طيلة يومي الخميس و الجمعة، عكف عشرات من الخبراء و المستثمرين و الاداريين العاملين في مجال السكك الحديدية، القادمين من مختلف أنحاء العالم، على مناقشة كل الأسئلة المرتبطة بالأمن و السلامة في استغلال المنظومة السككية، كما استغلوا فرصة المناظرة الدولية الخامسة حول الموضوع و المنظمة بمدينة طنجة، لبسط عدد من التجارب الدولية بنجاحاتها و التحديات التي تواجهها. محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، و الشريك في تنظيم الندوة صحبة الاتحاد العالمي السككي، قال في كلمته الافتتاحية ، التي ألقاها بالفرنسية، بعد استئذان وزير النقل و التجهيز، الذي ترأس الجلسة، (قال) أن تموقع القطار كوسيلة النقل البري الأكثر أمانا لا يعني بالضرورة بقاؤه في مأمن عن الحوادث، مردفا أن خطر "الصفر حادثة" هو درب من الخيال. المدير العام للمؤسسة السككية بالمغرب رأى أنه من الضروري وضع الأمن و السلامة كأولى أولويات منظومة استغلال السكك و مواصلة المجهودات وفق إستراتجية واضحة المعالم و بينة المرامي. عبد العزيز الرباح، وزير النقل و التجهيز، أبدى إعجابه بتجربة تركيا التي عاد منها حديثا حيث تغزل بما وصل له "إخوانه" هناك من إنجازات في مجال النقل السككي و البنيات التحتية، متحدثا عن ما اسماه بتجربة الأتراك في مجال "التكنولوجيا المتوسطة" و التي تعتبر درسا للدول النامية خاصة الافريقية منها، وفق تعبير الوزير. الرباح، أردف أن حصيلة 4000 ألاف قتيل التي تحصدها الطريق، تعتبر ثقيلة جدا و أن النقل السككي له مسؤوليته في "الكارثة" رغم أن النصيب الأوفر يتحمله النقل الطرقي. وزير التجهيز والنقل داخل حكومة بنكيران، صرح أن المغرب مصِرٌ على إنفاق الملايير في مجال النقل السككي و أن سنة 2013 وجب أن تكون سنة للاستثمار في الأمن و السلامة المرتبطين بالمنظومة السككية مع التأكيد على الشراكة الدولية في الموضوع. الرباح، الذي كان يتحدث أمام رئيس الاتحاد الدولي السككي و محمد اليعقوبي والي ولاية طنجة و خالد الزروالي، والي بوزارة الداخلية و فؤاد العمري، عمدة طنجة و عشرات الضيوف، وجه (أي الوزير) رسالة سياسية للحاضرين قائلا "بلغوا أن المغرب بلد مفتوح لكل المبادرات و الشركات من أجل الاستثمار.. لأننا بلد توافق فيه كل الفاعلين على الانتقال نحو الديمقراطية." اليومان المنظمان بطنجة و هما عمر الندوة الدولية، تم التركيز فيهما على ثلاثة محاور أساسية عبر ورشات و مداخلات و عروض مجموعة من الفاعلين الدوليين في المجال. المحور الأول تعلق بعصرنة آليات الإنتاج خاصة ما ارتبط بالاستغلال الأمثل للإمكانيات التي يتيحها التطور التكنولوجي و إحاطة العنصر البشري بالوسائل الأوتوماتيكية أو تعويضه بها في الأعمال ذات الصبغة التقنية. المحور الثاني ارتبط بتنقيح إدارة وتدبير الأمن والسلامة السككية بالاعتماد على أجهزة مختصة للإشراف و توضيح وتبسيط المساطر مع انجاز عمليات التدقيق و الافتحاص و المراقبة. المحور الثالث و الأخير، هم العنصر البشري و أهميته في المجال السككي و السبل الكفيلة بتنمية كفاءته مع إعمال الانضباط، المسؤولية، اليقظة والصرامة كمبادئ مؤطرة للعمل اليومي للمشرفين على تدبير الشأن السككي بمختلف مصالحه. التظاهرة الدولية شهدت عرض تجارب و أبحاث و مشاريع من فاعلين قدموا من فرنسا، اسبانيا، المملكة المتحدة، اليابان، ايطاليا، تركيا، تونس، بلجيكا، بولونيا، سويسرا بالإضافة إلى كوادر تابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية بالمغرب، البلد المضيف للتظاهرة في نسختها الخامسة.