خصصت معظم الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة حيزا من اهتماماتها لحالة القلق والترقب التي يعيشها الشارع المصري في ظل حالة الانقسام والاستقطاب، وإخلاء حزب الله شققا في منطقة عبرا في صيدا (جنوب لبنان)، واعتقال عسكريين اعتدوا على موقوف بالضرب إبان الاشتباكات في المنطقة ذاتها بين الجيش اللبناني ومسلحي أحمد الأسير، ومناقشة قانون العزل السياسي من قبل المجلس التأسيسي في تونس، وأول خطاب للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وجولة وزير الخارجية الأمريكي بالمنطقة الرامية إلى إحياء مفاوضات السلام. فتحت عنوان "النداء الأخير" كتبت صحيفة (الاهرام) المصرية أن حدة الانقسام تصاعدت بعد خطاب الرئيس مرسي وحذرت من أن العنف بات قادما لا محالة بعد تراجع لغة العقل أمام عمليات الشحن والشحذ. وسجلت الصحيفة أن هذا الصراع السياسي الذي وضع المجتمع طوال الوقت في حالة من القلق والتوتر والقلق والانفلات نتج عنه أيضا ارتفاع معدلات الجريمة وتزايد خسائر الاقتصاد وارتفاع الاسعار. وأشارت صحيفة (الأخبار)، في مقال تحت عنوان "مصر في انتظار المجهول"، إلى أن حالة الترقب والانتظار لما هو متوقع خلال الايام القليلة القادمة أصبحت هي السمة الغالبة لدى عامة الناس وخاصتهم ، مضيفة أن هذه الحالة يخالطها إحساس بالتوجس الحذر تجاه تفاقم حالة الانقسام والخلاف بين القوى السياسية والتأثير التلقائي لذلك على حالة المواطنين. ورصدت (اليوم السابع) استمرار ما اعتبرته "حروب الدم والنار بين الإخوان ومعارضيهم في المحافظات" فيما تحدثت (الوفد) عن "ليلة دامية في محافظات الغضب" في إشارة الى المواجهات بين مؤيدي ومعارضي مرسي في عدد من المدن المصرية والتي خلفت حتى الآن مصرع 3 أشخاص وإصابة المئات. وذكرت (الشروق) أن خطاب الرئيس المصري أشعل فتيل أزمة القضاة من جديد بسبب الاتهامات التي وجهها لعدد من رجال القضاء مبرزة ان المجلس الأعلى للقضاء دعا لعقد اجتماع طارئ للرد على هذه الاتهامات. وأضافت الصحيفة أن البلاد تعيش حالة غير مسبوقة من الغليان وإصرار كل طرف على استخدام كل الوسائل حتى ولو كانت غير شرعية لإزاحة الآخر من طريقه ودعت لتوخي الحذر حتى لا تغرق البلاد في مستنقع من الفوضى يصعب اخراجها منه. واهتمت الصحف اللبنانية بإخلاء (حزب الله) شققا في منطقة عبرا في صيدا (جنوب)، واعتقال عسكريين اعتدوا على موقوف بالضرب إبان الاشتباكات في المنطقة ذاتها بين الجيش اللبناني ومسلحي أحمد الأسير، إمام مسجد بلال بن رباح، وكذا التوتر الذي بدأ يشوب علاقة التحالف القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشال عون. فقد ذكرت صحيفة (المستقبل)، في افتتاحيتها، أنه "لا شك في أن الجيش يفهم الوضع في صيدا على حقيقته، ويعرف أن أهل المدينة كانوا معه وخلفه في معركته وأنهم في الأساس كانوا سياسيا واجتماعيا ضد الظاهرة (الأسيرية) وضد كل ما فعلته وسببته، ويعرف أن البحث والتفتيش والتنقيب عن الأسير المطارد يفترض أن يأخذ في الاعتبار الظروف التي مرت على الصيداويين بفعل الأذى الذي لحق بهم والممارسات غير الشرعية التي أصابتهم". ورأت (النهار) أنه مع أن خطوة إخلاء حزب الله لشقتيه في عبرا "تركت انطباعات مريحة من حيث تخفيف حدة الاحتقانات التي تسود صيدا، خصوصا لجهة الاعتراضات المتصاعدة في شأن ما أثير عن ممارسات للحزب خلال المواجهة بين الجيش وأنصار الأسير أو بعدها، بدا من المبكر الحديث عن احتواء سريع لمضاعفات الوضع القائم في صيدا، والذي يحتاج إلى