"الطائفية أخطر سلاح يُدمِّرُ أقوى الحضارات.." -توفيق الحكيم لحظة عصيبة يمر منها العالم الإسلامي، يتقاطع فيها الجشع الإمبريالي الذي يعد الاستعمار من أهم ملامحه الهوياتية، مع تشرذم الدول الإسلامية وصراعاتها المنتظمة التي تعمّق ضعفها، والأكثر إيلاما أن الغرب الإمبريالي أستاذ الجاسوسية أصبح اليوم لا يتورع في اتهام دول العالم الثالث بالتجسس بحثا عن مبررات وذرائع لتنفيذ مخططاته الخبيثة، وهذا ما سنواصل الحديث عنه في مذكرات الجاسوس هيمفر، يقول: بقيتُ للحظة ببغداد. في ما بعد، مع تلقّي رسالة تأمرني بالعودة إلى لندن، غادرتُ بغداد. بلندن تكلمتُ مع كاتب الدولة وإلى بعض ضباط الوزارة. حكيتُ لهم عن أنشطتي وملاحظاتي أثناء مهمتي الطويلة. فرحوا بمعلوماتي التي منحتُهم إياها حول العراق وأجابوني بأنهم مسرورون جدا. من جهة أخرى، صفية رفيقة محمد النجدي كانت قد أرسلت تقريرا مطابقا لتقريري. اكتشفتُ أيضا أنه أثناء مهمتي كنتُ متابعا برجال الوزارة. هؤلاء الرجال أنفسهم كانوا قد أرسلوا تقارير متزامنة مع التقارير والحكايات التي أرسلتُ ومنحتُ للوزارة. كان كاتب الدولة قد رتّب لي موعدا مع الوزير. عندما التقيتُ بالوزير لم يستقبلني بنفس الاستقبال الذي استقبلني به لدى عودتي من إسطنبول. عرفتُ في هذه اللحظة المحددة أني أشغل مكانة استثنائية بقلبه. كان الوزير جد راضٍ من فعل كوني كنتُ أُمسك بمحمد النجدي بين شباكي "إنه السلاح الذي كانت وزارتنا تبحث عنه. قُم معه بكل الوعود، وسيكون أيضا أفضل إذا ما قضيت وقتك معه في تأطيره"، عندما قلتُ له" أشعر بأني قلق في ما يتعلق بمحمد النجدي، من الممكن أن يكون قد تغير"، أجابني "لا تقلقوا، لم يتخلّ عن الأفكار التي كانت في رأسه اللحظة التي غادرته فيها. جواسيس وزارتنا التقوا به في أصبهان وأعلموا وزارتنا بأنه لم يتغير". قلتُ إذن في نفسي" كيف تأتّى لمحمد النجدي أن يكشف أسراره لأجنبي؟"، لم أجرُؤ على طرح هذا السؤال على الوزير. عندما التقيتُ في ما بعد بمحمد النجدي اكتشفتُ بأنه في أصبهان رجل يُدعى عبد الكريم التقاه ونجح في استخراج أسراره قائلا" أنا أخُ الشيخ محمد (يتعلق الأمر بي). لدي كل ما يعرفه عنك". محمد النجدي قال لي "رافقتني صفية إلى أصبهان وسكنّا معا خلال متعة النكاح خلال شهرين إضافيين. عبد الكريم رافقني إلى شيراز وأوجد لي زوجة تُدعى آسية. كانت أكثر جمالا وجاذبية من صفية. قمتُ بمتعة النكاح مع هذه المرأة، وقضيتُ أفضل لحظات حياتي معها". اكتشفتُ في ما بعد أن عبد الكريم هو وكيل مسيحي يعيش بمقاطعة جلفة بأصبهان يعمل لصالح الوزارة. آسية، في ما يتعلق بها، كانت يهودية تعيش بشيراز، وكانت أيضا وكيلة بالوزارة. نسّقنا في ما بيننا، نحن الأربعة حتى ندفع بمحمد النجدي إلى أن يقوم تماما بما هو منتظر منه. عندما حكيتُ هذه الأحداث بحضور الوزير والكاتب، وعضوين آخرين بالوزارة واللذين لم أكن أعرفهما، قال لي الوزير" أنت أهل لتلقّي جائزة بالوزارة، ذلك أنكم أفضل الوكلاء من بين أهم وكلاء الوزارة، الكاتب سيكشف لكم أسرار الدولة، والتي ستساعدكم في مهمتكم". منحوني عشرة أيام خلالها يمكنني أن أرى أسرتي، أسرعتُ إلى الذهاب إلى أسرتي إذن لأقضي بعض اللحظات السعيدة، ابني الذي كان يشبهني بقوة. كان ابني يعرف نطق بعض الكلمات ويمشي بخفة إلى درجة أحسستُ أنه جزء مني. هذه الأيام العشرة لم تكن إلا سعادة