تبادل إطلاق النار بين السلطات المغربية و قناة الجزيرة القناة الثانية تتولى قيادة الهجوم الإعلامي الرسمي على الجزيرة كان حادث اعتصام مجموعة من المحتجين بميناء سيدي إفني جنوب المغرب . وقيام قوات الأمن المغربية بتفريق الاعتصام يومه السبت 07 يونيو.بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. و البعير هو العلاقات المتوترة بين السلطات المغربية و قناة الجزيرة . خاصة بعد إقدام الرباط على تعليق بث نشرة المغرب العربي من دون سابق إنذار. مما عد تحولا جذريا في مستقبل العلاقة بين الطرفين . حادث سيدي إفني وما تلاه من تصريحات مغربية شديدة اللهجة اتجاه القناة .لا يمكن فهمه إلا بكونه بداية الحرب الفعلية الرسمية على قناة العم وضاح خنفر. بعدما اتخذت الحرب صبغة تقنية في السابق . السيد عباس الفاسي الذي كان متواجدا بالأقاليم الجنوبية ،أي قريبا من مسرح الأحداث. لم يتوانى في تكذيب خبر سقوط قتلى أثناء تفريق الاعتصام الذي نقلته الجزيرة و غيرها من وسائل الإعلام ..و اعتبر أن هذا دليل على أن المغرب يعيش حرية- و لكن مؤدى عنها - و وصف هذه القنوات التلفزية "بالمغرضة " في إشارة واضحة أو ضمنية إلى قناة الجزيرة .القناة الثانية و في النشرة الزوالية ليوم الأحد08 يونيو . تكفلت بالرد الإعلامي على قناة الجزيرة و اتهمتها بالعبث الإعلامي و ممارسة التضليل . في تقرير حمل صوت الصحافي يوسف لحميدي.و الغريب في الأمر أنه تمت معاملة الحدث و كأن الأمر يتعلق بأحداث الفلوجة، فلم تنقل صور لكيفية فك الاعتصام و ما تلاه . ومما جاء في الهجوم رقم 01 للقناة الثانية :"أعربت السلطات المغربية عن استغرابها المعلومات الخاطئة ...و لكن قناة الجزيرة القطرية تزيد في العلم كما يقو ل المغاربة زيادة في الخبر نبأ أوحي إليها من خيال الذي لم يصبهم تعب و لا نصب من الكذب على حقائق المغرب . الجزيرة تحدثت عن نبأ وفاة ست إلى عشر أشخاص،رغم أن مكتبها بالرباط يعلم أن الأمر لم يكن كذلك .هذه الوفيات ربما تكون الجزيرة قد حصلت عليها من مصادرها العليمة و الوثيقة جدا. التي لا تريد المغرب إلا صريعا تتقاذفه أقوال تبيع الكذب في إناء من ذهب."و ختمته بخبر إصدار الوكيل العام المختص. أمره بفتح تحقيق التي تم في إطارها نشر هذا المعلومات .حيث سيتم الاستماع إلى الصحفي المسؤول عن نشر هذه المعلومات من قبل الضابطة القضائية . أما القناة الرسمية الأولى فقد كانت أكثر حكمة ، حيث قامت ببث مراسلة صوتية لمبعوث القناة إلى هناك .الذي أكد أن المنطقة تعيش في أمن و أمان . و أنه قد تم تفريق ذلك الاحتجاج و لكن بطريقة لم تسفر عن عدد كبير من الضحايا فقط بعض الإصابات الخفيفة .الشيء نفسه أكده عبر الهاتف عامل إقليمتزنيت الذي وصف أن الكل على ما يرام . بدورها وكالة المغرب العربي للأنباء دخلت على خط المعركة ،و كذبت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام ، و نشرت خبر استدعاء مدير مكتب قناة (الجزيرة) بالرباط السيد حسن الراشدي من قبل الضابطة القضائية، و بأمر من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، قصد الاستماع إليه بخصوص المعلومات الخاطئة التي بثتها القناة القطرية في اليوم نفسه، والتي تحدثت عن وفاة ستة أشخاص خلال تدخل قوات الأمن لتفريق وقفة احتجاجية بميناء سيدي إيفني." وفي النشرة المسائية للقناة الثانية،كان الموعد مع الهجوم الثاني الذي كان أكثر شراسة من نظيره الأول.حيث استهلت النشرة بتقرير لطيف وركزت فيه على مخلفات حصار المحتجين للميناء و ما ترتب عنه من أضرار بيئية .ونقلت بعض أقوال و تصريحات ، هيمن عليها غلبة المحتجين من الذين تضرروا نتيجة إغلاق الميناء . ليتلوه تقرير مصور.