ما يتجاوز هذه الخطوة بكثير لإعادة فرض النظام واستتباب الأمن في المدينة الخارجة لتوها من التجربة القاسية". وتحت عنوان "تفاهم (...) يحتاج إلى صيانة سياسية"، قالت (السفير) إن "العلاقة بين حزب الله والعماد ميشال عون تمر هذه الأيام بواحدة من أكثر المراحل حساسية وحراجة. وإذا كان مسار العلاقة قد شهد في فترات سابقة بعض الاهتزاز المتصل بتباينات موضعية حول أمور إجرائية، إلا أن الاختبار الراهن الذي يواجهه التحالف بين الطرفين يبدو الأصعب والأدق، منذ تأسيس ورقة التفاهم في فبراير 2006"، مستعرضة أوجه التباين الجديدة بين الجانبين، وتمايز مواقفها في العديد من القضايا الخلافية. وفي تونس، أبرزت صحف (الصريح) و(الصباح) و(الشروق) أن نقاش قانون العزل السياسي أو ما يسمى بÜ"قانون تحصين الثورة" قد انطلق وسط أجواء مشحونة داخل المجلس التأسيس وخارجه، بين مؤيد لهذا القانون مطالبا بإقراره "تحقيقا لأهداف الثورة في التصدي لأتباع النظام السابق ومنعهم من تقلد مناصب عليا في الدولة"، ومعارض له معتبرا القانون "إقصاء وانتهاكا لحقوق الإنسان ومصدر فتنة بين التونسيين". وكتبت (الشروق) في تقرير لها تحت عنوان "صراع في الداخل ..وصداع في الخارج" ، أن الجلسة العامة للمجلس التأسيسي بدأت وسط جو من المشادات والمشاحنات بين النواب، فيما نظم أتباع ما يسمى برابطات حماية الثورة الذي تجمعوا خارج المجلس التأسيسي وقفة احتجاجية للمطالبة بإقرار القانون ، مشيرة إلى أن هؤلاء قاموا بالاعتداء على الصحافيين الذين حضروا لتغطية وقائع التظاهرة. وفي سياق متصل نشرت صحيفتا (الصباح) و (التونسية) بيانا لنقابة الصحافيين التونسيين عبرت فيه عن "إدانتها للاعتداءات السافرة والمتكررة على الإعلاميين"، داعية الصحافيين إلى "الاستعداد لكل الأشكال النضالية والاحتجاجية بما فيها الاضراب العام لفرض تطبيق القانون ووقف نزيف الاعتداءات على الصحافيين" . من جهة أخرى اهتمت يومية (الشروق) بتصريح للناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العميد مختار بن نصر نفى فيه ما تداولته بعض المواقع الالكترونية التونسية من أخبار حول "مطالبة الجيش التونسي للجالية التونسية بليبيا مغادرة التراب الليبي بحجة مخاوف أمنية". ونقلت الصحيفة عن العميد بن نصر قوله إن ما تم تداوله في هذا الشأن "لا أساس له من الصحة"، مشيرة إلى أن المواقع الالكترونية التي نشرت الخبر تحدثت عن دعوة التونسيين المتواجدين بطرابلس إلى "مغادرتها فورا إلى أقرب نقطة حدودية تونسية ، وحذرت من التوجه إلى مطار طرابلس لأنه أغلق وألغيت كل الرحلات المنطلقة منه نظرا إلى الانفلات الأمني الخطير". ونشرت جريدة (الصريح) ، نقلا عن مصادر طبية تونسية ، خبرا مفاده أن رجل أمن بمدينة مدنين بالجنوبالتونسي أضرم النار في جسده ليلة أمس الأول ، ونقل إلى مستشفى الحروق البليغة ببني عروس بالقرب من العاصمة ، مشيرة إلى أن الضحية أصيب بحروق من الدرجة الثالثة ، ونقلت عن مصدر أمني أنه تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث. وفي قطر، واصلت الصحف قراءتها في مضامين أول خطاب يلقيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، أمير دولة قطر وذلك غداة تسلمه مقاليد الحكم من أبيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إذ اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن الشيخ تميم رسم في الخطاب الذي وجهه للشعب القطري " خطة العمل المقبلة وملامح عهده الميمون على الصعيد الداخلي ، حيث وضع سموه في خطابه