إلهام بنجلون، الشابة المغربية التي تشتهر بين معارفها ب "إلهام التازي" والتي تبلغ ربيعها ال31 بعدما رأت النور بفاس، تعدّ واحدة من النشطاء المتأصلين من المغرب والمثابرين على شقّ طريقهم بثبات وسط المجتمع الإيطاليّ. إلهام، وهي التي انتقلت مبكّر صوب إيطاليا وعمرها لم يتخطّ الثامنة، استقرت ب "كوِينُو" لتتكوّن في مجال الصيدلة وتخصّصات أخرى بذات المجال، حيث نالت دكتوراة في تكوينها الأكاديمي المقترن بالأدوية وترسم لنفسها خارطة طريق تعيدها للمغرب بغية تحقيق مشاريع بذات المضمار الذي اختارتها لأدائها. "بلد الاستقبال الذي أستقر به حاليا اعتاد أن يرى في القادمين من شمال إفريقيا سواعد عاملة مستندة على قوّة العضلات، والرعيل الذي أنتمي إليه غيّر شيئا ما هذه الصورة النمطيّة التي اقترنت بالمغرب والمغاربيّين لزمن غير يسير" تقول إلهام لهسبريس. وتزيد بنجلون: "بقيت أمامي ثلاث سنوات دراسيّة، سأنهيها وأعود لبلدي الذي أعشقه بجنون.. أتوفّر على فكرة واضحة بخصوص مشروع لتصنيع الأدوية تُستقدم حاليا من الخارج، ولديّ اتصالات بكفاءات مغربيّة لها استعداد للمساهمة في تحقيق هذا الحلم.. كل الأمل ألاّ نصادف عراقيل بيروقراطيّة كتلك التي يواظب على حكيها كلّ من قرّر الاستثمار بالمغرب ويعدّها سببا للتراجع عن الفكرة". ذات الشابّة، وهي التي رفضت الحصول على الجنسية الإيطالية واكتفائها بوضعية المقيمة، اعتبرت بأنّ الرهان الذي ينتظره مغاربة العالم من الحكومة المغربيّة "يقترن بمراكمة كمّ من التشجيعات القادرة على جلب الاستثمارات من بلدان الاستقبال صوب الوطن الأمّ"، وتقول إلهام في هذا الشأن: "أعرف كفاءات مغربيّة عديدة يمكنها أن تشكّل قاطرة لتنميّة حقيقيّة إذا ما تمّ توفير كافة التسهيلات لمشاريع تضمّ شركاء دوليّين". وتعتبر إلهام بنجلون أنّ الاستناد على مغاربة العالم عموما، وخصوصا المراكمون منهم لكفاءات آكاديمية وخبرات عالمية، قادر على تحفيز دينامية الأداءات القطاعية بالمملكة.. معتبرة أن تصنيع الأدوية بالمغرب، وهو مجال اختصاصها، يعدّ "ضعيفا بالنظر إلى ما يمكن إنجازه"، إذ تورد: "يبقى ثمن الأدوية مرتفعا بالمغرب، بشكل يجعله خارج متناول الأغلبية من المغاربة، وذلك رغما عن المختصين المغاربة المنتشرين عبر بقاع العالم والقادرين على جعل بلدنا تتخطّى هذه الصعوبة إذا ما توفرت إرادة جماعيّة تقودها إرادة سياسيّة معبّر عنها بشكل عمليّ واضح للنهوض بالقطاع".