تترقب الجمعيات المتخصصة في مجال محاربة داء السيدا في المغرب، حلول موعد 31 من شهر دجنبر الجاري، للتعرف على الحصيلة الرسمية لعدد الإصابات الجديدة بداء السيدا في المغرب، خلال سنة 2009..في الوقت الذي تتسرب فيه معطيات غير رسمية بأن عدد الإصابات بالداء في المغرب أشرف على 4 آلاف حالة، وتقدير وجود أزيد من 24 ألفا يجهلون حملهم للفيروس. وخلف التزايد المضطرد لعدد الإصابات بالسيدا في المغرب، استياء كبيرا وسط عدد من الجمعيات المتخصصة في المجال، إذ تنتقد النتائج المحققة من الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الإصابة بالداء، رغم مرور أزيد من 20 سنة على تطبيقها، ما يفيد، حسب الجمعيات ذاتها، أنها بلغت مرحلة من الفشل الذريع، الذي يحتاج إلى تغيير الاستراتيجية، ونهج أسلوب جديد لوقف توسع رقعة نزيف الإصابة بالسيدا. وأوضحت نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا، ل"المغربية"، أن مخطط الوقاية من انتشار السيدا بين المواطنين المغاربة، فشل فشلا كبيرا، بسبب استمرار تفاقم الحالة الوبائية للداء في المملكة، إذ سجل رسميا، خلال الشهور القليلة الماضية، 3 آلاف و34 إصابة، بينما تشير التقديرات الرسمية لعدد الحاملين للفيروس، من الذين يجهلون إصابتهم بالداء، إلى 22 ألفا و300 شخص. وبررت نادية بزاد "فشل الاستراتيجية الرسمية للوقاية من داء السيدا"، باستمرار السيدا في إسقاط ضحايا جدد من الفئات الشابة، من المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و49 سنة، إذ ينتشر الداء وسطهم بنسبة 85 في المائة، أغلبهم من النساء، مبينة أن خطر الإصابة لم يعد حكرا على جهة دون أخرى في المغرب، بل وصل إلى قرى بعيدة، كانت إلى وقت قريب تعد من المناطق المحصنة من الداء، مقابل الحديث عن أن جهة سوس ماسة درعة تحتل الرتبة الأولى في عدد الإصابات بالداء. وتحدثت نادية بزاد عن أن مخطط الوقاية من الداء، فشل في تغيير سلوكات الفئات المعنية بالإصابة، إذ ما زالت تجنح إلى ممارسة علاقات جنسية غير محمية، بسبب رفضهم لاستخدام العازل الطبي، ناهيك عن عدم وعي المواطنين بمخاطر استعمال الأدوات الحادة غير المعقمة. واستدلت رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا على ذلك، بأن 81 في المائة من حالات الإصابة بداء السيدا في المغرب، تعود إلى الممارسة الجنسية غير المحمية، علما أن 2.13 في المائة من حالات الإصابة بالداء مسجلة وسط عاملات الجنس. وأكدت نادية بزاد على فشل مخطط الوقاية من الداء، بتسجيل 422 ألفا و775 حالة إصابة بالأمراض المنقولة جنسيا في المملكة سنويا، وهي المصرح بها لدى المستشفيات العمومية، بينما تشير التقديرات إلى أكثر من ذلك. كما تتحدث عن وجود 600 ألف حالة، مبينة أن هذا النوع من الأمراض هو الباب الأول للإصابة بداء السيدا في المملكة. وترى نادية بزاد أنه لا بد من توفير بديل جديد للاستراتيجية المشار إليها، من خلال اعتماد مخطط جديد للوقاية من انتشار العدوى بفيروس داء السيدا، من خلال إدماج برامج الوقاية والتوعية والتحسيس بمخاطر الداء، ضمن برامج "الصحة الإنجابية"، استنادا إلى أن هذا المخطط يفترض أن يعتني بصحة الشخص منذ الولادة وإلى مرحلة الشيخوخة. ويجري ذلك عبر الرفع من جودة نشر التوعية بمخاطر الإصابة بالداء وسبل الوقاية منه، منذ الحمل وخلال الطفولة إلى المراهقة، ليكون المواطن متشبعا بالمعلومات الصحيحة حول الداء، ومسلحا بوسائل الوقاية منه، سواء من خلال التربية الجنسية، والتعرف على الأمراض المنقولة جنسيا، بتدخل من جميع القطاعات المعنية. وذكرت نادية بزاد أن المنظمة الإفريقية لمحاربة الداء، قدمت مشروعا بهذا الخصوص إلى وزارة الصحة، وأن هذه الأخيرة وافقت عليه واقتنعت به، ما سيسهل، حسبها، المرور إلى مرحلة أخرى من مخططات الوقاية، التي يؤمل في أن تعطي نتائج إيجابية. ولم تنف نادية بزاد أهمية البرامج التي اعتمدتها وزارة الصحة لمحاربة والوقاية من داء السيدا في المغرب، إذ ضمنت الولوج المجاني للمصابين بالداء للعلاج الثلاثي، في الوقت الذي كان فيه ثمنه باهظا، يزيد على 6 آلاف درهم. كما رفعت عدد العوازل الطبية الموزعة، إلى جانب توقف انتقال فيروس الداء عبر تحاقن الدم، وتوفير العلاج الطبي للنساء الحوامل المصابات بالداء، للحيلولة، دون مرور العدوى بالفيروس إلى جنينها.