شهدت أسعار زيوت المائدة، بمختلف أنواعها، زيادة أخرى، في ظرف وجيز، بلغت درهما ونصف درهم، بالنسبة لخمس لترات. "" ارتفع ثمن 5 لترات من زيت لوسيور، مثلا، إلى 68.50 بدل 67 درهما، كما بلغ سعر 5 لترات من زيت كريستال 67.50، عوض 66 درهما، أما زيت ويلور، فقفز إلى 79.50 مقابل 78 درهما. وعن ملابسات هذه الزيادات المتتالية في أسعار زيوت المائدة، اعتبر عبد السلام الصديقي، محلل اقتصادي وأستاذ جامعي بالدارالبيضاء، أن هذه الزيادات مرتبطة عضويا بأوضاع الأسواق الدولية للمواد الخام، مشيرا إلى أن الحل الممكن للتخفيف من هذا الاختناق يبقى هو الزيادة في الأجور بالقطاعين العام والخاص. واعتبر الصديقي، في تصريح ل "المغربية"، أن مؤشر المعيشة بات خارجا عن السياق، بحكم أن سلة المواد التي يعتمد عليها في تقييمه، لا تعتبر سلة الأسر الفقيرة. وأشار المحلل الاقتصادي إلى أن معدل التضخم المعلن عنه، وهو 2 في المائة، لا يعكس الواقع، الذي يتجاوز ذلك بكثير. من جهته، اعتبر عبد السلام أديب، منسق تنسيقية مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، هذه الزيادة ضربا للقوة الشرائية للمواطنين، مؤكدا أن الارتفاع شمل أغلب المواد الأساسية، ومواد البناء، وحليب الأطفال، والحليب ومشتقاته، والنقل، وخدمات الماء والكهرباء، إلى جانب الدقيق ومشتقاته. وأضاف أديب في تصريح ل "المغربية"، أن هذا الوضع المتزامن مع ارتفاع حدة البطالة، لابد وأن يؤدي إلى اختناق ضاغط على الطبقات الاجتماعية المحدودة والمنعدمة الدخل، والتأثير على القدرة الشرائية لهذه الفئة من المواطنين. وأعلن أديب، أن تنسيقيات محاربة الغلاء، البالغ عددها 90 تنسيقية، ستلتقي يومي السبت والأحد المقبلين، لإعادة هيكلتها، ومناقشة هذه الأوضاع، وتحديد المطالب، وأيضا من أجل وضع أجندة زمنية للوقفات الاحتجاجية والمسيرات التنديدية. وعرفت مواد، من قبيل الدقيق الممتاز، ارتفاعا بنسبة 43 في المائة، والسكر بنسبة 23 في المائة، والزيت ازداد ثمنه بنسبة 30 في المائة، والزبدة 66 في المائة، والحليب العادي 3 في المائة، وحليب الأطفال بنسبة 47 في المائة. كما ارتفعت فواتير الماء والكهرباء والهاتف، وارتفعت أسعار السمك بكل أنواعه، إضافة إلى ارتفاع الجبن الأحمر ب 10 دراهم للكيلوغرام الواحد، وسعر العسل بقيمة 11 في المائة، وثمن الشكولاتة بنسبة 20 في المائة ، وأثمنة العجائن بنسبة 20 في المائة. بالإضافة إلى الغلاء الفاحش، الذي يعرفه العقار، إذ أصبح السكن عملة نادرة بالنسبة إلى الموظفين بكل فئاتهم. وكانت المندوبية السامية للتخطيط أفادت أن الرقم الاستدلالي لتكلفة المعيشة لشهر يناير 2008 عرف ارتفاعا قدره 1.7 في المائة، بالمقارنة مع الشهر نفسه من السنة السابقة. وأوضحت المندوبية أن هذه الزيادة شملت كلا من المواد الغذائية ب 3.3 في المائة، والمواد غير الغذائية ب 0.4 في المائة، إذ ارتفعت أثمان الحليب ب 1.3 في المائة وزيت المائدة ب 4.0 في المائة. وأضافت المندوبية أن متوسط الرقم الاستدلالي السنوي خلال2007 سجل ارتفاعا قدره 2.0 في المائة.