تحت رعاية المجلس الدولي للموسيقى التابع لمؤسسة «اليونسكو» وبدعم من وزارة الثقافة، ينظم كل من المجلس الوطني للموسيقى والمسرح الوطني محمد الخامس اليوم في تمام الساعة السابعة مساء، حفل تسليم جائزة زرياب للمهارات في مجال الموسيقى التي حصل عليها هذه السنة عازف العود والملحن المغربي ناصر الهواري. كما شارك الفنان الهواري في عدد من المهرجانات، منها المهرجان الدولي للآلات الوترية والمهرجان الدولي للرباط والمهرجان الإيبيرو أمريكي للقيتارة ومهرجان الجاز بالأوداية وثلاث دورات من مهرجان موازين إيقاعات العالم ومهرجان الضفتين بطليطلة والمهرجان الدولي للعود بتطوان. ويعد الهواري عازفا ماهرا على آلة العود، وهو خريج المعهد الوطني للموسيقى والرقص بالرباط، توج مساره الفني بعدة ألقاب تشريفية خاصة الجائزة الأولى في العود والصولفيج عام 1995 والجائزة الشرفية للعود والصولفيج عام 1997، والجائزة الأولى للإيقاع المنسجم سنة 2000 والجائزة الخاصة للجنة تحكيم العود بأوبيرا القاهرة 1997 وخلال الدورة الثانية عشرة لمهرجان الموسيقى العربية حيث مثل المغرب عام 2003، كما حصل على الجائزة الأولى للتلفزة المغربية عام 1994، منذ ذلك الحين ومغامرته الفنية والثقافية تتواصل بتألق من خلال مجموعة من العروض الموسيقية الاستثنائية التي تنم عن أداء موسيقي باهر صحبة فنانين موسيقيين بارزين في دنيا الموسيقى العالمية أمثال تسران راني يد، سفير الموسيقى الهندية، وسيرانيطو فيكتور هوتج ومجموعة طولا مينكو وعازف القيتارة الإسباني شابي بينيدا والموسعار البرازيلي واتر لوبيزا والأمريكي روبير مكناهارا والحائز على الميدالية الذهبية سعيد الشرايبي وعازف الكمان المصري عبدو طاهر. فعلى غرار كبار الموسيقين الذين بصموا بعمق مسار الموسيقى العالمية، برز اسم ناصر الهواري بالقوة وبالفعل لكي يعزز ذاكرة المولعين بالفن الموسيقي النبيل في بعده الكوني، حيث تمكن من استثمار كل روافد الألوان الموسيقية العالمية باختلاف اتجاهاتها وأساليبها الفنية، مشتغلا على الأداء الفني الجميل وعلى الإيقاعات الشرقية والمغاربية والصوفية والفلامينكية التي تتشاكل على نحو بليغ مع روائع الفلامينكو والبلوز والجاز والساو. مساره الفني يغتني رويدا رويدا بفضل إسهاماته المتعددة ولقاءاته الوطنية والدولية في إبراز المحافل الإبداعية. وفي رصيد الهواري 3 ألبومات الأول عنوانه تقاسيم 1 أصدره سنة 2002، والثاني تقاسيم 2 أصدره سنة 2003، وآخرها ألبوم أهداه إلى روح أم كلثوم، بعد إعادته لبعض أغاني سيدة الطرب العربي بحلة وإحساس جديدين. وقال حسن ميكري، الرئيس المؤسس للمجلس الوطني للموسيقى، إن اسم ناصر الهواري كان ضمن قائمة المرشحين لهذه الجائزة منذ سنوات، وأن اللجنة المشرفة على الجائزة ارتأت هذه السنة أحقيته لها، اعترافا بما يسديه من خدمات جليلة للموسيقى، إذ أصبح يعتبر اليوم من بين العازفين المهرة الذين يستحقون التشجيع. وأشار إلى أن هذه الجائزة، التي انطلقت بشراكة مع مسرح محمد الخامس، عرفت تتويج موسيقيين أمثال سعيد الشرايبي، وعبد الوهاب الدكالي، وتوماني دياباتي، ورشيد الركراكي، مشيرا إلى أن المجلس الوطني للموسيقى يتوج أيضا نجوم الأغنية، سواء في العالم العربي أو في أوربا، عبر جائزة «الرباب الذهبي»، الذي منح لفنانين أمثال عبد الهادي بلخياط، والإخوان ميكري، وناس الغيوان، وعبدو شريف وغيرهم، وأن التفكير في دعم الفنون المغربية توج، أيضا، بخلق جائزة «الخلالة الذهبية» المخصصة لرواد الموسيقى الأمازيغية. وقال إن المجلس الوطني للموسيقى يعمل في إطار مثل هذه الاتفاقيات، التي تربطه بمسرح محمد الخامس، أو بعض المهرجانات الوطنية، على بلورة مفهوم جديد لدعم المشروع الثقافي والفني، ومن خلاله دعم كل المبدعين، مغاربة وأجانب، في إطار من المسؤولية، التي تفرض الاعتراف بالفنان كمرآة لمجتمعه وبلده نحو الآخر.