اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، بتطورات الوضع في سورية وجهود تفادي ضربة عسكرية لنظام دمشق، وكذا في مصر بعد مد حالة الطوارئ لشهرين والأوضاع الأمنية في سيناء، والحوار الوطني في لبنان، وقرار الفيفا تأهيل المنتخب التونسي لإقصائيات كأس العالم. وهكذا، كتبت صحيفة (الأهرام) المصرية أن "الإرهابيين الذين دبروا ومولوا ونفذوا الهجوم الانتحاري في رفح، أول أمس، يشاركون في تنفيذ مخطط يرمى لإضعاف القوات المسلحة المصرية، التي تعد حاليا المؤسسة العسكرية الأكثر تماسكا وحرفية في الوطن العربي، وتمتلك قدرات ومهارات قتالية فائقة تمكنها من التصدي بإتقان لكل من تسول له نفسه مد يده بسوء تجاه مصر وأرضها وشعبها". أما صحيفة (الجمهورية) فذكرت بأن الشعب "يثق في قدرات قواته المسلحة التي تواجه ببسالة العمليات الإرهابية الغادرة في شمال سيناء، ويدرك أن العناصر المحركة والمحرضة والممولة والمنفذة لهذه العمليات تريد الانتقام من الجيش المصري وإضعافه وهز الثقة فيه بعد دوره التاريخي في حماية ثورات الشعب في 25 يناير 2011 و30 يونيو و26 يوليوز 2013". وردا على قرار تمديد حالة الطوارئ في مصر، نقلت صحيفة (المصري اليوم) عن يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن "مد حالة الطوارئ يبعث رسالة سلبية عن مصر للخارج، مما يؤثر تأثيرا بالغا على الاستثمار والحركة الاقتصادية عموما"، مضيفا أن القوانين العادية كافية لمواجهة حوادث العنف ومحاسبة من يقوم بها. وفي الملف السوري، نقلت الصحف عن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قوله، خلال اجتماع الدورة? ?92? ?لوزراء الاقتصاد العرب أمس الخميس بالقاهرة، إن الوضع في سورية أصبح مهيمنا على الأوضاع في المنطقة ويتصدر القضايا العاجلة في تحرك الجامعة بعد أن تجاوزت المأساة الإنسانية كل الحدود. وأضاف العربي أن الجامعة تعكف الآن على دراسة المبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية وتأمل أن تتيح الفرصة لتحقيق التوافق الدولي المطلوب للإسراع في وقف القتال وعقد مؤتمر "جنيف? ?2"? ?والتوصل إلي الحل السياسي. على مستوى الصحف العربية الصادرة من لندن، كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) أنه وسط ترقب نتائج قمة وزيري خارجية أمريكا وروسيا في جنيف، رفع الرئيس السوري بشار الأسد راية التحدي بوضعه شروطا جديدة قبل تنفيذ الخطة الروسية الداعية لوضع ترسانة بلاده من الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية. وأضافت الصحيفة أن دمشق قدمت، أمس، وثائق إلى الأممالمتحدة للانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، في وقت قال فيه الأسد إنه بعد شهر من توقيع سوريا للاتفاقية، ستقوم بتقديم البيانات المطلوبة من ترسانتها للمنظمة، وهو الموقف الذي رفضه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وأشارت صحيفة (الحياة)، من جانبها، إلى أن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بدآ بحث خطة روسية حول ترسانة سورية الكيماوية المقدرة بنحو ألف طن من الغازات السامة، وسط تساؤلات حول نجاعتها في بلد يشهد حربا أهلية وفقد النظام فيه السيطرة على جزء كبير من ترابه الوطني. أما صحيفة (القدس العربي) فأبرزت تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية أن وثيقة انضمام سورية إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، في إطار اتفاق لتجنب ضربات جوية أمريكية، لا يمكن أن تكون بديلا عن نزع الأسلحة أو وسيلة للمماطلة. وأضافت أن خيار الولاياتالمتحدة استخدام القوة العسكرية ما يزال مطروحا على الطاولة بينما تستمر المناقشات مع روسيا بشأن كيفية إزالة مخزون الأسلحة الكيماوية السورية. وفي لبنان، أوضحت (الحياة) أن "تملص بعض الفرقاء اللبنانيين من (إعلان بعبدا)"، الذي أقرته هيئة الحوار الوطني في يونيو 2012 ويؤكد تحييد لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، "دفع رئيس الجمهورية إلى إصدار بيان شدد فيه على أن الإعلان صدر عن اجتماع الهيئة إثر مناقشات استمرت ثلاث ساعات و41 دقيقة وبعدما تلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري تعديلات على بعض بنوده وأعلن التوافق على التعديلات". وجاء البيان، حسب