سأركز على نسخة النشرة الفرنسية .الأستاذ شعيب حمادي مقدم الأخبار بالقناة تكفل بقيادة الهجوم .و تحت عنوان من هي الجزيرة . جاء فيه :أن لها أي قناة الجزيرة حوالي 40 مليون مشاهد في العالم العربي و الإسلامي- و الحقيقة أنها تفوق هذا الرقم بعشرات المرات - .و أن الهم الغالب عليها متابعة القناة العدوة س إن إن .و أن العاملين فيها مجموعة من الإعلاميين المصريين ،و اللبنانيين ،و الجزائريين الفارين من الظروف الصعبة و التهديدات القتل ، و مجموعة من الخليجيين . و نسي الأستاذ المهني شعيب حمادي أن يذكر المغاربة العاملين في القناة . و على رأسهم عبد الصمد عبد ناصر و محمد رجيب . و زاد قائلا أن بعض الإعلاميين - صيغة المجهول -يقولون أن حرية الصحافة و الإعلام مرتبطة بوجود ديمقراطية حقيقية .و هذا من المفارقات. و هي إشارة واضحة إلى أن النظام القطري نظام غير ديمقراطي ، على غرار باقي الأشقاء العرب .بعد ذلك اتهمت القناة الثانية الجزية بالنفاق الإعلامي و تلفيق التهم و الكذب و اللعب على الأحقاد و التمسح بالدين. و أن المغرب من البلدان العربية النادرة التي سمحت لهذه القناة بالعمل على أراضيه و لكن نتيجة عدم احترام القوانين و الانحياز للطروحات المناوئة لوحدة المغرب فقد قرر المغرب تعليق عملها .انتهى التقرير ."و إذا كانت قناة الجزيرة بهذا القبح و الجرم الإعلامي فلماذا انتظرت القناة الثانية كل هذا الوقت المديد لتنور الرأي العام المغربي ، و تنبهه المشاهدين على حقيقة قناة الجزيرة؟ أم أن الأمر كان خافيا على الأستاذ شعيب ؟! أمام هذا التطور المفاجئ للأحداث ، أرى أن السؤال المحوري. ليس تكذيب الرواية أو تصديقها، بقدر ما هو طرح سؤال ماذا سيستفيد المغرب من هذه الحملة الشرسة على قناة الجزيرة ؟و هل يستطيع أن يدير هذه المعركة بحنكة ؟و هل المعركة و التصعيد اختيار صائب ؟ لا أظن أنه من مصلحة المغرب أن يبدد جهده في التصعيد مع قناة الجزيرة .و الحقيقة أنني لا أفهم سر هذه الغضبة المضرية للسلطات المغربية . و تضايقهم الكبير الذي طفا فجأة على السطح .و بكل موضوعية فلم ألمس من قريب أو بعيد أن قناة الجزيرة القطرية قد غيرت من لهجتها اتجاه المغرب على الرغم من إغلاق نشرتها المغاربية .على العكس من ذلك تماما. كان يرى بعض الخبراء أن القناة تجامل المغرب أكثر من اللزوم .و يكفي العودة إلى مواقف الجيران الجزائريين خصوصا و التونسيين بدرجة أقل، و ما كانوا يوجهونه لنشرة المغرب العربي و وصفهم إياها بالمتملقة للسلطات المغربية .ربما تغيب هذه المعطيات عن الأستاذين يوسف لحميدي و شعايب حمادي ؟و أعترف أن تعليق نشرة المغرب العربي من الرباط قرار غير صائب على الإطلاق .و الأكثر منه خطورة هو مدى مصداقية السلطات المغربية التي بررت القرار بكونه تقني محض في الأول لا علاقة له بالسياسي .لتنسفه من أساسه بعد ذلك ببضعة أسابيع. فأين هي المصداقية يا هل ترى ؟. والحال أن الانسحاب من الرقعة الإعلامية الكبيرة و الخطيرة التي تمثلها الجزيرة لصالح الانفصاليين هو قرار شبيه بذلك الذي اتخذه الحسن الثاني في بداية الثمانيات القاضي بالانسحاب من الساحة الإفريقية تاركا المجال المفتوح لجبهة البوليساريو تصول و تجول كيف شاءت .لتظهر النتائج الوخيمة بعد ذلك . الأمر نفسه يتكرر الآن. و لكن في حلة إعلامية .أما بخصوص أحداث سيدي إفني ، فلم تكن قناة الجزيرة الوحيدة التي نشرت خبر سقوط قتلى .فالعديد من المنابر و الوكالات العالمية رددت القول نفسه ،و منها وكالة رويترز للأنباء. و الكل استند إلى شهادات ميدانية .و يكفي حجم القوات الضخمة المشاركة في العملية .