لا أحد ماض إلى حدود اللحظة إلى المعارضة سوى حزب العدالة والتنمية الذي يقول محللون إنه يعيش عزلة سياسية؛ فالجميع ينتظر الأيام القادمة من أجل حسم مسألة التموقعات ببروز بعض من ملامح العروض التي سيقدمها رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش. ولم يبد أي تنظيم سياسي إلى حدود كتابة هذه الأسطر أي تحفظ من الانضمام إلى الأغلبية، رغم "التراشق" الكبير الذي طبع الحملات الانتخابية والاتهامات المتواترة باستغلال الجمعيات الخيرية وإغراق السوق بالمال الانتخابي. ومن المرتقب أن يلتقي عزيز أخنوش بمختلف زعماء الأحزاب السياسية هذا الأسبوع، لكن قابلية المشاركة في الحكومة بدت جلية لدى أحزاب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي حتى الآن. وتتخوف حساسيات عديدة من بقاء المعارضة محدودة عدديا وعمليا، وانتشار خطاب واحد على امتداد السنوات المقبلة. غياب "البروفايلات" إسماعيل العلوي، القيادي التاريخي لحزب التقدم والاشتراكية، اعتبر أن محنة الديمقراطية ستستمر وتتعمق بالبلاد في حالة انحصار المعارضة البرلمانية في ما أسماها "كمشة عددية". وقال العلوي، في تصريح لجريدة هسبريس، إن "هذا ليس يأسا، بل يدفع إلى التفكير بشكل معمق في نتائج الانتخابات الماضية، حيث يكفي تحالف 3 أحزاب فقط من أجل التخلص من الجميع". وأشار الأمين العام السابق لحزب "الكتاب" إلى أن المشكل يكمن كذلك في "غياب بروفايلات معارضة، خصوصا لدى بعض التنظيمات التي خرجت من رحم التجمع الوطني للأحرار"، معتبرا هذا "حرجا حقيقيا". وكال العلوي سلسلة انتقادات قوية للطبقة السياسية المغربية، معتبرا إياها "مسيرة وتفتقد للنضج واتخاد القرارات"، موردا أن "دراسة كافة تفاصيل الوضع الحالي تحتاج مزيدا من التأمل". معارضة منبرية محمد شقير، محلل سياسي مغربي، اعتبر أن مسألة المعارضة ليس لها تأثير كبير، مشيرا إلى أنه على امتداد الولايتين السابقتين كانت هناك معارضة لكن دون جدوى؛ فالمشاريع تمر بسهولة. وقال شقير، في تصريح لهسبريس، إن "حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة بقيا في المعارضة ما يكفي"، مستبعدا استمرارهما في هذا الوضع، مؤكدا أن "الحكومة الآن هي المهمة بالنظر إلى حجم التحديات المطروحة". وأضاف أن المشكل سيكون أثناء تشكيل الحكومة وبحث الجميع عن تولي الوزارات، مسجلا أن "رهان الانسجام مطلوب. أما بخصوص المعارضة، فالدور كان على الدوام منبريا فقط، وإلا فأين تدخلاتها بشكل حاسم مثل ملتمس الرقابة مثلا؟".