مصلحة قطر والشعب القطري على رأس سلم أولوياته وهذا يشمل الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية الثقافية"، مبرزة أن قطر تستكمل في عهد الشيخ تميم بن حمد آل "مسيرة الإصلاح والحداثة التي رسمت عام 2008 خريطة طريق لمستقبل البلاد تحت رؤية قطر 2030". ووصفت صحيفة (الشرق) خطاب الشيخ تميم ب"التاريخي " مبرزة انه حمل "التوجهات الرئيسية للسياسة القطرية في المرحلة المقبلة " ، ومشيرة إلى أن الوزراء الجدد " ينتظرهم مشوار طويل من العمل والعطاء ومواجهة التحديات". وتحت عنوان " يا أبناء قطر .. تمسكوا بالوصية " ، أشادت صحيفة ( الوطن) بالانجازات التي تحققت في قطر في عهد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ،مبرزة أن قطر تحولت مع هذا الأخير من "دولة صغيرة جغرافيا إلى رقم لا يمكن الاستهانة به بين الكبار على مستوى السياسة والاقتصاد والحضور العالمي". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن بدورها الضوء على تطورات المشهد السياسي في مصر، وكتبت صحيفة (العرب) أن خطاب الرئيس محمد مرسي الأخير أثار موجة من التعليقات وردود الفعل السلبية، ما حدا بخبراء نفسيين ومعارضين إلى القول إن الخطاب يكشف حجم الارتباك في شخصية صاحبه فضلا عن تحريضه على الكراهية والمواجهة بين المواطنين بدل امتصاص حالة الغليان بالشارع. ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء النفسيين قوله في تقييمه لخطاب مرسي إن لغته تزيد من الاحتقان والاصطدام في الشارع خلال الفترة المقبلة، وهو ما أكدته تصريحات مجموعات شبابية وتصريحات لشخصيات لمعارضة. واعتبرت صحيفة (الشرق الأوسط) أن الخطاب المذكور ساهم في إفراز العديد من ردود الفعل الغاضبة للمعارضة المصرية، مشيرة في هذا السياق إلى تأكيد محمد أبو الغار، عضو جبهة الإنقاذ المعارضة، على أن "خطاب مرسي لم يقدم حلولا ناجعة للأزمة السياسية في البلاد، وامتلأ بالحديث عن تهديدات ومؤامرات مثل خطاباته السابقة". وأبرزت الصحيفة أن ذلك يأتي في الوقت الذي استمر فيه انتشار وحدات تابعة للجيش في أماكن متفرقة من العاصمة المصرية القاهرة وبعض المحافظات لتأمين المنشآت الحيوية والاستراتيجية قبيل مظاهرات 30 يونيو الحالي الداعية لإسقاط مرسي، مشيرة إلى تنظيم مظاهرات غاضبة أمس الخميس ضد رئيس الجمهورية أمام مقر وزارة الدفاع وفي المحافظات، حيث أعلن المتظاهرون رفضهم ما جاء في خطابه، وشرع المئات من المتظاهرين بالدخول في اعتصام مفتوح بميدان التحرير حتى إسقاط الرئيس وأشارت صحيفة (الحياة) من جانبها، إلى أن قوى المعارضة والموالاة في مصر تبدأ اليوم مواجهة بالحشد والحشد المضاد في الميادين، في ظل تزايد المخاوف من مواجهات مفتوحة بين الطرفين بعدما قوض خطاب مرسي مساء أول من أمس فرص الحل السياسي، مبرزة أنه لم يقدم تنازلات إلا فيما يخص طرح تشكيل لجنة للبحث في تعديل الدستور اعتبرت المعارضة أن "أوانها فات". وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين وبعض حلفائها الإسلاميين، ينظمون اليوم تظاهرات في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) وعدد من المحافظات الرئيسة تحت شعار "الشرعية خط أحمر"، تمهيدا للدخول في اعتصام مفتوح، فيما أعلنت المعارضة تنظيم مسيرات تخرج من مساجد عدة عقب صلاة الجمعة وصولا إلى ميدان التحرير وبدء اعتصام رمزي هناك حتى الأحد الذي ينتظر أن يشهد مسيرات حاشدة إلى قصر الاتحادية الرئاسي للاعتصام في محيطه للمطالبة برحيل مرسي. وتطرقت صحيفة (القدس