انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، على تطورات الملف السوري على ضوء الاتفاق الروسي الأمريكي حول تفكيك وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، والوضع في مصر والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في شبه جزيرة سيناء لملاحقة الجماعات المتطرفة، وعودة العنف مجددا إلى العراق فضلا عن مواضيع أخرى كالوضع في السودان والحوار في اليمن وقضايا أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) تحت عنوان " لا عودة من سيناء قبل القضاء على الإرهاب " أن القوات المسلحة أكدت أن العملية العسكرية في سيناء وصلت إلى معدلات أداء قوية خلال الفترة الأخيرة، وستزداد قوة وحسما خلال المرحلة المقبلة. ونسبت إلى المتحدث الرسمي للقوات المسلحة قوله ، إن القوات لن تعود من سيناء إلا بعد تطهيرها تماما من براثن الإرهابيين وتهيئة أنسب الظروف لإطلاق عملية تنمية شاملة وحقيقية في سيناء. من جهة أخرى، اهتمت صحيفة (الأهرام) بلقاء الرئيس المؤقت ، عدلي منصورمع مجموعة من رموز القوى والأحزاب السياسية ، لمناقشة استحقاقات المرحلة الانتقالية والأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد . أما صحيفة (الجمهورية) فتطرقت للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية ،نبيل فهمي،والتي أكد خلالها رفض مصر للتهديدات الأمريكية بقطع المساعدات ، وأنه لن تتم إعادة السفير المصري إلي تركيا حاليا ، كما أوضح أن العلاقات مع قطر تتميز بأنها في إطار الأسرة العربية وأن قناة ''الجزيرة'' تضر بالدوحة مثلما تضر بالقاهرة. واهتمت صحف الخرطوم بخطاب الرئيس السوداني عمر البشير أمس وبمباحثات المبعوث الامريكي مع المسؤولين في السودان. ولاحظت صحيفة ( المجهر السياسي) أن البشير التزم في الخطاب الذي افتتح به اشغال المؤتمر الوطني للشباب ، بان تكون الانتخابات المقبلة شفافة وبان سنة 2014 ستكون نهاية لمظاهر الصراعات والتمرد بالسودان. وكتبت صحيفة ( السوداني ) أن البشير اعتبر أن أولويات الحكومة تتمثل في القضاء على بؤر التمرد والصراع القبلي والجهوي لحفظ دماء وطاقات الشباب ، بينما أبرزت صحيفة ( الرأي العام ) تأكيد الرئيس السوداني على أن الدول الافريقية مستهدفة من جانب الدول الغربية بالنظر لما تتوفر عليه من ثروات ومواردة هامة ، وكذلك اتهامه لجهات معينة باشعال الفتن لتوظيف مواردها لصالح الحفاظ على اقتصاد الدول الغربية. وفي قطر انتقدت صحيفة ( العرب) الاتفاق الروسي الأمريكي القاضي بإزالة الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري ، مبرزة ان هذا الاتفاق يشكل "طوق نجاة بالنسبة لنظام دمشق إذ سيعيده ليكون لاعبا رئيسيا في عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية، خاصة أن عملية مثل هذه تحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل مما يضمن له على الأقل أن يعيش لثلاث سنوات قادمة يكون قد حقق فيها مزيدا من الدمار والقتل داخليا". وبخصوص الوضع الامني في مصر، تساءلت صحيفة (الشرق) عن "حالة الضبابية التي تعاني منها السلطة الجديدة في مصر والتي بدأت تنسحب على مفهوم الأمن القومي في ظل التجاذبات بين السلطة وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتحميل الحركة مسؤولية القلاقل الامنية في سيناء" ، مضيفة أن الواجب "يحتم على مصر العروبة والاسلام إن صدقت النوايا في رعاية مصالحها العليا ألا تأخذ الشعب