وفرحة. كنتُ على وشك الطيران من فرط الفرحة... أثناء هذه الأيام العشرة زرتُ عمتي، التي كانت تحبني كثيرا، زيارتها كانت مسألة حكيمة من جانبي لأنها تُوُفيت بعد ذهابي إلى المهمة الثالثة. وقد أحزنتني وفاتها. مرت هذه الأيام العشرة بسرعة وكأنها ساعة... بينما أيام الألم تمر كقرون.... عندما راجعت الوزارة لتلقّي تعليمات جديدة، التقيتُ بكاتب الدولة بوجهه البشوش، شدّ على يديّ بحرارة إلى درجة أن عطفه كان واضحا. قال لي "تحت أمر وزارتنا واللجنة المكلفة بالمستعمرات، سأكشف لك سرّين للدولة. في ما بعد ستنتبه إلى فائدة هذين السرّين. لا أحد باستثناء وكيلين سرّيين، يعرف هذين السرين. ممسكا بيدي، قادني إلى إحدى قاعات الوزارة. التقيتُ بشيء ما جد جذاب داخل هذه القاعة. عشرة رجال كانوا جالسين حول الطاولة. الرجل الأول كان له مظهر الإمبراطور العثماني كان يتكلم التركية والإنجليزية. الثاني كان يلبس لباس شيخ الإسلام، رئيس الشؤون الإسلامية من إسطنبول. الثالث كان في لباسه شبيها بشاه إيران. الرابع يلبس لباس وزير القصر الإيراني. الخامس كان بمثابة عالم كبير يتزعم الشيعة بالنجف. وهؤلاء الأشخاص الثلاثة الأخيرين يعرفون اللغة الفارسية والإنجليزية، كل واحد من هؤلاء الأشخاص الخمسة كان له موظف جالس أمامه، حتى يضع كتابة كل ما يمكن أن يقوله. هؤلاء الموظفون كانوا ينقلون إليهم المعلومات التي جمعها الجواسيس بصدد نماذجهم بإسطنبول، إيران والنجف. قال كاتب الدولة" هؤلاء الأشخاص يمثلون الأشخاص الخمسة الذين يوجدون داخل هذه المدن. حتى يتم معرفة ما يفكر فيه" أصولهم"، علّمناهم ودرّبناهم بالضبط. ك"أصولهم". المعلومات التي حصلنا عليها حول "أصولهم "بإسطنبول، طهران والنجف، لهؤلاء الرجال. وهؤلاء لدى العودة، يتخيلون أنهم أصولهم في الأماكن التي يوجد فيها هؤلاء الناس الحقيقيون. في ما بعد نسألهم ويجيبوننا. تمكنا من استنتاج من ذلك أن الأجوبة المعطاة من هؤلاء الناس هي سبعون في المائة شبيهة بتلك التي تُقدمها "أصولهم". إذا أردت ذلك، يمكنك أن تطرح أسئلة لتُقيّم هذا بنفسك. كنت سابقا قد التقيت عالم النجف. أجبتُه بالإيجاب المتعلق بلقائي مع عالم النجف الشيعي حول حادثة أني سألته عن بعض المواضيع، اقتربتُ من نسخته وقلتُ له "أستاذي العزيز، هل يكون مسموحا لنا محاربة الحكومة لأنها سنية ومتعصبة؟" فكر لحظة وقال لي" لا. ليس مسموحا لنا محاربتها لأنها سنية، لأن المسلمين هم إخوة. يمكننا (المسلمون السنة) إعلان الحرب عليهم فقط إذا ما ارتكبوا شراسة وقمعا للأمة، وحتى في هذه الحالة، علينا مشاهدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. علينا أن نوقف هجوماتنا بمجرد أن يوقفوا اضطهادهم". قلتُ له "عزيزي الأستاذ، هل لي برأيك المتعلق بفعل أن اليهود والمسيحيين هم غير طاهرين؟"، "نعم. إنهم غير طاهرين". من الضروري أن نحذر منهم. عندما طلب المبرر، أجاب" يتعلق الأمر من رد إلى إهانة. ذلك، أنهم يعتبروننا كفارا وينكرون نبينا محمدا(ص). إذن نرد على هذا". قلتُ له" عزيزي الأستاذ، أليست الطهارة أحد فروع الإيمان؟ رغم الطرقات المحيطة بالصحن الشريف ليست طاهرة. حتى المدارس، التي هي أماكن حيث يُتعلم فيها العلم، لا يمكن أن تُعتبر طاهرة". أجاب" أجل. هذا صحيح: الطهارة هي جزء من الإيمان. ولكننا لا نستطيع شيئا لأن الشيعة لا مبالون في ما يتعلق بالطهارة". الأجوبة المعطاة من لدن هذا الرجل داخل الوزارة كانت بأسلوب دقيق. متطابقة مع الأجوبة التي تلقيتُ من العالم الشيعي بالنجف، التشابه الدقيق بين هذا الرجل وعالم النجف أدهشتني تماما. إضافة إلى ذلك، هذا الرجل يتكلم الفارسية. قال لي كاتب الدولة" إذا ما التقييم الأشخاص الحقيقيين الأبطال الأربعة الآخرين، يمكنكم أن تتكلموا مقلدا إياهم الآن وملاحظة إلى أي درجة هي مشابهة لأصلهم". عندما قلتُ له" إني أعرف أسلوب تفكير شيخ الإسلام لأن أحمد أفندي "حُجتي" بإسطنبول. كان قد وصفها لي بكل تفصيل"، ورد الكاتب" إذن يمكنكم الاقتراب والتحدث إلى نموذجه". انتقلتُ إلى جانب نموذج شيخ الإسلام وقلتُ له" هل من الواجب طاعة الخليفة؟" "أجل، إنه واجب "أجاب. "إنه من الواجب طاعة الله والنبي". عندما طالبتُه بدليل يثبت ذلك، أجاب" اسمعوا شيئا بصدد آية" أطيعوا لله ورسوله، وأولي الأمر منكم"؟ قلتُ له" هذا يعني القول بأن لله يأمرنا بطاعة الخليفة يزيد، الذي أذن لجيشه بنهب المدينة وقتل الحسين حفيد الرسول، كما الوليد اللذان كانا يتناولان المشروبات الكحولية؟"، كان جوابه هو التالي "يا بني. يزيد كان أمير المؤمنين مع إذن الله. لم يأمر بقتل الحسين. لا تصدق أكاذيب الشيعة. اقرأ جيدا الكتب. لقد ارتكب خطأ. ثم تاب عن فعله (وطلب من لله أن يعفو عنه). كان محقا عندما أمر بنهب المدينةالمنورة لأن سكان المدينة أصبحوا جامحين وغير مطيعين. في ما يتعلق بالوليد، نعم كان آثما. من الواجب عدم تقليد الخليفة في أفعاله الأثمة، ولكن بالنسبة لأوامره المتطابقة مع الشريعة يجب طاعته". كنتُ طرحتُ نفس الأسئلة على" حُجتي "أحمد أفندي وتلقيتُ نفس الأجوبة المطابقة مع اختلافات طفيفة. في ما بعد سألتُ الكاتب" ما هي الأسباب التي تجعل هذا النموذج جوهريا؟" أجاب" بهذا المنهج، فنحن على طريق تقدير الكفاءات الذهنية للسلطان (العثماني) والعلماء المسلمين، سواء كانوا شيعة أو سنة. نبحث عن إجراءات تساعدنا على مواجهتهم. مثلا، إذا كنت تعرف المكان الذي تأتي منه قوات العدو، سنقوم بتحضيرات بالنتيجة. تُموضع قواتك كما يليق، وتُضلل عدوك. من جهة أخرى إذا لم تكن متأكدا من المكان الذي سيأتي منه هجوم العدو سيُضيعون قواتكم بأسلوب طارئ وتُصابون بالفشل. إذن، إذا كنتم تعرفون دلائل سيُقدّمون البرهنة على أن إيمانهم ومذهبهم هو الجيّد، سيكون ممكنا لكم تحضير دلائل لدحض دلائلهم وقلب اعتقادهم بمساعدة هذه الأدلة النقيضة". ثم سلّمنا كتابا من ألف صفحة يتضمن نتائج وملاحظات المشاريع الموضوعة موضع تنفيذ من لدن هؤلاء الرجال الخمسة في مجالات مثل العسكري، المالية، التربية والدين. قال لي" من فضلك اقرأ هذا الكتاب وأرجعه لنا". أخذتُ الكتاب معي إلى البيت. قرأتُه بانتباه كبير خلال الأسابيع الثلاثة من العطلة. كان الكتاب من نوع الكتب المثيرة، لأن الأجوبة المهمة والملاحظات التي كان يتضمنها كانت صحيحة ودقيقة. أظن أن الأجوبة التي أعطى الرجال الخمسة الممثلين كانت أكثر من سبعين في المائة متوافقة مع الأجوبة التي يمكن أن يقدمها" الأصليون". في الواقع، الكاتب قال بأن الأجوبة كانت سليمة بسبعين في المائة. بعد قراءة الكتاب، أصبحت لدي ثقة أكبر أيضا ببلدي وكنتُ حتى الآن متيقّنا بأن مشاريع تدمير، في أقل من قرن للإمبراطورية العثمانية كانت مهيأة مسبقا. قال لي الكاتب أيضا" في قاعات متشابهة ...