايد سنة بعد أخرى و لابد من ضع برامج إجرائية لإدماجهم حقيقة لا شكلا ..ومن بين الحلول المقترحة أن يستفيدوا من دورات تعليمية مركزة للغة العربية والفرنسية بطرق غير نظامية و في إطار المدرسة العمومية المغربية ولم لا تخصص السنة الأولى كاملة بعد التحاقهم بالوطن لتعلم اللغة والتكيف مع المنهاج المغربي والإندماج السلس بعد ذلك في مختلف الأسلاك التي تناسب أعمارهم ومستواهم الدراسي الأصلي ؟ وللإشارة فإن ملفاتهم تشير إلى تميزهم وحصولهم على تقديرات جيدة خلال مسارهم الدراسي في بلاد المهجر . وإذا كانت وزارة التربية الوطنية "مافراسهاش" فإننا ننقل لها بعض القصص الغريبة لمايقع لهؤلاء الأطفال في وطنهم : - بعضهم يتعرض للضرب المتواصل لأنه يرفض الذهاب إلى فصل لايفهم فيه حرفا. - بعضهم لايستطيع الجلوس على الطاولة لمدة ساعة لأنه لم يتعود على ذلك في مدرسة متعة التعلم ..ويتعرض للعقاب والسخرية ... - آخرون دخلوا في صمت عميق والتصقوا بمقعد خشن في ركن مقصي من أركان حجرة يتيمة ولكنهم يرحلون طيلة الحصة الدراسية ليعانقوا دفاترهم الأنيقة هناك ويداعبوا الفراشات الرائعة في حدائق المدرسة ويقبلوا مدرسا مبسما أبدا يوزع الحب مع الحروف والكلمات ولايرفع يديه إلا ليرتب على أكتافهم الصغيرة أو ليلعب معهم ..استسلموا لقدرهم وبذلك يكونوا قد أراحوا المدرس والمدير .... وأراحوا الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ووزارة التربية الوطنية .ووزارة المالية والإقتصاد ..فهل ينام الوطن عن محنة هؤلاء ..؟