تم بالرباط التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة والتعاون بين وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، بهدف النهوض بالتعليم غير النظامي للغات والثقافة المغربية لفائدة الأطفال المغاربة المقيمين بالمهحر. وتتوخى الاتفاقية التي وقعها كل من كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العبيدة والوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج, السيد محمد عمر, المساهمة في النهوض بالتعليم غير النظامي للغة والثقافة المغربية للأطفال المغاربة المقيمين بدول المهجر, وكذا العمل على تطوير اللغة والثقافة المغربية بدول المهجر الذي تشرف عليه الهيئات الجمعوية والمؤسسات التربوية الخاصة, إلى جانب تطوير العرض التربوي من خلال تأهيل الموارد البشرية والتربوية وتقوية قدرات هذه الهيئات والمؤسسات. وأعربت السيدة لطيفة العبيدة في كلمة لها بالمناسبة ،عن اعتزازها بالتوقيع على هذه الاتفاقية التي تشكل من خلال مقتضياتها ومضامين بنودها ، إطارا للعمل المشترك بين القطاعين، من أجل تطوير العرض التربوي الخصوصي لتعليم اللغة والثقافة المغربية في بلدان إقامة الجالية المغربية، و من أجل دعم النسيج الجمعوي المغربي بدول المهجر والارتقاء بدوره الحيوي في تعليم اللغة والثقافة المغربية ، وهو ما سيساهم في توسيع الاستفادة من هذا البرنامج لفائدة أبناء الجالية المغربية بالخارج. واعتبرت أن تمدرس أبناء الشعب المغربي في المهجر وربطهم بالقيم الثقافية والحضارية لبلدهم وحسن اندماجهم ونجاحهم الدراسي يشكل هاجسا أساسيا لا يقل أهمية عن انشغالات هذه الوزارة بقضايا التمدرس في أرض الوطن. وأشارت أن الوزارة حرصت منذ انطلاق برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية بالخارج في بداية الثمانينات ،على حسن تدبيره مع الشركاء الوطنيين المعنيين بقضايا الهجرة، باعتماد أسلوب الحوار والإنصات مع آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، والتشاور مع هيئة التدريس والتأطير التربوي، والسلطات التربوية لدول الاستقبال من أجل تفعيل أمثل للاتفاقيات المبرمة في هذا الإطار. واوضحت ان الوزارة تسعى إلى مواكبة تطور واتساع هذا البرنامج وتلبية كافة الحاجيات المعبر عنها من الموارد البشرية لسد الخصاص بدول الاستقبال التي بلغ عدد الأساتذة العاملين بها 503 مدرسا ومدرسة، مؤكدة على تتبع أوضاعهم المهنية وتعزيز قدراتهم التعليمية وتمكينهم من التأطير التربوي ومن الدعامات البيداغوجية التي تنسجم وخصوصيات الواقع التعليمي ببلدان الاستقبال. وأبرزت السيدة كاتبة الدولة المكتسبات النوعية والمتنوعة التي حققها البرنامج والتي مكنت الأساتذة العاملين بإسبانيا من الاستفادة من البرامج التكوينية ومن آليات التأطير والتقويم التربوي المتلائمة مع الأنظمة التربوية المعمول بها في مختلف مناطق الحكم الذاتي بإسبانيا؛ كما ساهمت في إدراج برنامج تعليم اللغة العربية في إطار الشراكات ما بين الأكاديميات المغربية ومثيلاتها الفرنسية، وإرساء تجارب نموذجية تضمن استمرارية مسارات هذا التعليم في السلك الثانوي الإعدادي والتأهيلي من خلال الشعب الدولية المغربية – الفرنسية؛ بالإضافة إلى فتح مركز للموارد البيداغوجية لتعليم اللغة العربية ببروكسيل في إطار التعاون مع الجانب البلجيكي. من جهته, أكد السيد محمد عمر أن إنجاز هذه الاتفاقية يأتي في سياق تنفيذ البرنامج الاستعجالي الذي وضعته الحكومة لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج, معلنا عزم الوزارة المكلفة بالجالية السهر على تنفيذ هذه الاتفاقية في أحسن الظروف. كما أشار ان هذا البرنامج الذي سيمكن من مواكبة التعليم الموازي ،سيكون له التأثير الايجابي وسط الجالية بصفة عامة ووسط رجال التعليم العاملين ضمن البعثات التعليمية .