لدينا طاولات مطابقة مصنوعة للبلدان المستعمرة من قبلنا ولبلدان نسعى لاستعمارها. عندما سألتُ الكاتب أين عثروا على هؤلاء الرجال الموهوبين. أجاب "وُكلاؤنا عبر العالم هم يُمدّوننا باستمرار بالمعلومات. كما يمكنكم أن تلاحظوا، هؤلاء الممثلين هم خبراء في مادتهم وفي عملهم طبعا، كنتم مُجهّزين بالمعلومات التي يُمسك بها شخص ما، ستكونون قادرين على التفكير مثله واتخاذ القرارات، لأنه منذ اللحظة التي ستصبحون قادرين على مساعدته". تابع الكاتب "كان هذا إذن السر الأول الذي أمرني بكشفه لك. سأكشف لك السر الثاني خلال شهر، عندما تُرجعون الكتاب المكون من ألف صفحة". قرأتُ الكتاب من البداية إلى النهاية، صابّا كل اهتمامي عليه. هذا الكتاب قدم لي معلومات كثيرة حول المسلمين. الآن عرفتُ أسلوب تفكيرهم، ما هي نقط ضعفهم، ما الذي يجعلهم أقوياء، وكيف يمكن تحويل ميزاتهم القوية إلى نقاط ضعيفة. وأبرز نقط ضعف المسلمين وردت في الكتاب هي: النزاع السني-الشيعي، نزاع الأمراء، النزاع التركي-الإيراني، النزاع القبلي، نزاع علماء الدول. مع استثناءات صغيرة، المسلمون جاهلون وأميون. غياب روحية العلم والضمير. لقد كفّوا تماما عن الانشغال بالشؤون الدنيوية ومهووسون بالشؤون الدائمة والعالم الآخر. الأباطرة هم ديكتاتوريون شرسون. الدفع بكل أنواع المصالح، لأن المنفعة لا تُخرب فقط الاقتصاد الوطني، ولكنها تُعوّد المسلمين على عدم طاعة القواعد القرآنية. يكفي أن يخرق شخص ما بُند قانون ما، حتى يكون من السهل له أن يخرق أيضا البنود الأخرى. علينا أن نقول لهم: "الفوائد تكون حراما عندما تكون متعددة، لأن ذلك مُصرّح به في القرآن. لا تتلقّوا فوائد متعددة". إذن، ليس كل أشكال الفائدة هي الحرام.... هذا النوع من الفائدة هو إثم كبير. وهذا هو نفس الإثم حتى وإن كانت الفائدة مجرد درهم. إذا كان نفس القدر (المُقترض) يجب أن يُؤدى، بعد بعض من الوقت، فإن هذا هو في صالح المذهب الحنفي، في البيع والمصارفة، فإن فترة السداد يجب أن تكون مثبتة (محددة)، ولكن إذا كان المدين عاجزا عن تأدية دينه في اللحظة المحددة، وأن لا موعد استحقاق منصوص عليه وأن تأدية زائدة هي مقررة، فإن هذا النوع من الفوائد يُسمى مضاعفا الآية الكريمة المذكورة أعلاه تُعلن عن هذا النوع من الفائدة في التجارة . نشر ضد العلماء اتهامات خاطئة وافتراءات دنيئة تتضمن فظاعات كانوا قد ارتكبوها، بهدف إبعاد المسلمين عنهم. علينا أن نُنكّر بعض جواسيسنا كأنهم هؤلاء العلماء، وكل عالم سيُنظر إليه بشكل يجب إدخال – بإطلاق – هؤلاء الجواسيس داخل الأزهر، إسطنبول، النجف وكربلاء. ينبغي علينا أن نفتح مدارس، معاهد لفصل المسلمين عن العلماء. داخل هذه المدارس سنربي الأطفال البيزنطيين، إغريق وأرمينيين وتربيتهم كأعداء المسلمين. ونفس الأمر بالنسبة لأطفال المسلمين. سنجعلهم يقتنعون بأن أجدادهم كانوا شعبا جاهلا، حتى نجعل هؤلاء الأطفال معادين تُجاه الخلفاء، العلماء ورجال الدولة، سنحكي لهم أخطاءهم ونقنعهم بأنهم لم يكونوا منشغلين إلا بملذاتهم. وأن الخلفاء كانوا يقضون وقتهم في اللهو والتسلية مع إمائهم ويُفرطون في الاستفادة من الرخاء الاقتصادي. وحتى يتم نشر الافتراء بأن ما يسمى الإسلام يكره النساء نأتي بالآية "الرجال قوامون على النساء"، والحديث "المرأة هي شر كلي". الوسخ هو نتيجة لغياب الماء. إذن علينا عدم تشجيع تدفق التزويد