غزت أنواع جديدة من زيت المائدة، هذه الأيام ،وبشكل ملحوظ ، أسواق الجهة الشرقية، حيث تباع بثمن رخيص، مقارنة مع غيرها من أنواع الزيوت المتداولة بالسوق الوطنية. وأفادت بعض المصادر، أن هذه الزيوت تم جلبها بطرق غير شرعية ، ولا يستبعد أن تحتوي على مواد تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين ، سيما وأنها لا تحتوي على أية معلومات تجارية ، تسمح بمعرفة وتحديد أصل وهوية المنتوج ، أو الجهة المستوردة. وحذر السيد محمد بن قدور، رئيس جمعية حماية المستهلك بالمنطقة الشرقية، في هذا السياق، من الإقبال المتزايد للمواطنين على استهلاك هذه المادة،مطالبا السلطات المعنية، خاصة الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة، من أجل الحد من ظاهرة التهريب، التي تزيد من تداول مواد غذائية منتهية الصلاحية ، و التي تسبب العديد من المشاكل الصحية، قائلا " مهما كانت مبررات إقبال المستهلك على هذه المواد التي تكون في الغالب رخيصة الثمن ، فإن عواقبها وخيمة على صحة المواطن ، خاصة وأنها لا تحترم شروط الحفظ"، مستحضرا نتائج دراسات طبية تشير إلى أن كل المواد التي تحتوي على فيتامين "س"ولا تحفظ في شروط صحية مناسبة تتحول إلى مواد مسببة للسرطان . وشدد السيد بن قدور على تدخل الدولة ، للحد من لوبيات التهريب التي تغتني على حساب صحة المواطنين ،و تأثر سلبا على اقتصاد البلاد ، وذلك بالقضاء على الأمية وتوفير مناصب الشغل ، ومحاربة المنافسة غير الشريفة ، مشيرا إلى أن هناك أناسا مسؤولين يشجعون الظاهرة ، بدليل وجود ستة أسواق خاصة بالمواد المهربة بمدينة وجدة فقط. ومن جانبهم اكد العديد من الباعة، أنهم يجهلون مصدر العديد من المواد التي يبيعونها ، ومن ضمنها زيوت المائدة ، لكنهم لا يستبعدون أن تكون مهربة من الجزائر . وتحفظ بائعو المواد الغذائية إزاء بعض أنواع زيوت المائدة المهربة التي اجتاحت في غضون الآونة الأخيرة الأسواق المحلية، داعين المصالح الأمنية إلى ضرورة تضييق الخناق على شبكات تهريب هذه المواد عبر الحدود على اعتبار الخطر الكبير الذي يمكن أن يشكله استهلاكها من طرف المواطنين. الجدير بالذكر أن مصالح المديرية العامة للرقابة الاقتصادية وقمع الغش بالجزائر، كانت قد حذرت مؤخرا من مخاطر استعمال واستهلاك هذه الزيوت التي تم استيرادها طرف جهات غير معلومة خاصة بعد أن كشفت التحاليل المخبرية المنجزة من طرف أعوان المصالح المعنية بالجزائر حسب ما تداولته مصادر صحافية عن وجود نسبة كبيرة من المعادن الثقيلة ضمن مكوناتها، بما فيها مادة النحاس والحديد والرصاص بنسب مرتفعة تفوق الحد المسموح به . [email protected]