العربي) إلى صدور أوامر عن النائب العام بإعادة فتح التحقيقات في البلاغات التي قدمت ضد عدد كبير من الإعلاميين وذلك لإهانتهم رئيس الجمهورية محمد مرسي من خلال برامجهم التي تعرض على القنوات الفضائية ، مشيرة إلى أن القرار جاء ساعات فقط بعد خطاب مرسي الذي خصص جزءا كبيرا منه لانتقاد خصومه السياسيين والقضاة وبعض الاعلاميين وأصحاب القنوات الفضائية، كما دعا الى تشكيل لجان للمصالحة والنظر في تعديل الدستور بمشاركة كافة الاحزاب السياسية. وأشارت الصحيفة إلى أن المراقبين يتوقعون صدور قرارات بإغلاق عدد من القنوات الفضائية خاصة بعد ابعادها امس من مجلس الادارة المنظم للعمل في مدينة الانتاج الاعلامي. واهتمت الصحف الأردنية بجهود وزير الخارجية الأمريكي الرامية إلى إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبالأوضاع في مصر، وكتبت صحيفة (الدستور)، في معرض تعليقها على هذه الجهود، أن "شروط نجاح رئيس الدبلوماسية الأمريكية في مسعاه للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، ليست متوفرة، حيث سينتقل سريعا إلى إدارة الأزمة بدل حلها". وأضافت أنه "بعيدا عن لعبة العلاقات العامة، التي ينخرط فيها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، ومناورات كل منهما لتحميل الطرف الآخر المسؤولية عن إفشال مهمة كيري، فإن القناعة التي تتسرب وتتوطن في عقول مختلف صناع القرار في العواصم ذات الصلة، بأن مهمة كيري، محكوم عليها أمريكيا وإسرائيليا بالفشل الذريع، طالما أن شرطي نجاحها غير مكتملين"، وهما وجود قيادة تاريخية في إسرائيل، قادرة على القبول بمرجعيات عملية السلام، وإدارة أمريكية تاريخية قادرة على ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لدفعها للقبول بتلك المرجعيات. من جهتها، نقلت صحيفة (الرأي)، عن الملك عبد الله الثاني تأكيده، خلال استقباله جون كيري، أمس، أن الطريق الوحيد الذي يؤدي الى تحقيق السلام والامن والاستقرار في الشرق الاوسط هو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشارت إلى أنه وضع بهذا الموقف "الأمور في سياقها الطبيعي والقانوني بعيدا عن لغة الاستيطان وغطرسة القوة وثقافة الاحتلال والتنكيل الذي تمارسه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وخصوصا عندما حذر من أن العقبة التي تضعها إسرائيل بإجراءاتها الأحادية واعتداءاتها المتكررة على المقدسات الاسلامية والمسيحية، تهدد فرص ومساعي السلام". وفي ما يتعلق بالاحتجاجات التي تعتزم المعارضة المصرية تنظيمها في نهاية الشهر الجاري لاسقاط الرئيس المصري، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "مصر ما بعد 30 يونيو"، أن "المعارضة المصرية تبدو متمسكة بتظاهرتها المزمعة في 30 يونيو الحالي، وواثقة من تحقيق هدفها بإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي في اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية الأولى لتوليه منصبه أول رئيس منتخب لمصر في تاريخها. لكن يظل السؤال القديم الجديد: هل يتوقع أي كان، لاسيما من المعارضة ورموزها، أن تأتي انتخابات رئاسية مبكرة بشخص غير إسلامي، ومن غير جماعة الإخوان المسلمين تحديدا، هذا إن لم يتم التجديد للرئيس مرسي نفسه في الانتخابات المأمولة". من جانبها، اعتبرت صحيفة (الرأي) أن "أخطاء مرسي المتكررة شكلت سببا للتمرد، ولكن خطابه الأخير يمكن لمعارضيه استخدامه كبيان لحراكهم عنوانه لماذا نتمرد، ويوم 30 يونيو سيكون فيصلا بين ضياع دولة أو انتصار شعب".