الفلسطيني بجريرة جماعة أو فصيل." واهتمت صحيفة ( الوطن ) بتنامي أعمال العنف مجددا في العراق ، وعبرت في هذا الصدد عن أسفها وإدانتها "لازدهار صناعة التفخيخ والموت في بلاد الرافدين. وفي البحرين، اهتمت صحف (الأيام) و(الوطن) و(الوسط) و(أخبار الخليج) و(البلاد) بالزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة للصين، مؤكدة أنها تفتح آفاقا واعدة ومهمة في العلاقات بين البلدين. كما اهتمت هذه الصحف ببحث مجلس الوزراء خلال اجتماعه أمس الأحد، مقترح تعديل التشريعات المنظمة للمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تختص بالجرائم الالكترونية ذات العلاقة بالجرائم الاقتصادية والإرهاب والاتجار بالبشر والتحريض على العنف واستخدام الأسلحة. وأشارت إلى أن مجلس الوزراء وافق، من جهة أخرى، على مذكرتين بشأن انضمام البحرين لاتفاقيتي اليونسكو بشأن حماية التراث الثقافي غير المادي، وحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي. أما الصحف الكويتية فأشارت إلى تفاعلات الازمة في سوريا ، والاصلاحات الاقتصادية التي تعتزم الكويت مباشرتها في عدة مجالات . وفي الموضوع السوري أبرزت أن واشنطن ما تزال مصرة على ممارسة الضغط العسكري على نظام بشار الاسد ، بالرغم من الاتفاق الأمريكي الروسي المتعلق بنزع السلاح الكيماوي السوري . كما كشفت عن اتصالات تم إجراؤها مع قوى إقليمية منها إيران ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الرئيس أوباما - الذي أكد حصول اتصال مع الرئيس الايراني حسن روحاني - يعتقد أن الدبلوماسية يمكن أن تؤتي أكلها وتفضي إلى نتائج إيجابية إذا اقترنت بتهديدات عسكرية . أما في الإمارات فأشارت الصحف في افتتاحياتها ، إلى ظهور شكل جديد للنظام الدولي يحاول كسر هيمنة القطب الأوحد المتمثل في الولايات المحتدة، وتطورات الوضع في سوريا .وقالت صفية "الخليج" في افتتاحيتها ، تحت عنوان "نحو نظام دولي جديد "إن الصراع الدولي والإقليمي الذي نشهده على الساحة السورية، ويأخذ أشكالا مختلفة من العنف المسلح، ودبلوماسية المواجهة، هو تعبير عن ظهور شكل جديد للنظام الدولي، تحاول فيه قوى كبرى (روسيا، والصين، ودول البريكس) كسر هيمنة القطب الأوحد (الولاياتالمتحدة) والسعي للمشاركة في هذا النظام، بحيث يكون نظاما متعدد الأقطاب، لا تفرض فيه دولة واحدة وجهة نظرها، أو تحاول السيطرة على مقدرات العالم . من جانبها وتحت عنوان "عودة الاساس إلى سوريا" ، اعتبرت يومية "البيان" ، اتفاق وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف اختراقا في الملف السوري، خاصة على صعيد شق استخدام السلاح الكيماوي ومخاطره، ومساهمة لحل سياسي مفترض في سوريا وواجب، لكنه مؤجل حتى إشعار آخر. واهتمت الصحف اليمنية بمجريات أشغال مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي يفترض أنها شارفت على الانتهاء، مبرزة ردود الفعل المؤيدة والمنتقدة للمنحى الذي اتخذته هذه الاشغال. ولعل أقوى ردود الفعل على أشغال المؤتمر هو ما أورته صحيفة (اليمن اليوم) بخصوص رفض حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه "للتحاور الشطري والانحراف بالمبادرة الخليجية .. وتمسكه بخوض الاستحقاق الديموقراطي في موعده". أما صحيفة (الثورة) فأشارت الى تحديد (لجنة التوفيق) المنبثقة عن المؤتمر ليوم 19 شتنبر كآخر أجل لتسليم تقارير فريق العمل، مؤكدة أن "فريق بناء الدولة سيحسم اليوم نقاط الخلاف بشأن النظام الانتخابي". وكتبت الصحيفة الرسمية تحت عنوان "مكونات نسائية تطالب بنسبة 30 في المائة في سلطات الدولة الثلاث" تصريحات لفعاليات نسائية.