بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى، المحطة التي ينتظرها عشاق الإيقاعات بكل ألوانها، تحيي الفرقة المغربية للموسيقى العربية، حفلا فنيا، تخليدا لذكرى الراحل إبراهيم العلمي. وعبر المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي، رئيس الفرقة عن سعادته بهذا اليوم، الذي يحتفي فيه كل موسيقيي العالم، كل حسب ذوقه، وتوجهه وميولاته الموسيقية، واختار بمناسبة هذا اليوم، تكريم أحد رواد الأغنية المغربية، صاحب "ما حلى إفران وماحلى جماله" و" يا البيضا يا البيضا" وغيرهما من الأغاني، التي أتحفت جمهور السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ولشدة جمالها ولحنها المتميز، ظلت أغاني الراحل إبراهيم العلمي خالدة في ذاكرة عشاق الأغنية المغربية الأصيلة. وقال صلاح المرسلي في تصريح ل "المغربية" إن احترامه للأصوات الجميلة، وعشقه للفن المغربي الأصيل، هما الدافع الأساسي لاحتفائه بإبراهيم العلمي في اليوم العالمي للموسيقى، مشيرا إلى أن الحفل سينظم، الثلاثاء المقبل، بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، بمشاركة المجموعة الصوتية للفرقة المغربية للموسيقى العربية، إلى جانب الفنانة زينب ياسر، والصوت الصاعد محسن صلاح الدين. وأضاف المرسلي أنه حريص في كل مناسبة على الاحتفاء بالأغنية المغربية وبروادها، الذين صنعوا أغنية ظلت صامدة عبر عقود، وبصمت اسمها في خارطة الأغنية العربية. فالحنين إلى زمن الأغنية الجميلة لا يفارق باله، فهو غيور عليها ويتمنى ألا تتلاشى في ظل هيمنة أغاني وأصوات وألوان لا علاقة لها بالفن، مستشهدا بالحفلات التي تنظمها الفرقة الموسيقية، إذ كلما استضافت فنانا عربيا، إلا وكان الحضور لوجه مغربي، حتى تظل الأغنية المغربية محتفظة بمكانتها، إلى جانب ما وصلت إليه الإبداعات العربية، كما أنه حريص على استضافة أصوات شابة من أجل دعمها لتشق طريقا نحو النجومية. وفي هذا السياق، أكد أن المجموعة الصوتية، التي تشرف عليها فرقته الموسيقية تترك الفضاء أمام الأصوات لتعبر عن طاقتها وموهبتها الغنائية، مستشهدا ببعض الفنانين، الذين انطلقوا في مسارهم الفني بنجاح مثل حاتم عمور وليلى البراق وغيرهم من الأصوات الشابة، التي تحظى بإعجاب الجمهور المغربي. إلى جانب هذا الحفل، كشف صلاح المرسلي أن الفرقة المغربية للموسيقى العربية ستنظم حفلا طربيا بامتياز مطلع الشهر المقبل، احتفاء بالفنانة حياة الإدريسي، والمطربة الناشئة سناء عبد الحميد. وبخصوص شهر رمضان، أكد أنه يستعد لتنظيم مهرجان للموسيقى الروحية، بشراكة مع مجلس المدينة، إلا أنه، حتى كتابة هذه السطور، لم يحسم الأمر بشكل نهائي، إذ هو مشروع يتمنى أن يتحقق، حتى يتمكن الجمهور من الاستمتاع، خلال الشهر الفضيل، بالأغاني الدينية. وعبر صلاح الشرقاوي بنبرة تحسر وأسف للمستوى، الذي آلت إليه الأغنية المغربية حاليا، لأنه حسب قوله، في هذا الزمن العجيب، الذي كثر فيه الصراخ الغنائي، والضجيج الآلي و"كلا يلغي بلغاه"، فكر في الرجوع إلى الماضي للاحتفاء بأصحاب الصوت الجميل، إذ تنظم الفرقة سهرة موسيقية مرة كل شهر، احتفاء برموز الأغنية المغربية والعربية، قائلا "في ظل غياب السهرات الغنائية، والحفلات، التي كانت تشهدها أغلب المدن المغربية، بحضور رواد الأغنية المغربية، فكرت أن أعيد الجمهور المغربي إلى سنوات اللحن الهادف والأغنية الجميلة والكلمات المؤثرة". وكانت الفرقة الموسيقية احتفت في سهرات سابقة بالراحل محمد الحياني، التي كانت بداية لمجموعة من الحفلات، التي تنظمها الفرقة، إذ احتفت بالراحل عبد الرحيم السقاط، وبعدها بالراحل عبد السلام عامر، كما تخلل برنامج الفرقة إلى جانب الاحتفاء بالمطربين المغاربة، الاحتفاء بشعراء الطرب أمثال علي الحداني، وأحمد الطيب لعلج. رغبة صلاح الشرقاوي في إحياء الأغنية المغربية، لم تقتصر على نجوم الغناء المغربي فقط، بل احتفى، أيضا، بشعراء عرب مثل نزار قباني، وأحمد رام، وسيد درويش، إلى جانب استضافة فنانين عرب مثل كاظم الساهر، وأصالة نصري، وهاني شاكر.