الجريدة، ردا على "تصريحات لبعض القيادات اللبنانية اعتبرت أن الإعلان غير موجود، أو أنه كان مجرد اقتراح من سليمان لم يتم إقراره، أو أنه ولد ميتا، أو أنه حبر على ورق". وقالت (الأخبار) إن بيان الرئيس شدد على أن الإعلان "لم يتضمن أي نص يتعلق بالمقاومة وسلاحها، ولم يتطرق إلى مسألة الاستفادة من قدرات المقاومة ووضعها بتصرف الدولة اللبنانية، بل إن هذه المفاهيم وسواها قد أتت في إطار التصور الاستراتيجي للدفاع عن لبنان الذي قدمه فخامة الرئيس أمام هيئة الحوار". وأشارت إلى أن الأمانة العامة لقوى 14 مارس (المعارضة) "سارعت إلى إصدار بيان أكدت فيه تمسكها بإعلان بعبدا بندا بندا، إلا أنها اعتبرت أن رئيس الجمهورية "سجل نقطة لمصلحة (حزب الله)، عندما ذكر بأ الإعلان لم يأت على ذكر المقاومة". وفي الإمارات، كتبت صحيفة "البيان"، في افتتاحيتها، أنه من الضروري ألا تختزل المأساة السورية في تداعيات جريمة استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة، لأنها ليست إلا أمرا مكملا لما يشهده العالم منذ 30 شهرا بل وسببا له، حيث ما كانت لتحدث لو تحرك المجتمع الدولي ومارس واجباته التي تمليها عليه القوانين الدولية، ومنها على سبيل المثال مبدأ مسؤولية الحماية. وأشارت إلى "ضرورة معاقبة مرتكبي جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة، وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري وتقديمهم إلى العدالة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم الحرب. فمثل تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم ولا يمكن لها أن تمر من دون حساب، وإلا فسيشكل ذلك سابقة خطيرة تؤسس لما بعدها، وهو ما لا يجب أن يكون بأي حال من الأحوال". وفي موضوع آخر، اعتبرت افتتاحية صحيفة (الخليج ) أن "إخوان" ليبيا يحاولون الآن إسقاط الحكومة التي يترأسها علي زيدان لا لشيء إلا لأنه زار مصر واجتمع إلى كبار المسؤولين فيها لمناقشة العلاقات بين البلدين الشقيقين ووسائل مواجهة الإرهاب القادم من ليبيا من خلال المجموعات التكفيرية المتطرفة وعصابات تهريب السلاح". وفي قراءتها للمبادرة القطرية المتمثلة في إرسال شحنة غاز خامسة لمصر، قالت صحيفة (الراية) القطرية "إن قطر وعدت بتقديم الدعم والمساندة للشعب المصري حتى يجتاز المسار الصعب الذي يعيشه فأوفت بوعدها فتتالت شحنات الغاز دون توقف والتي كان آخرها الشحنة الخامسة من المنحة القطرية من الغاز الطبيعي المسال التي غادرت ميناء راس لفان مساء أمس". وعبرت الصحيفة عن الأمل في أن "تجتاز مصر ويجتاز الشعب المصري الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وأن تنعم مصر بالأمن والاستقرار والتنمية وأن تتعزøز العلاقات الطيبة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين لما فيه خيرهما". في الشأن السوري، انتقدت صحيفة (الشرق) الخطة الروسية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري، مبرزة أنه بالرغم من كون الخطة قابلة للتحقق إلا أنها "تتيح لكتائب الأسد المزيد من الوقت للتغول أكثر ضد الشعب وثورته المجيدة". وأضافت أن "المجتمع الدولي بمعظمه ومعه ممثلو الشعب السوري من المعارضة بكل مكوناتها، لا يزال لديهم شكوك بشأن مدى استعداد نظام الأسد للتخلي عن ترسانته ويرون أن نية الأسد ليست أكثر من مناورة أو مماطلة جديدة". وفي البحرين، اهتمت صحف (الأيام) و(البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(أخبار الخليج) بالخصوص بزيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمنامة، والمباحثات التي أجراها مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة. كما اهتمت هذه الصحف بتأكيد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال زيارة أمس الخميس لوزارة الداخلية، أن الأخطار المحدقة بالبلاد "محلية التنفيذ بدوافع خارجية"، وأنه سيتم "إنهاء العنف والإرهاب والأزمة المختلقة دون تردد". وأشارت الصحف البحرينية، أيضا، إلى منع وزارة الداخلية لمسيرة دعت إليها القوى المعارضة مساء اليوم في ضواحي المنامة، ومنع وزارة الإعلام دخول كتب لدور نشر تابعة ل(حزب الله) اللبناني للمشاركة في معرض للكتاب بالمنامة، لكونها "تبث الطائفية والكراهية والراديكالية العقائدية