بالماء باعتماد مخططات متنوعة. الكاتب ينصح بالمراحل التالية لتدمير قلاع المسلمين: إدخال الولاء لحُب الوطن حصريا مثل النزعة العنصرية والنزعة القومية بين المسلمين حتى يتم تحريف انتباههم عن بطولاتهم السابقة عن الإسلام. إعادة تشبيب الحقبة الفرعونية بمصر. حقبة الماجي في إيران، والحقبة البابلية في بالعراق، المرحلة الاستبدادية لAttila et Dzengjs في الحقبة العثمانية (يتوفرون على لائحة طويلة بهذا الموضوع). النقائص التالية يجب أن تتحقق سريا أو علانيا: المشروبات الكحولية، ألعاب القمار، الزنى، أكل لحم الخنزير، (والمعارك داخل الأندية الرياضية). بالقيام بهذا، فإن المسيحيين، اليهود والمجوس وآخرين غير المسلمين يعيشون داخل البلدان الإسلامية ينبغي أن يُستعملوا إلى أقصى حد، وأولئك الذين يعملون ضمن هذه الغاية، يعملوا على تحقيق هذه النقائص، سيتلقون رواتب عليا من لدن المصلحة المالية لوزارة المستعمرات. زرع الشك بينهم، والمتعلق بالجهاد: إقناعهم بأن الجهاد كان أمرا مؤقتا وأن هذا الأمر تُجُووز الآن. تبديد وإخفاء أن" الكفار غير طاهرين" من قلب الشيعة. ذكر الآية القرآنية" تماما مثل إطعام أهل الكتاب هو حلال لكم، إطعامكم حلال لهم "والقول لهم بأن الرسول كانت له زوجة يهودية تُدعى صفية وزوجة مسيحية مثل مارية وبأن زوجات النبي هؤلاء لم يكنّ أكثر طهارة. يجب أن يتخلل المسلمون بعقيدة أن الرسول لا يريد أن يقول بأن "الإسلام هو دين كامل، بأن هذه الديانة يمكنها أن تكون اليهودية أيضا أو المسيحية مثل الإسلام تماما" وإثبات هذا بالاستدلال التالي: القرآن يمنح اسم "مسلم" لأعضاء كل الديانات. مثلا يذكر النبي يوسف (عليه السلام) كما طُلب "اقتُلني وأنا مسلم". ولأنبياء إبراهيم وإسماعيل طلبوا" يا إلهي، اعمل على أن نكون (مسلمين) خاضعين لك واجعل من نسلنا خاضعين (مسلمين) لك"، والنبي يعقوب كما قال لأبنائه "موتوا وأنتم فقط مسلمون". تكرار دوما بأنه ليس ممنوعا بناء الكنائس، وأن النبي وخلفاءه لم يُدمّروها، وأنه بالعكس كانوا يحترمونها، وأن القرآن يُصرّح بذلك (تُذكر آية تتعلق بذلك) وأن الإسلام يحترم المعابد، وأنه لا يدمرها، وأنه يمنع ذلك، ذلك أن الحالة النقيضة، أن يدمروها. التشويش على المسلمين حول الأحاديث" طرد اليهود من الجزيرة العربية". بالقول إنه" إذا كان هذان الحديثان صحيحين، لما كان للنبي زوجة يهودية وزودة مسيحية. ولما اعقد اتفاقا مع يهود نجران". محولة إقلاق المسلمين داخل عباداتهم وجعلهم يتأرجحون حول منفعة المقدسات والقول لهم بأن "لله ليس في حاجة لتقديس الرجال". منعهم عن تقديس الحج مثل كل المقدسات التي يمكنها أن تجمعهم، ونفس الأمر، محاولة إعاقة بناء المساجد، الأضرحة والمدارس، ترميم الكعبة. جعل الشيعة مفتونين بقاعدة الخمس من ملكية الغنائم الذي يجب أن يُسلم للعلماء وتفسير بأن هذا الخمس ينتمي إلى ملكية الغنائم المأخوذة من دار الحرب وأن هذا لا علاقة له بالأرباح التجارية. ثم إضافة بأن الخمس هو مُعطى إلى النبي أو إلى الخليفة، وليس إلى العلماء. لأننا نُعطي البيوت القصور، الحيوانات والمراعي للعلماء. إدخال هرطقات (بدع) داخل مبادئ عقيدة المسلمين ثم انتقاد الإسلام كديانة إرهاب. التأكيد بأن البلاد المسلمة بأنها متقهقرة وأنها تحملت هزات، وبالتالي، إضعاف انخراطها في الإسلام... جد هام. فصل الأطفال عن آبائهم، وإذن