أعلن حزب الاستقلال يوم السبت الماضي رسميا عن اصطفافه في المعرضة، و أعلن القطيعة مع مرحلة المعارضة النقدية التي ظل ينهجها مند تشكيل حكومة سعد الدين العثماني . و رغم أن الكثيرين كانوا يتوقعون أنه و بعد رحيل الأمين العام السابق حميد شباط، و مجيء نزار بركة ، سيدخل حزب الاستقلال إلى الائتلاف الحكومي في أول تعديل حكومي، قبل أن يعلن نزار بركة الأمين العام للحزب، أمام أعضاء المجلس الوطني، أن المكان الطبيعي للحزب خلال الظرفية السياسية الحالية هي المعارضة، التي وصفها بالوطنية نظرا لتغلغل التوجهات الليبرالية غير المتوازنة في بنيات الاقتصاد الوطني، منتقدا أداء الحكومة، حيث قال بخصوص العمل الحكومي أنه بطيء و لا يخدم انتظارات المواطنات والمواطنين. و حول قرار حزب الاستقلال التموقع في معارضة الحكومة يرى محمد شقير الباحث و المحلل السياسي في تصريح "لنون بريس " أن مسألة خروج حزب الاستقلال للمعارضة و التي تم الحسم فيها بعد انعقاد المجلس الوطني للحزب يوم السبت الماضي، و هو موقف جاء منسجم مع رغبات مهندسي المشهد السياسي في المغرب، الذين ظهر لهم ضعف و محدودية حزب الأصالة و المعاصرة في لعب دور المعارضة السياسية لحكومة العثماني بسبب ضعف البنية التنظيمية و الخبرة السياسية. على عكس حزب الاستقلال حزب عريق و لديه تجربة كبيرة في الحكومة، كما لعب دور المعارضة في مناسبات عديدة، و يرى شقير أن هناك اعتبار آخر لهذا الاصطفاف هو مراهنة حزب الاستقلال على الانتخابات القادمة، و بالتالي الاستعداد لها من موقع المعارضة، خاصة و أن هناك حزب آخر يضع عينه على تصدرها هو حزب التجمع الوطني للأحرار . و أضاف شقير أن أيضا هناك اختلاف كبير بين الائتلاف الحكومي بقيادة سعد الدين العثماني، و حزب الاستقلال الذي يرى أن الحكومة لم الحكومة لم تستجيب لمجموعة من التوجهات سواء على مستوى التسيير الحكومي أو حتى على مستوى الحوار الاجتماعي . و حسب محمد شقير دائما، فاصطفاف حزب الاستقلال في المعارضة سيمنح المشهد السياسي الحزبي المغربي نشاطا و حيوية ، خاصة و أن المشهد السياسي يعيش ركود كبير، في ظل غياب معارضة قوية .