ينظم المجلس الوطني للموسيقى، عضو المجلس العالمي للموسيقى (اليونسكو-باريس)، بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، وبدعم من وزارة الثقافة المغربية، حفلا فنيا بالرباط، بمناسبة منح جائزة "زرياب المهارات" لسنة 2010. التركي سافاس أزكوك. وأكد حسن ميكري، الرئيس المؤسس للمجلس الوطني للموسيقى، أن جائزة "زرياب للمهارات" ستمنح للموسيقار التركي، سافاس أزكوك، من خلال حفل فني سيفتتحه الفنان نصر ميكري، غدا الخميس، بمسرح محمد الخامس بالرباط، بأداء بعض أغاني ألبومه الجديد "علاش" (لماذا؟) وبعض الأغاني الحنينية للإخوان- الأسطورة "ميكري". سيكون نصر مرفوقا بموسيقيين مهنيين، جرى اختيارهم لمهاراتهم ولمعرفتهم العميقة بموسيقى العالم. قال حسن مكري في تصريح ل"المغربية" إن السهرة ستشهد حضور عازفين متميزين مغاربة وجزائريين وأفارقة، ما سيضفي على حفل جائزة "زرياب المهارات" نكهة وبصمة مغاربية وإفريقية، تزامنا مع المونديال، مشيرا إلى أن نصر ميكري سيقدم كذلك بعض أغاني الإخوان ميكري، مثل "ليلي طويل"، و"هايدي طام طام"، تكريما لما قدمته هذه الأسرة الفنية للساحة المغربية من أغاني وألوان فنية جميلة، ظلت راسخة في ذاكرة عشاق الإخوان ميكري. وأضاف حسن أنه سيشارك، أيضا، في الحفل عازف العود علي بن سعيد، مشيرا إلى أنه يحب تشجيع المواهب الصاعدة، وإعطاءها فرصة المشاركة، موضحا أنه ما يميز المجلس الوطني للموسيقى هو دعم الوجوه الفنية الشابة. وأوضح أنه جرى هذه السنة اختيار التركي سافاس أزكوك، لأن له مسارا فنيا ناجحا، قائلا "التقيت هذا الفنان السنة الماضية في مهرجان "طرب طنجة" وأعجبت به كثيرا. إننا نرغب في تقريب الثقافة التركية من المغرب". على غرار الأساتذة الأتراك الكبار لآلة القانون، يخلق الفنان سافاس أزكوك خلال حفلاته الموسيقية، لحظات ممتعة ومؤثرة، بل ساحرة ومستهوية للمستمع، كلها جمال وكاريزمية. قمة النشوة، لحظات أخاذة، وصف قليل بالنسبة لهذا العبقري المزداد بمدينة "كازيانزيب" بتركيا، الذي تربى في أحضان أب عارف بآلة القانون، علمه كيف يعزف بعشق واحترام كبيرين على آلة أصيلة في الفن والثقافة الموسيقية العربية الإسلامية". يبدو أن المجلس الوطني للموسيقى استطاع أن يفرض ذاته على الساحة الفنية المغربية، إذ تمكن عبر سنوات من تكريم وجوه فنية، أثبتت مهاراتها الموسيقية وطنيا وعربيا ودوليا. في هذا الصدد، أبرز حسن ميكري أهم المحطات التي طبعت تاريخ "زرياب المهارات" ببصمات خالدة، إذ جرى منح هذه الجائزة لعازفين ماهرين أكفاء. وقال ميكري إنه سنة 2002، جرى منح جائزة "زرياب المهارات" لعازف العود سعيد الشرايبي، صاحب الأنامل الجميلة، والإشعاع الوطني والعربي. وسنة 2003، للموسيقار عبد الوهاب الدكالي، نظرا لأنه ملحن كبير وصاحب مدرسة موسيقية مغربية، وله صيت في العالم العربي. وفي سنة 2004، منحت الجائزة للمالي دياباتي توماني، وهو عازف على آلة قديمة متميزة مشهورة عالميا تسمى "الكورا". وسنة 2005، اختار المجلس الوطني للموسيقى منح هذه الجائزة للعازف صالح الشرقي، لما قدم للأغنية والموسيقى المغربية من أعمال خالدة على مدى عقود، كما أن الراحل عبد الحليم حافظ، غنى له أغنية "يا رسول الله خذ بيدي". وأضاف ميكري أن سنة 2007، جرى اختيار عازف العود الحاج يونس، ليتوج بجائزة "زرياب المهارات" كونه فنانا ماهرا، وله ذوق متميز، كما مثل المغرب في عده تظاهرات فنية، سواء في أوروبا وأميركا، فهو عازف أكاديمي بامتياز. وسنة 2008، منحت الجائزة لرشيد الركراكي، أحد رؤساء الفرق الموسيقية الكبرى في المغرب، وفي السنة الماضية، أعطت الجائزة لعازف العود، ناصر هواري، الذي لا تنحصر مهاراته الموسيقية في قالب معين، فقد أبدع إلى جانب سعيد الشرايبي، وقدم إلى جانبه ديو متميزا. يذكر أن سافاس أزكوك حاصل على الإجازة في الموسيقى من "المعهد الموسيقي الوطني" بالجامعة التقنية باسطانبول، والماستر من جامعة هاليس. وازكوك موسيقي مجدد ومحافظ في الوقت نفسه، يسعى إلى إبراز الإبداعات الصوفية العالمية غير المعروفة في التراث الفني التركي، مع التنقيب، مثل عالم آثار، على المقاطع المنسية لفنانين كبار مثل اليكو باكانوس واستيك أغا وإسحاق فارون، وارتادي أركان. في الآونة الأخيرة، أحيى الفنان سافاس أزكوك عدة حفلات داخل تركيا وخارجها مع الفرقة الصوفية "دراويش قونية"، وفرقة "اسطانبول الشرقيةالجديدة"(نيو اسطانبول اوريونتال).