حرمانهم من تربية محبيهم، نحن سنُربيهم. بالتالي، في اللحظة التي ينفصل فيها الأطفال عن آبائهم، فلن تكون هناك أية إمكانية لهم أن يحتفظوا بعقيدتهم، بإيمانهم أو بعلمائهم الدينيين. إثارة الأُنوثة النسوية حتى يتخلين عن خمارهن. صناعة من كل الأجزاء بعض التزوير مثل" التغطي ليس أمرا إسلاميا حقيقيا. إنه تقليد وُضع في حقبة العباسيين. في السابق، كان الناس يريدون نساء النبي والنساء يمكنهن أن يمارسن كل نوع من أنواع النشاط". بعد أن يكون النساء كشفن عن وجوههن... توليد إغواء الشباب حتى يرتكبوا الفواحش في ما بينهم. منهج فعال لجعل الإسلام لا شيء. أولا استعمال غير المسلمات لملء هذه الغاية. في ما بعد، المسلمون سيتحولون آليا وسيشرعون في اتباع نموذجهم. استغلال كل فرصة لوضع حد لتنفيذ الصلوات جماعيا بنشر الافتراءات على الأئمة داخل المساجد، بالكشف عن أخطائهم، بنشر النزاعات والعداوات بينهم وبين الجماعات التي تُنفذ صلواتها اليومية خلفهم. القول بأن كل الأضرحة ينبغي أن تُدمّر، وأنها لم تكن موجودة في حقبة النبي زيادة على هذا، إقناع المسلمين وتشكيكهم في زيارة مقابر النبي، الخلفاء والمسلمين الأتقياء بإحياء الشكوك حول مشروعية زيارة المقابر. مثلا بالقول "النبي دُفن بجانب أمه وأبو بكر وعمر دُفنا داخل مقبرة تُدعى "البقيع". قبر عثمان هو غير معروف. رأس الحسين دُفن بمكان يُدعى حرّان. المكان الذي دُفن به جسده ليس معروفا. المقابر الموجودة بالكاظمية تنتمي إلى الخلفاء، لا تنتمي إلى كاظم وJawaad، سليلي النبي. في ما يتعلق بالقبر الموجود بطوس، إنه قبر هارون وليس قبر الرضا، عضو أهل البيت. القبور الموجودة بسامراء هي قبور العباسيين. وليست قبور الهادي، العسكري والمهدي أعضاء أهل البيت. كما أنه إلزامي تدمير القبب داخل البلدان المسلمة، وهذا ينطبق أيضا على المقبرة المسماة" بقيع" إنها ضرورة لتدميرها. العمل على جعل الناس يشكون في كون أن السادات هم سليلو النبي. خلط السادات بأشخاص آخرين بجعل أولئك الذين ليسوا سادات يلبسون لباسا أسود ورزّة خضراء. هكذا فإن الناس سيكونون في حيرة حول هذا الموضوع ويبدؤون في الحذر من السادات. تعرية السلطات الدينية والسادات من رززهم حتى يضيع الانحدار النبوي وألا تُصبح السلطات الدينية محترمة. القول بأنه من الإلزامي تدمير الأماكن التي يبكي بها الشيعة أمواتهم، لأن هذه الممارسة هي هرطقة وضلال. يجب أن يُمنع الناس من زيارة هذه الأماكن. عدد الوعّاظ يجب أن يتقلص والرسوم عليها أن تُقتطع من هؤلاء الوُعّاظ ومن مُلاّك هذه الأماكن. بذريعة حب الحرية، يجب إقناع المسلمين بأن "كل واحد هو حر في القيام بما يريد، وأنه ليس إلزاميا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو تعليم المبادئ الإسلامية. [...] زيادة على هذا، تسريب هذه القناعة: "على المسيحيين أن يظلوا على عقيدتهم واليهود على عقيدتهم الخاصة (اليهودية). لا أحد يعرف ما يوجد في قلب كل واحد. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات الخليفة". حتى يتم منع المسلمين من رفع عددهم، فإن الولادات عليهم أن تكون محدودة وتعدد الزوجات يجب أن يُمنع. على الزواج أن يكون خاضعا للتقليص، مثلا يجب أن يُعلن أن عربية لا يمكنه أن تتزوج بإيراني، وأن عربيا لا يمكنه أن يتزوج بإيرانية، وتركيا لا يمكنه أن يتزوج بعربية. التأكُّد من إيقاف الدعايات الإسلامية والتحول إلى الإسلام. نقل التصور بأن الإسلام هو علاقة مخصصة للعرب فقط. لإثبات هذا يجب الوضع في الأمام الآية القرآنية التي تشير" هذا ذكر لك وللآخرين". المؤسسات التّقوية يجب أن تتقلّص تحت احتكار الدولة، هذا موسّع للأفراد، يجب أن يُمنعوا عن بناء المدارس أو مُؤسسات تقوية أخرى مشابهة. إثارة الشكوك داخل عقل المسلمين حول أصالة القرآن، نشر ترجمات للقرآن تتضمن اقتطاعات آيات، إضافة آيات، والاستكمال والقول لاحقا" القرآن دُنّس، هذه النسخ هي غريبة. أي توجد في نسخة ما لا يوجد في نسخة أخرى. حذف المقاطع التي تسُبُّ اليهود، المسيحيين وكل غير المسلمين، كما تلك التي تأمر بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ترجمة القرآن إلى لغات أخرى مثل اللغة التركية، الفارسية، الهندية، حتى يتم منع أن تُتعلم اللغة العربية وتُقرأ بالبلدان الأخرى باستثناء البلدان العربية، ثم منع الأذان المواعظ والدعاء من أن يتحقق بالعربية إلا داخل البلدان العربية. كذلك، ينبغي أن يُشكّك المسلمون وأن يكونوا ضحية للشكوك المتعلقة بالأحاديث. الترجمات، الانتقادات، الاستكمالات المتوقّعة للقرآن، يمكن أن تُطبّق أيضا على الأحاديث. عندما قرأتُ كل الكتاب، المعنون" كيف يمكننا تدمير الإسلام" وجدتُه ممتازا. كان دليلا لا يقبل المقارنة بالدراسات التي ستأتي بعدها. عندما أرجعتُ الكتاب إلى السكرتير وقلتُ له بأنه أعجبني كثيرا، قال لي: "يمكنك أن تطمئن بأنك لست الوحيد في هذه الحالة. لدينا الكثير من الرجال الذين يُتمّمون هذه المهمة. إن وزارتنا قد خصّصت أكثر من خمسة آلاف لهذه المهمة. إن الوزارة تفكر في رفع هذا العدد إلى 100.000. عندما نكون قد وصلنا إلى هذا العدد المذكور سيكون لدينا إذن كل المسلمين تحت هيمنتنا وستكون تحت ملكيتنا كل البلدان الإسلامية". بعد قليل قال لي السكرتير" أخبار سعيدة لكم. وزارتنا في حاجة إلى قرن زيادة لتحقيق برنامجها. يمكن ألا نعيش كفاية حتى نرى تلك الأيام السعيدة". ولكن أولئك يمكنهم ذلك. أي كلام أفضل من هذا: "لقد أكلت ما زرعه الآخرون. إذن ازرع للآخرين. عندما ينجح البريطانيون في هذا سيُرضون العالم المسيحي في مجموعه ويكونون قد أنقذوه من 12 قرنا من القلق". تابع كاتب الدولة كما يلي: "الصليبيون خلال قرون لم يكونوا ذوي أية فائدة. حتى إننا لا نستطيع اعتبار أن المغول قد عملوا المستحيل حتى ينزعوا الإسلام من جذوره. وهذا لأن عملهم كان فجائيا، بدون منهج، وسرّيا. تابعوا تجارب عسكرية حتى يعرفوا عددهم. بالتالي، تعبوا في وقت وجيز. ولكن الآن، عبر برامج جد محتالة وبصبر ذي مدى طويل، إداريونا الثمينون هم في طريق محاولة تدمير الإسلام علينا أيضا أن نستعمل قواتنا العسكرية. لكن هذا سيتم في المرحلة الأخيرة، بعد أن نكون قد دمّرنا الإسلام كلية، وبعد أن نكون قد جعلناه في حالة بئيسة حيث لا تقوم له قائمة، وحتى لن يعود قادرا على محاربتنا". آخر كلمات كاتب الدولة كانت هي التالية" إن كبارنا في إسطنبول كانوا حكماء جدا وأذكياء. كانوا قد نفّذوا بكل دقة مخططاتنا. ماذا عملوا؟ لقد اختلطوا بالمسلمين وفتحوا مدارس". بقيتُ للحظة ببغداد. في ما بعد، مع تلقّي رسالة تأمرني بالعودة إلى لندن، غادرتُ بغداد. بلندن تكلمتُ مع كاتب الدولة وإلى بعض ضباط الوزارة. حكيتُ لهم عن أنشطتي وملاحظاتي أثناء مهمتي الطويلة. فرحوا بمعلوماتي التي منحتُهم إياها حول العراق وأجابوني بأنهم مسرورون جدا. من جهة أخرى، صفية رفيقة محمد النجدي كانت قد أرسلت تقريرا مطابقا لتقريري. ثم سلّمنا كتابا من 1000 صفحة يتضمن نتائج وملاحظات المشاريع الموضوعة موضع تنفيذ من لدن هؤلاء الرجال الخمسة في مجالات مثل العسكري، المالية، التربية والدين. قال لي " من فضلك اقرأ هذا الكتاب وأرجعه لنا". أخذتُ الكتاب معي إلى البيت. قرأتُه بانتباه كبير خلال الأسابيع الثلاثة من العطلة. كان الكتاب من نوع الكتب المثيرة، لأن الأجوبة المهمة والملاحظات التي كان يتضمنها كانت صحيحة ودقيقة. اظن أن الأجوبة التي أعطاها الرجال الخمسة الممثلين كانت أكثر من سبعين في المائة متوافقة مع الأجوبة التي يمكن أن يقدمه " الأصليون". في الواقع، الكاتب قال بأن الأجوبة كانت سليمة ب70 في المائة. نقط ضعف المسلمين كما هي في الكتاب هي التالية: النزاع السني-الشيعي، نزاع الأمراء، النزاع التركي – الإيراني، النزاع القبلي، نزاع علماء الدول. مع استثناءات صغيرة، المسلمون جاهلون وأميون. غياب روحية العلم والضمير. لقد كفّوا تماما عن الانشغال بالشؤون الدنيوية ومهووسون بالشؤون الدائمة والعالم الآخر. حتى يتم منع المسلمين من رفع عددهم، فإن الولادات عليهم أن تكون محدودة وتعدد الزوجات يجب أن يُمنع. على الزواج أن يكون خاضعا للتقليص، مثلا يجب أن يُعلن أن عربية لا يمكنه أن تتزوج بإيراني، وأن عربيا لا يمكنه أن يتزوج بإيرانية، وتركيا لا يمكنه أن يتزوج بعربية. التأكُّد من إيقاف الدعايات الإسلامية والتحول إلى الإسلام. نقل التصور بأن الإسلام هو علاقة مخصصة للعرب فقط. لإثبات هذا يجب الوضع في الأمام الآية القرآنية التي تشير " هذا ذكر لك وللآخرين". المؤسسات التّقوية يجب أن تتقلّص تحت احتكار الدولة، هذا موسّع للأفراد، يجب أن يُمنعوا عن بناء المدارس أو مُؤسسات تقوية أخرى مشابهة. إثارة الشكوك داخل عقل المسلمين حول أصالة القرآن، مشر ترجمات للقرآن تتضمن اقتطاعات آيات، إضافة آيات، والاستكمال والقول لاحقا" القرآن دُنّس، هذه النسخ هي غريبة. أي توجد في نسخة ما لا يوجد في نسخة أخرى. حذف المقاطع التي تسُبُّ اليهود، المسيحيين وكل غير المسلمين، كما تلك التي تأمر بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ترجمة القرآن إلى لغات أخرى مثل اللغة التركية، الفارسية، الهندية، حتى يتم منع أن تُتعلم اللغة العربي وتُقرأ بالبلدان الأخرى باستثناء البلدان العربية، ثم منع الأذان المواعظ والدعاء من أن يتحقق بالعربية إلا داخل البلدان العربية. كذلك، ينبغي أن يُشكّك المسلمون، وأن يكونوا ضحية للشكوك المتعلقة بالأحاديث. الترجمات، الانتقادات، الاستكمالات المتوقّعة للقرآن، يمكن أن تُطبّق أيضا على الأحاديث. لقد نجحوا أساسا في جعل المشروبات الكحولية شعبية، الألعاب النقدية، الفواحش، وجعلهم (المسلمين )ينضمّون إلى المجموعات عبر التحريض) وأندية كرة القدم. (لقد أثاروا الشكوك داخل عقول الشباب المسلم. أدخلوا تناقضات ومعارضات داخل حكوماتهم، لقد نشروا الشر بإطلاق في كل مكان. لقد أحبطوا الإداريين، المديرين، ورجال الدين بملء بيوتهم بالنساء المسيحيات. بكل أنشطة من هذا النوع، فقد دمّروا قولهم... وأثّروا على إيمانهم، أفسدوهم أخلاقيا، أثاروا الفوضى في وحدتهم وتواصلهم. الآن حان الوقت لبدء حرب فجائية ونزع جذور الإسلام.