ونقلت عن رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة شفيقة سعيد قولها "ان هناك محورين أساسيين يجب دعم المرأة فيهما هما وضع نسبة 30 في المائة لقضايا المرأة في الدستور القادم، وكذا التأكيد على الكوتا النسائية في مخرجات مؤتمر الحوار وتعميمها على الهيئات الثلاث". أما الصحف العربية الصادرة في لندن فواصلت رصد تفاعلات الاتفاق الأمريكي الروسي بخصوص تفكيك وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية.وكتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن تجديد المعارضة السورية أمس تحذيراتها من تمادي نظام الرئيس السوري بشار الأسد في "سلوكه العدواني" وذلك بعد الاتفاق الأمريكي - الروسي في جنيف الذي نص على تدمير أسلحة سوريا الكيماوية مقابل وقف جهود الضربة العسكرية . أما صحيفة (الحياة)، فقالت من جانبها إن إبرام "صفقة جنيف" بين جون كيري وسيرغي لافروف "ليست سوى خطوة أولى" لحل الأزمة السورية، مع إبقاء واشنطن "فعليا" على التهديد بعمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأبرزت في هذا السياق تأكيد كيري في مؤتمر صحافي في اسرائيل على أن "التهديد بالقوة يبقى قائما، التهديد فعلي"، مضيفا" نحن لا نثرثر حين يتعلق الأمر بمشكلات دولية (...) نزع الأسلحة الكيماوية لن يحل الأزمة السورية بل هو خطوة إلى الأمام". وكتبت صحيفة (القدس العربي) من جهتها عن ترحيب سوريا، أمس، بالاتفاق الامريكي الروسي معتبرة انه اتاح "تجنب الحرب"، كما نقلت الصحيفة إشادة مسؤولين اسرائيليين بالاتفاق ووصفوه ب"التاريخي". أما صحيفة (العرب)، فاعتبرت من جانبها أن الانفتاح الأمريكي "المفاجئ" على إيران في ظل تراجع أوباما عن مهاجمة سوريا دليل ضعف من واشنطن واعترافا بانتصار الحلف المقابل الذي تلعب فيه طهران الدور الأكبر في مهمة إنقاذ الأسد. وفي الجزائر توقفت صحيفة (الخبر) عند تعيين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، أمس ، لمراد مدلسي رئيسا للمجلس الدستوري خلفا للطيب بلعيز المعين في منصب وزير الداخلية. وقالت الصحيفة تحت عنوان بوتفليقة استكمل بسط اليد على مفاصل الدولة"، إنه "برأي المراقبين، فإنه وبتعيين مدلسي كرئيس للمجلس الدستوري، وبعد تعيين المقربين منه، الطيب بلعيز كوزير للداخلية والطيب لوح كوزير للعدل، وهي القطاعات الوزارية المشرفة عمليا وفنيا على الانتخابات في الجزائر، يكون الرئيس بوتفليقة قد أنهى إغلاق اللعبة الانتخابية المتصلة برئاسيات 2014 لصالحه، سواء قرر الترشح لعهدة رابعة، أو قرر ترشيح شخصية يختارها هو من محيطه، ما يعني أنه استوفى التمهيد لأي إخراج يقرره للرئاسيات المقبلة". ورأت صحيفة (الشروق) أن مدلسي "يعد الوزير الوحيد ضمن أفراد الطاقم الحكومي الذين أنهيت مهامه، وكلف بمهام أخرى، فضلا عن كونه من الرجالات المعول عليهم في الاستحقاقات القادمة، وهو أحد المحسوبين على 'رجال ثقة الرئيس' ". واعتبرت أن هذه التغييرات (تعديل حكومي وتعيين رئيس جديد للمجلس الدستوري)، تأتي "في ظل تخوف الأحزاب السياسية من غلق اللعبة الديمقراطية، وخشيتها من أن يكون الهدف من التعديل الحكومي التمديد أو التجديد"، وإن كان عضو سابق بالمجلس الدستوري يرى "بأن هذه الهيئة ليس لها أيø دخل في الصراعات السياسية".