حذرت الدكتورة حكيمة حميش، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة "السيدا"، من الانتشار الذي يشهده فيروس داء فقدان المناعة في المغرب، وقالت إن المغرب وصل إلى مرحلة حرجة بالنظر إلى وتيرة الإصابة بالداء، مشيرة إلى أن عدد المغاربة الحاملين للفيروس بلغ 22300 شخص خلال سنة 2008 بينما لم يكن العدد يتجاوز 14.300 حالة إصابة عام 2003، بمعنى أنه كانت هناك زيادة بمعدل أكثر من ألف حالة إصابة بالداء سنويا. وأوضحت حميش، في اتصال هاتفي مع «المساء» أمس، أن الفيروس ينتشر في مناطق أكثر من غيرها بالمغرب، ففي مناطق الأطلس المتوسط يمكن أن توجد حالة إصابة واحدة في فحوص يخضع لها 100 شخص، بينما تشير الأرقام المتوفرة لدى الجمعية إلى وجود ما بين 8 و9 حالات إصابة بالداء في جهة سوس ماسة درعة، من أصل 100 شخص خضعوا لفحوصات الدم، وهو رقم يدعو في نظرها إلى القلق، خصوصا وأنه يفوق معدل الإصابة المسجل لدى منظمة الصحة العالمية والمحدد في وجود 5 مصابين من أصل 100 يخضعون للفحوصات. وأوضحت حميش أن "النساء" المغربيات المصابات بالداء كن يمثلن نسبة %8 من مجموع الحاملين للفيروس بداية ثمانينيات القرن الماضي، وقد صرن يشكلن حاليا نسبة %47 من مجمل الحاملين للفيروس". ويبلغ عدد سكان جهة سوس ماسة درعة 3,113,653 نسمة، حسب الإحصاء الرسمي لعام 2004، ويشكلون بذلك نسبة 10. %5 من إجمالي سكان المغرب. وتضم جهة سوس ماسة درعة سبعة أقاليم، وحسب رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة السيدا فإن مدن تارودنت وأكادير - إدا وتنان واشتوكة آيت باها تأتي في مقدمة المناطق التي تعرف ارتفاع نسبة الإصابة بالداء. وقالت الدكتورة حميش إنها شاركت الاثنين الماضي في العاصمة الفرنسية باريس في ملتقى عالمي حول السيدا أسفر عن تأسيس تحالف دولي ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة. ويضم التحالف كلا من الجمعية المغربية لمحاربة "السيدا" وجمعية "إيدز" الفرنسية وجمعيتين كندية ومالية. ويهدف التحالف العالمي، حسب حميش، إلى تنسيق عمليات التوعية بمخاطر انتشار هذا المرض، والعمل على توفير الدواء الثلاثي للمصابين بالمرض في الدول النامية.