تم استدعاء أحد أكبر موزعي المنتوجات الشبه صيدلية (parapharmaceutiques) بالدار البيضاء (SABEM) للتحقيق معه على إثر بحث ميداني أجراه قسم قمع الغش بالدار البيضاء؛ بسبب استيراد منتوجات مزورة ومقلدة قادمة من الصين، وذلك بعد العديد من الشكايات المؤسسة على التحاليل المخبرية الصيدلية. وتم حجز الحاويات التي استوردها (SABEM) والمحتوية على المنتوجات المزورة من قبل الجمارك، ومن بينها الواقيات من الشمس ومواد خاصة بالأطفال والرضع. وأفادت جمعية موزعي المواد شبه الصيدلية بالمغرب، في رسالة إلكترونية، حصلت التجديد على نسخة منها، أن هذه المواد تمثل خطرا على صحة المستهلكين المغاربة، وخصوصا منهم الأطفال والرضع، إضافة إلى أن محجوزات كانت توجد في مخزن (SABEM) ثبت أنها غير صالحة للاستعمال، لأن المواد الأساسية الفعالة لها غير متطابقة مع المنتوجات الأصلية، مما قد يتسبب في أمراض جلدية وحساسية وحروق جلدية. وكشف مصدر مطلع ل>التجديد< فضل عدم ذكر اسمه، أن منتوجات من علامات تجارية شهيرة مقلدة يتم بيعها في درب عمر بالدار البيضاء وفي مدينتي إنزكان ومراكش بأثمنة رخيصة، وشدد على أن الصيدليات التي تبحث عن الربح السريع تعمد إلى التسوق من تلك الأسواق السوداء، وأعطى أمثلة بمنتوجات يتم اقتناؤها ب 20 درهما ويتم بيعها بأكثر من 60 درهما. وأوضح المصدر ذاته أن هناك شبكات دولية تنشط في ترويج المنتوجات الشبه صيدلية، وأضاف أن عمليات الاستيراد تتم بالخصوص من إيطاليا وإسبانيا، بالنسبة للمنتوجات الشبه صيدلية، وتستورد الدواء المنتهية مدة صلاحيته من فرنسا. وقال المصدر إن بعض المواد يتم استيرادها في براميل لتتم تعبئتها في علبها في المغرب. وعن حجم سوق تلك المواد غير القانونية قال المصدر بأنها تمثل زهاء 20 في المائة من سوق المواد الصيدلانية الموازية التي يتم ترويجها في المغرب. وكشف مصدر آخر ل >التجديد< أن مواد تجميل مزورة وضارة بالصحة تباع في محلات تجارية ومحلات شبه صيدلية (PARAPHARMACIE) وصيدليات أيضا، ويتم جلبها من السوق السوداء بشكل علني، وأضاف أن هذه المنتجات القادمة أساسا من الصين وتحاكي كبريات الشركات العالمية في مواد التجميل لا يمكن التفريق بينها وبين المنتجات الأصلية من حيث الشكل واللون والتعليب والمواصفات إلا بتحاليل مختبرية دقيقة، موضحا أن المنتجات المزورة تستعمل مواد ثانوية رخيصة الثمن في تركيباتها، على خلاف المنتجات الأصلية التي تستعمل مواد أولية تسمى MOLECULES FIXES وتعطيها جودة عالية. وأوضح المصدر القريب من الميدان أن هذه المنتجات التي تباع بالجملة، ويتم توزيعها على بعض الصيدليات ومحلات البارافارماسي والمحلات التجارية عبر بعض المناديب المتخصصين، وتباع للمواطنين بعد ذلك بثمن بخس مقارنة مع ثمنها الأصلي، في حين أكد المصدر أن الكثير من الصيدليات تمتنع عن التعامل بهذه الطريقة وتفضل اقتناء منتجاتها من الشركة الأم حتى تبيع بشكل آمن وتزيد من أرباحها ببيعها بثمن مرتفع.وأشار المصدر الأخير إلى أن المواطنين قد يجدون منتجات أصلية في السوق السوداء على سبيل الصدفة لا غير، والتي تعمل بعض الشركات العالمية على ترويجها تهربا أولا من الضرائب والجمارك، وحتى تضمن ثانيا منافسة السلع المزورة التي تغرق هذه السوق.