شهدت العاصمة الفرنسية الإثنين 2-6-2008 الإعلان عن تأسيس تحالف دولي ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" تشارك فيه المغرب. "" فقد أعلنت كل من الجمعية المغربية لمحاربة "السيدا" (الإيدز) وجمعية "إيدز" الفرنسية وجمعيتان مالية وكندية عن تأسيس "التحالف الدولي ضد الإيدز". ويهدف هذا التحالف إلى تنسيق عمليات التوعية بمخاطر انتشار هذا المرض، والعمل على توفير الدواء الثلاثي للمصابين به، وخاصة في البلدان النامية. كما يسعى التحالف -بحسب فيليب دوست بلازي وزير الصحة الفرنسي السابق والذي قدم التكتل الجديد- إلى دفع البلدان الغنية والممولين إلى جعل المصابين بالمرض في أولية الاهتمام والاستماع إليهم في كل مكان، ودعم الجمعيات التي تعمل على مساعدتهم ومدها بالإمكانيات المناسبة للقيام بواجبها معهم. منعرج خطير وخلال ملتقى الإعلان عن "التحالف الدولي ضد الإيدز"، حذرت رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة "السيدا" حكيمة حميش من الانتشار الذي يشهده الفيروس في المغرب، وفي الدول المغاربية الأخرى بشكل عام. وقالت حكيمة: إنه "بالرغم من الدور الكبير الذي تقوم به السلطات الرسمية المغربية، وعلى رأسها الملك محمد السادس، فقد وصلنا لمرحلة تمثل منعرجا خطيرا في انتشار هذا الوباء". وأوضحت في تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أن "الفيروس ينتشر في مناطق أكثر من غيرها، ففي مدينة أجادير جنوب غربي المغرب يوجد 6% من المتاجرات بأجسادهن حاملات للفيروس". وأضافت أن "النساء المغربيات أصبحن في السنوات الأخيرة الأكثر عرضة للعدوى بالفيروس، حيث كن يمثلن 8% من الحاملين له في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ووصلت نسبتهن هذه السنة إلى 47% من مجمل الحاملين للفيروس". ونفت حكيمة ما يتردد حول أن السياحة ساهمت في ارتفاع نسب الإصابة بالإيدز في المغرب، وقالت: "إن العدوى غالبا ما تتم بين المغاربة". وبعدما كان عدد حاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة في المغرب 14 ألفا و300 حالة سنة 2003، ارتفع إلى 22 ألفا و300 حالة في سنة 2008، وفقا لتقرير برنامج منظمة الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز. جهود "كبيرة ومثالية" وحول برامج الوقاية المعتمدة لمحاصرة انتشار الفيروس، قالت رئيسة الجمعية: "إن السلطات المغربية، وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس تبذل جهودا كبيرة ومثالية من أجل الوقاية والعناية بالمصابين، الأمر الذي دفع ملك المغرب شخصيا إلى زيارة بعض المرضى، وهو ما يعد سابقة في تاريخ هذه الظاهرة في البلدان العربية والإسلامية بشكل عام". وأضافت حكيمة أن "الواقي الذكري والأنثوي متوفران في المغرب، وجمعيتنا توزعهما مجانا، كما أن هناك حملات توعوية في التلفزة الحكومية وفي المدارس لإبراز أهمية الوقاية من هذا الفيروس". وأردفت قائلة: "إن المنعرج الخطير في انتشار الفيروس لا يشهده المغرب فحسب، بل جميع بلدان المنطقة المغاربية". واعتبرت أن "أول ما يفعله المسئولون السياسيون في البلدان العربية عندما يسألون عن انتشار الإيدز هو إخفاء الأرقام، إلا في المغرب، حيث السلطات لا تخشى من الشفافية، فهي الطريق السليم لمواجهة الفيروس". وقالت المختصة المغربية: إن الأرقام تفيد أن 19% من متعاطي المخدرات في ليبيا حاملون للفيروس، وأن هناك خشية رسمية في الجزائر من توسع رقعة انتشاره، حيث جرى اكتشاف حالات في المناطق الصحراوية، أي على حدود الدول الأفريقية جنوب الصحراء، حيث ينتشر المرض كالوباء.