المتطرفة، وتمثل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار مملكة البحرين"، حسب بيان للوزارة. وفي الكويت، أبرزت الصحف أن القمة الكويتية الأمريكية بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئيس باراك أوباما، سيتم خلالها بحث قضايا مشتركة منها قضية الكويتيين المحتجزين في غوانتانامو، وأمن الخليج. ونقلت عن سفير دولة الكويت لدى الولاياتالمتحدة الشيخ سالم الصباح قوله، في تصريح صحفي، إن مباحثات أمير الكويت مع الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن في البيت الأبيض ستركز على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتطورات في المنطقة العربية، خاصة موضوع المحتجزين الكويتيين في غوانتنامو، والعلاقات العسكرية بين البلدين. وفي الشأن السوري، قالت صحيفتا (القبس) و(الجريدة) إن مبادرة موسكو المتعلقة بالسلاح الكيماوي في سورية جنبت دمشق الضربة العسكرية لفترة معينة، مشيرة في الوقت ذاته إلى اختلاف الخمسة الكبار في العالم حول طريقة التخلص من هذا السلاح، أي هل يتم ذلك بشكل فوري أو على مراحل. وبخصوص انتخابات مجلس الأمة التي جرت مؤخرا بالكويت، أكدت الصحف أن المحكمة الدستورية حددت يومي السابع والتاسع من الشهر المقبل للنظر في طعون هذه الانتخابات. وفي السودان، أشارت صحيفة (الخرطوم) إلى لقاء جمع مسؤولين في الحكومة مع حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي (المعارض) ضمن سلسلة لقاءات مع القوى السياسية بالبلاد بشأن إصلاحات اقتصادية شاملة ستعتمدها الحكومة مستقبلا، من بينها رفع الدعم. ونقلت صحيفة (الأهرام اليوم) عن مصدر بحزب الترابي قوله إن اللقاء لن يؤثر في موقف المؤتمر الشعبي، معتبرا مبادرة الحكومة محاولة منها للخروج من "المأزق السياسي الاقتصادي". ونقلت صحيفة (اليوم التالي) عن وزير الاستثمار مصطفى عثمان تأكيده أن رفع الدعم لا ينبغي أن يكون على حساب الفئات الفقيرة، محذرا من الآثار السياسية لإجراء من هذا القبيل "على اعتبار أن هم المعارضة يكمن فقط في إسقاط النظام وليس مصلحة البلاد". أما صحيفة (الصحافة) فأبرزت أن الحكومة بصدد إعداد التدابير اللازمة لتجنب الآثار السلبية التي قد تلحق ببعض فئات المجتمع جراء إقرار إصلاحات اقتصادية، من بينها رفع الدعم عن بعض السلع والمحروقات، موضحة أن وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي تركز بهذا الخصوص على الجوانب المتعلقة بالصحة والتعليم والدعم المباشر للأسر الفقيرة. كما تطرقت الصحف للأوضاع الاجتماعية والأمنية ببعض مناطق السودان ولعلاقات الخرطوم بدولة جنوب السودان في ظل إصرار هذه الأخيرة على تنظيم استفتاء في منطقة أبيي المتنازع عليها. وفي تونس، أبرزت صحف (الشروق) و(التونسية) و(المجهر) تداعيات قرار "الفيفا" تأهيل المنتخب التونسي إلى الإقصائيات الحاسمة المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014 على مستقبل المنتخب التونسي ومدربه الوطني. وكتبت (الشروق) "هكذا أرادت الصدفة أو هكذا أراد الحظ أو الفوضى في القارة السمراء ..."، مضيفة أن "من تأهل بضربة حظ لا يمكن أن يحلم كثيرا إلا عندما يتجنب الركوب على الحدث، والأكيد أن تاريخ كرة القدم العالمية مليء بالمتوجين بضربة حظ مثل الدانمارك التي تم استدعاؤها ذات موسم كمعوض فإذا بها تطيح بالجميع وتتوج ملكة لأوروبا". واعتبرت (التونسية) أن "الفرصة جاءتنا على طبق من ذهب، والعاقل من يتعظ من أخطاء الماضي ... بعض الأسماء لم يعد لها مكان في تشكيلة المنتخب، والبعض الآخر مكانه الطبيعي على دكة الاحتياط، لذلك لا حرج في أن نسارع في التغيير، فالحظ قد لا يقف إلى صفنا في قادم المواعيد". أما صحيفة (المجهر) فكتبت أنه "رغم كل ما سبق، فإن المطلوب اليوم هو الاستعداد للمستقبل بعد محاسبة كل من أخطا في حق كرتنا، والخطوة الأولى المطلوبة هي البحث عن مدرب كفء". من جهتها، أبرزت صحف (الصباح) و(المغرب) و(نيوز الثورة) دلالات وتداعيات قرار مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي التونسي (البرلمان) استئناف أشغال هذا الأخير بعد تجميدها لمدة شهر ونصف، وكذا المشاورات الجارية لإطلاق جولة جديدة من الحوار الوطني بين الائتلاف الحاكم والمعارضة للخروج من الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد.