قال الفنان المغربي حاتم عمور إن أغنية الراي عانقت العالمية بفضل شركات إنتاج عالمية ساهمت في تيسير انتشارها في العالم بأسره. وأضاف حاتم٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قبيل انطلاق الأمسية التي نشطها ليلة الاثنين بوجدة٬ أن أغنية الركادة حققت بدورها "العالمية" للدواعي ذاتها٬ مبديا أسفه لغياب قنوات موسيقية مغربية وشركات إنتاج تيسر أسباب انتشار الفنانين المغاربة على الصعيد العالمي. وترتكز موسيقى الركادة٬ التي يعود إسمها لبلدة صغيرة تبعد عن بركان بحوالي 6 كيلومترات٬ على إيقاعات متفردة تميز الأهازيج الاحتفالية للمناطق القريبة من بركان٬ ينسج الملحنون على منوالها وتدور كل الألحان في فلكها. وقال حاتم عمور٬ الذي أتحف الجمهور الوجدي بمجموعة من أغانيه٬ إنه يفضل تصنيف أغانيه ضمن لون "البوب المغربي"٬ مشيرا إلى أن هذا اللون يدمج "الستايلات" العالمية٬ باللهجة المغربية٬ ما ينتج٬ في نهاية المطاف٬ أغنية حديثة بمقاييس الموسيقى العالمية. واعتبر أن الموسيقى التي يبدعها "تتوحد" مع الراي من حيث اعتماد اللونين معا على "التوزيعات" العالمية للألحان٬ قائلا إن بعض أغانيه قريبة من الراي٬ لكنها لا تنتمي٬ بالتأكيد٬ إلى هذا الفن . وعلى عكس موسيقى الركادة٬ التي لم تكن في بدايتها فنا للكلمة٬ راهن فن الراي٬ عند ظهوره٬ على "قوة المعاني"٬ بحسب باحثين٬ واستلهم تراث القصيدة البدوية٬ متكئا على الإيقاعات والأهازيج المحلية٬ ثم ما لبث أن انفتح على الطبوع العالمية فانتصر اللحن "العالمي" على الكلمة "المحلية". ومن جهة أخرى٬ قال حاتم عمور٬ الذي غنى للمرة الأولى أمام الجمهور الوجدي٬ إنه لاحظ أن مدينة وجدة شهدت تغييرا كبيرا ٬ مبرزا أن التغيير الجوهري مس البنيات التحتية٬ ما زاد من "جمالية" المدينة وجاذبيتها٬ ولا سيما من خلال التهيئة التي عرفتها العديد من الساحات العمومية والمساحات الخضراء. ويشدد مهتمون على أن الجهة الشرقية التي تعيش على إيقاع أوراش كبرى تمس كل مظاهر الحياة وتنخرط في الحركية التنموية التي تعرفها جهات المملكة تراهن على تسويق صورتها كوجهة سياحية غنية بتراثها الثقافي من خلال الإحتفاء بموروثها الموسيقي شأن كبريات المدن في المملكة. وتندرج السهرة التي أحياها حاتم عمور في إطار النسخة الثانية ل"راي أكاديمي"٬ الذي يكتشف من خلاله منظمو مهرجان الراي الدولي المواهب الشابة في فن الراي٬ إذ يتبارى عشرة فنانين صاعدين على المراكز الثلاثة الأولى التي تقودهم إلى المشاركة في إحياء سهرات المهرجان الكبرى أيام 12 و13 و14 يوليوز الجاري. وبات فن الراي٬ في الآونة الأخيرة٬ يوازي ظواهر موسيقية شهيرة من قبيل الراب والهيب هوب٬ وهو ما يفتح باب الانتشار العالمي على مصراعيه أمام المواهب الشابة إن هي عرفت كيف تبدع أغاني راي عالمية٬ بنكهة محلية٬ وأدركت كيف تسوقها.