شكلت التطورات الأخيرة للقضية السورية والمباحثات الأمريكية الروسية في جنيف حول تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية التي يملكها نظام بشار الأسد، أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (لبيراسيون) الفرنسية أن " الدكتاتور السوري، بقبوله مخطط وضع أسلحته الكيماوية تحت الوصاية، فرض نفسه مخاطبا وأبعد احتمال الضربات الغربية". وبحسب الصحيفة، فإن استراتيجية النظام السوري، الذي يحظى بدعم أساسي من موسكو، تهدف إلى "ربح الوقت بأي ثمن حتى تمر العاصفة بسلام"، مذكرة بأنه قبل أسبوع كانت الضربات الأمريكية تبدو أمرا لا محيد عنه. ومن جهتها، نشرت صحيفة (أوجودوي إن فرانس)استطلاعا للرأي يعكس معارضة الفرنسيين بشكل جلي لكل تدخل عسكري في سوريا مع التنويه في ذات الوقت بالصرامة والحزم اللذين أبدتهما فرنساوالولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة، استنادا إلى هذا الاستطلاع، أن الفرنسيين يشككون في إمكانية التوصل إلى تسوية النزاع حيث عبر 54 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع عن عدم ثقتهم في المجموعة الدولية بشأن إيجاد تسوية للأزمة السورية. أما صحيفة (لوفيغارو) فقد اهتمت بموضوع "الجهاديين" الفرنسيين في سوريا، موضحة أن حوالي 120 شابا يقاتلون حاليا في صفوف الجيش السوري الحر أو المجموعات الإسلامية المتشددة التي تخوض حربا ضد النظام السوري. وأولت الصحف البرتغالية اهتماما للمباحثات التي تجري في جنيف بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول تدمير الترسانة الكيماوية في سوريا والتي من المفترض أن تفضي إلى تسوية سياسية للأزمة السورية. فتحت عنوان "القضاء على الأسلحة الكيماوية يمكن أن يدفع بمؤتمر السلام إلى الأمام"، قالت صحيفة (بوبليكو) إن الأمريكيين والروس سيلتقون اليوم السبت لليوم الثالث على التوالي في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول مخطط لتدمير الترسانة الكيماوية لنظام بشار الأسد، مضيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي وصف هذه المباحثات بالبناءة، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، سيواصلان حوارهما لكن دون التوصل إلى نتائج ملموسة. ومن جانبها، كتبت صحيفة (ديارو دي نوتيسياس) أنه في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات الروسية الأمريكية في جنيف أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن تقرير الخبراء الذي سينشر بعد غد الاثنين سيخلص بصورة مؤكدة إلى" استخدام أسلحة كيماوية " في سوريا، مع اتهام بشار الأسد ب "اقتراف جرائم عديدة ضد الإنسانية". واعتبرت الصحيفة أن الاجتماع التشاوري المرتقب الاثنين المقبل في باريس بين وزراء خارجية فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا يظهر بأن ما تمت مباشرته في جنيف لن يفضي إلى نتيجة نهائية في باريس وأن الحرب الأهلية ستستمر في سوريا إلى أجل غير مسمى. وفي إسبانيا، توقفت الصحف عند تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي يتهم فيها الرئيس السوري بشار الأسد ب"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" وبالرد الذي ستقدمه حكومة مدريد إلى رئيس منطقة كاتالونيا أرتور ماس بشأن تنظيم استفتاء في المنطقة. وكتبت صحيفة (إيل بايس) تحت عنوان "الأممالمتحدة تملك براهين دامغة حول الأسلحة الكيماوية في سوريا" أن الأمين العام الأممي أكد أمس الجمعة أن تقرير المفتشين الدوليين الذي سينشر يوم الاثنين المقبل سيخلص بصورة لا يرقى إليها الشك إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وتطرقت (إيل موندو) إلى المواجهات بين الثوار السوريين والحركات الإسلامية التي تناضل ضد نظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظاهري "رفض" اتفاقا بين الثوار والجهاديين، ودعا إلى قيام "دولة إسلامية" في سوريا قبل "الإطاحة" ببشار الأسد. ومن جهتها، قالت صحيفة (أبي ثي) إن الولاياتالمتحدة تراجعت عن التهديد بتدخل عسكري في سوريا تحت إشراف الأممالمتحدة، مسجلة أنه في إطار القرار الذي سيصدر عن المنتظم الدولي والذي "ستدعمه" روسيا "لن يلح باراك أوباما على اللجوء إلى القوة لتأمين مراقبة الأسلحة الكيماوية في سوريا". وعلى صعيد آخر، تناولت الصحف الإسبانية الرد الذي سيقدمه رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي لرئيس الحكومة الكاتلانية أرثور ماس بعد تنظيم الأربعاء الماضي "سلسلة بشرية" مطالبة باستقلال كاتالونيا. فتحت عنوان " لا استفتاء ولا إصلاح دستوري" توقعت صحيفة ( لاراثون) أن يكون رد راخوي كتابة على الزعيم الكاتالاني في ظرف 48 ساعة ليحذره بأن الاستشارة "غير قابلة للتفاوض" في إشارة إلى الدعوة لتنظيم استفتاء بهذه المنطقة الواقعة شمال شرق إسبانيا. ومن جهتها، قالت "أبي ثي " أن راخوي سيحذر ماس كتابة بأن الاستشارة السيادية "غير شرعية". وفي سويسرا، انصب اهتمام الصحف المحلية على حظوظ عقد مؤتمر جنيف الثاني حول سوريا في أعقاب المباحثات الروسية الأمريكية بالمدينة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوتان) الواسعة الانتشار أن "الإدارة الأمريكية ترى في الأممالمتحدة، إذا ما توجت مفاوضات جنيف باتفاق،" بوابة للخروج من أزمة تهدد بنسف قدرة تحرك الرئيس باراك أوباما". واعتبرت الصحيفة أن النزاع السوري كشف عن "العلاقات المعقدة" بين واشنطنوالأممالمتحدة، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة لم تتردد في الإعلان عن نيتها اختصار الطريق والتدخل عسكريا. وترى (لاتربين دي جنيف) أن الحراك الدبلوماسي الروسي الأمريكي "لم يقم إلا بنفض الغبار وتحريك المناقشات حول إمكانية عقد مؤتمر جنيف الثاني". وقالت الصحيفة "سيستمر الاقتتال في سوريا. ويتساءل العرب عما إذا كان وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بصدد توقيع اتفاق رابح - رابح على حساب الشرق الأوسط". وبدورها، تساءلت صحيفة (لوماتان) حول "الإمكانيات المتاحة لإنقاذ المؤتمر الدولي" حول سوريا، علما بأن الوسيط الأخضر الإبراهيمي متمسك به دائما رغم أن مهمته وصلت إلى الطريق المسدود بفعل غياب توافق بين الأطراف المعنية. وبروسيا، ذكرت صحيفة "كاميرسانت " أن قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي شارك فيها رؤساء الدول الأعضاء انعقدت في وقت حرج، ليس بسبب الأحداث الجارية في الشرق الأوسط فقط، بل لأن النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية مهدد بالانهيار. كما تطرقت للأزمة السورية، مبرزة أن كافة أعضاء المنظمة "ضد التدخل العسكري الغربي في سورية، وكذلك تقويض الاستقرار السياسي داخل بلدان الشرق الأوسط". صحيفة " اكسبيرت"، كتبت أن تعامل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الأزمة السورية، بينت عجزه وأدهشت الكثيرين، مبرزة أنه استلم السلطة كمعارض شديد للحروب الأمريكية في الشرق الأوسط، ومع ذلك كان مستعدا لخوض عملية عسكرية جديدة هناك. ومن الواضح تضيف الصحيفة، إن تصرفاته لا تشير إلى تغير آرائه السياسية، بل هي نتيجة الضغوطات التي تمارسها المنظومة السياسية الأمريكية. صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أبرزن أنه بعد المأساة الإرهابية في نيويورك في 11 شتنبر 2001 ومضي 12 سنة، تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية "زعيمة الديمقراطية" إلى حكم العالم، وبوصفها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تملك خبرة جيدة في انتهاك الالتزامات القانونية وتقويض أسس النظام العالمي. وقد سارت الولاياتالمتحدة مع حلفائها في الناتو والاتحاد الأوروبي وشركائها من الشرق الأوسط نحو ما يسمى بÜ"الثورات الملونة" مستخدمة نماذج مختلفة لاستخدام القوة لتحقيق مصالحها الذاتية.