و التي تكفل موقع الضعفاء و المحرومين موقع يوتوب بنقلها .لتدلل على أن العملية لم تكن نزهة إلى شواطئ سيدي إفني الساحرة بقدر ما كان تدخل أمني من العيار الكبير و الكبير جدا. بل حجم تلك القوات كفيل باستفزاز المتظاهرين و المحتجين .و هذا ما أثبته العديد من الدراسات العلمية .و قد بات التفريق العنيف للمظاهرات و الاعتصامات أمرا روتينيا يسير بذكره الركبان. و اسألوا أهل الرباط و رواد ساحة البرلمان عن ذلك .و إذا كان من الناذر أن يسقط قتلى أثناء فك الاعتصام .فإن بعض الحالات شهدت سقوط قتيل ناهيك عن حالات الكسر و ...و هنا أستحضر التدخل العنيف لما قبل السنة الماضية بالمحطة الطرقية القامرة أثناء تفريق احتجاج و طني دعت إحدى نقابات موظفي الجماعات المحلية ،مما عنه سقوط موظف شاب لم يبلغ العقد الثالث. و قد علقت السلطات على الوفاة بكون الضحية مات نتيجة سكتة قلبية .! المعركة الحقيقة التي يجب أن يتعبأ لها المسؤولون هي معركة كرامة وحقوق الإنسان بالمغرب .و تحسين مستوى عيش المغاربة و إيقاف نزيف الاحتجاجات و الاعتصامات .و إذا كانت قناة الجزيرة تزعزع استقرا المغرب" باختلاقها للأكاذيب" .فلا أظن أن التقارير السوداء المتهاطلة علينا مبشرة المغرب بالمقاعد الخلفية في الترتيب العالمي على مستوى التعليمي و السلم الاجتماعي و حرية الصحافة و مؤشرات التطبيب ...و هلم جرا.أقل تأثيرا في زعزعة استقرار المغرب ؟ طبعا هذا لا يعني الدعوة إلى تقديس قناة الجزيرة و اعتبارها منبرا لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا خلفه . و لكن ندعو أن توضع الأمور في نصابها من دون تضخيم أو تهويل أو توظيف .و إلى ضرورة تحرك إعلامنا من أجل القيام بمهمته. و أن يلامس الواقع و هموم المواطن، و يبحث عن سر التفاف الناس حول هذه القناة السحرية . و الجواب لن نعدمه إذا ما قلنا أنه يكمن في إعلام القرب و إعلام المصداقية و التجديد و المهنية و الكفاءة .و المؤكد الذي لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن لقنانتا الثانية التي تمول من جيوب دافعي الضرائب و بتلك الطريقة البدائية أن تتصدى لقناة وضاح خنفر.فلماذا لم تتحرك القناة إلى عين الأحداث في سيدي إفني و تنورنا بتقارير ميدانية عن الطريقة السلمية التي تم بها فك الاعتصام . فليس من العار أن تنقل التلفازات الرسمية بعض المظاهرات و أعمال الشغب التي قد تندلع. و هنا استحضر ما قامت به التلفزة الفرنسية الرسمية عندما كانت تنقل أعمال الشغب وتدخل رجال الأمن الذي لم يكن بالورود بضاحية سان دوني الباريسية من دون أن يقدح ذلك في سمعة فرنسا الديمقراطية . العار كل العار هو التعتيم و التكتم و حرمان المشاهد من حقه في المعلومة . قناة الجزيرة تعي جيدا أنها باتت مطلوب رأسها في الرباط. ولذلك لا أظن أنها سوف تغامر بمستقبل نشرتها المغاربية المعلقة و تنشر أخبار مفتعلة القصد منها الإساءة المتعمدة للمغرب. و إلا كان خطأ فادحا لمستقبلها على أرض الرباط .و الظاهر أن قناة الجزيرة لن تدخل مع الرباط في سجال إعلامي ، و هذا ربما راجع لتمرسها الكبير و حنكتها في إدارتها لمعارك إعلامية دولية .فالمغرب ليس البلد الوحيد الذي قد ضاق ذرعا من نشرات الجزيرة.و لن يكون البلد الأخير .هذا من جهة ، و من جهة أخرى هل ستعطي السلطات المغربية الضوء الأخضر لإعلامها الرسمي و المقرب منها و صحافتها المكتوبة لشن حرب عن طريق القاذفات المغربية أرض - جو المكتوبة و المسموعة و المرئية و العنكبوتية على رفاق وضاح خنفر و من معه .أم أن القضية لا تعدو ردة فعل سرعا نما ستنتهي قريبا.هذا ما ستجيبنا عنه الأيام المقبلة . شاهد رد قناة عين السبع على قناة الجزيرة