قال سعيد بن عمار لهسبريس، وهو المتسابق المغربي المفلح في استكمال مسار "بُوفِي غُويَانَا" قاطعا مسافة 4700 كيلومتر من المحيط الأطلسي خلال 45 يوما، إنّه سيستقدم قاربه إلى المغرب من أجل تمكين جمهوره المغربي من الاطلاع عليه.. محدّدا شهر يونيو المقبل موعدا لذلك. بنعمار، ابن الناظور المزداد في ال27 من أكتوبر العام 1984 والمتمدرس بذات المدينة قبل الرحيل لمواصلة التحصيل الدراسي بالديار الفرنسيّة، سبق له وأن راكم تجارب رياضيّة متنوّعة انتشرت على ممارسات ذات صلات بكرة القدم والكراتيه والتيكواندو.. وهذا على سبيل المثال لا الحصر. بدايته بالممارسة الرياضيّة المائية كانت عام 2004.. وعنها قال سعيد لهسبريس: "حين وصولي إلى فرنسا كنت لا أتقن الفرنسيّة، واضطررت لوقف نشاطي الرياضي بغية تقوية مستواي في هذه اللغة زيادة على رغبتي في التركيز ضمن دراستي.. وبعدها عرّفني صديق على رياضة التجذيف التي أعجبتني وجعلتني أخوض تجرتين بكلّ من المحيطين الأطلسيّ والهادي". ذات الشّاب المغربي الطموح، وهو ذو تكوين أكاديمي في الطّاقات المتجدّدة، كان قد تقدّم لخوض "بوفي غُويَانا" عام 2009، إلاّ أنّ نقص تجربته جعلتها بعيدا عن الانتقاء.. "لقد أفلحت في إكمال التجربة عام 2012، وهنا أقول عبر هسبريس بأنّ مشاركتي ضمن دورة سنة 2015 ستكون من أجل بلوغ البُودْيُومْ" يقول سعيد بنعمار. ويتذكّر يعيد كافة التفاصيل المقترنة بسباق ال45 يوما الذي خاضه.. وعنها يحكي لهسبريس بقوله: "شاركت مغربيّا في التنافس لأنّ خيار حملي للقميص الوطني هو خيار القلب.. لقد كانت الانطلاقة من دكَار السينغالية سهلة، لكنّ طبيعة السباق الذي يتمّ دون مساعدة وبغير توقّف جعلت 14 متباريا من أصل 23 يصلون إلى النهاية بعد تخلّي البقيّة". "واجهت عاصفة بحريّة استمرّت لأسبوع كامل، وانقلب بي قاربي وسط أمواج تصل إلى 8 أمتار وسط المحيط.. لقد تخطّيت ذلك وعدت للتنافس بفعل استحضاري كافة الدعم الذي تلقيته من عائلتي والجمهور المغربيّ والمستشهرين الواثقين بي.. كما واجهت تلفا في تمويني الغذائيّ، لكنّ ذلك لم ينل من تركيزي رغما عن تأثري البدنيّ، وقد استحضرت أيضا الدعم الذي تلقيته من هسبريس باعتباره سبّاقا في الحديث عنّي وخلق تحفيز لخوضي المغامرة" يورد بنعمار. بطل التجذيف المغربي لا يخفي رغبته في الحصول على محتضنين مغاربة من بين كمّ العروض التي يتوصّل به من كل صوب، مراهنا على الاحتضان المغربي لجعله محافظا على حمل الألوان المغربية دوما، مع قرن أدائه الرياضي ومنجزاته بالوطن.. في حين يرى بنعمّار بأنّ مستوى الرياضات المائية بالبلاد "يستوجب المزيد من العمل للرقي به". ويسترسل سعيد بنعمار في معرض حديثه لهسبريس بالقول: "أعتبر نفسي حققت حلما كما بصمت على تحسيس للجيل الصاعد تجاه هذه الرياضة.. لا يهم إن كان أحد ما قد تشجّع لعبور المحيط الأطلسي، لكن الأهم يبقى متمثّلا في الإقبال على الرياضات المائية بالمجال الساحلي المغربي الرائع الذي يمتد بين المتوسطي والأطلسي".