يحتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، مساء سابع أبريل الجاري، الدورة الرابعة من تظاهرة "تقاسيم ومواويل"، التي يشرف على تنظيمها عازف العود المغربي، ناصر الهواري رفقة مجموعة من أصدقائه..وهي التظاهرة التي انطلقت سنة 2007، بدعم من مهرجان "موازين إيقاعات العالم" لثلاث دورات متتالية، وكانت فقرة قارة في المهرجان. تتميز الدورة الرابعة من "تقاسيم ومواويل"، التي اختار المشرفون عليها الاشتغال بشكل مستقل، بعدما استطاعوا مراكمة تجربة مهمة، بالمزج بين الفن العربي الأصيل وفن الفلامنكو الإسباني، وبمشاركة الثلاثي الإسباني شابي بنيدا، والفنانين المغاربة: ناصر الهواري، وعبد السلام الخلوفي، وسعيد النوير، ونبيل أقبيب، ومحمد رشدي لمفرج، وعبد العالي الروداني، والمحجوب الباشا، ومحمد بنعبد الله. كما تتميز بتكريم قيدوم الصحافيين المغاربة، محمد بنددوش. وحول هذه التظاهرة، التي عرفت أصلا مع مهرجان "موازين إيقاعات العالم"، ذكر ناصر الهواري في تصريح ل"المغربية"، أن المشرفين على مهرجان "موازين إيقاعات العالم" "احتضنوا التظاهرة مشكورين ودعموها ماديا ومعنويا. وحينما تحقق لها صدى طيب، ارتأينا أن تشتغل بإمكانياتها الخاصة". وأشار الهواري إلى أن التظاهرة تهدف بالأساس إلى إبراز قدرات الفنانين المغاربة في فن الارتجال الموسيقي العربي، والتعريف بهذا النوع من العزف، والغناء الموسيقي، والكشف عن طاقات فنانين مغاربة مرموقين، ومتألقين في فن الارتجال الموسيقي العربي، كالارتجال الآلي على العود، والكمان، والقانون، والناي، وكذلك الموال، الذي يعد ارتجالا صوتيا في الغناء. وأوضح أن "تقاسيم" نوع من الارتجال الآلي، يتناول فيها العازف منفردا مقامات عديدة بتقنيات عالية، تعزف آنيا، وتظهر مهارة الفنان، وإلمامه بالمقامات والسلالم الموسيقية، وكذا مدى قدرته على إبداع جمل وأنغام موسيقية متناسقة تطرب المستمع. وبهذا فالتقسيم المنفرد يعد تأليفا خاصا بكل عازف، يبدعه حين الأداء، بفضل عوامل مرتبطة بالزمان والمكان ونفسية الفنان، والمواويل هي نوع من الارتجال الصوتي، وتخضع لقالب التقاسيم نفسه. وأضاف الهواري أنه بعد تكريم مجموعة من العازفين المغاربة في الدورات السابقة من تظاهرة "تقاسيم ومواويل"، ارتأوا تكريم قيدوم الصحافيين المغاربة محمد بنددوش، اعترافا له بالمجهود الذي يبذله، هو ومجموعة من الإعلاميين لخدمة هذا الفن الأصيل والتعريف به، وهو ما ستسير عليه هذه التظاهرة في الالتفات لكل من يعمل على إنجاح الموسيقى المغربية، بتعبير الهواري. وحول الفرق بين العازفين المغاربة والمشارقة في فن الارتجال الموسيقي، ذكر الهواري أن العزف المغربي ذو خصوصية كبيرة، يمكن تلمسه في انفتاح العازف على الخارج، ونهله من ريبرتوارات مختلفة. وقال إن العزف المغربي يختلف باختلاف المناطق، فمنطقة الشمال معروفة بانفتاحها على الموسيقى والتراث الإسبانيين، ومناطق الداخل تنهل من جميع الأنواع الموسيقية، وتساهم في ذلك المراكز الثقافية الأجنبية، التي لا تتوانى في استدعاء الفنان المغربي ليشتغل إلى جانب الفنان الألماني، أو الفرنسي، أو غيره من الفنانين الأوروبيين. وأوضح أن العازف المغربي متعدد الاختصاصات، ولهذا تجده حاضرا في جميع المهرجانات العالمية، التي تهتم بالمزج بين الموسيقات المختلفة. حصل العازف المغربي ناصر الهواري على مجموعة من الشهادات التقديرية والجوائز، كان آخرها جائزة "زرياب المهارة" سنة 2009، التي يمنحها المجلس الوطني للموسيقى، للعازفين المهرة في العالم. أصدر الهواري ثلاثة ألبومات: الأول يحمل عنوان "تقاسيم على آلة العود"، والثاني "أحلام"، وهو عبارة عن معزوفات وسماعيات تدرس بالمعاهد الأكاديمية، والثالث "ذكريات"، وهو كشكول لأجمل المقاطع الموسيقية لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم. ومن المتوقع أن يصدر قريبا ألبوم يضم مزجا في العزف بين العود والقيثارة، والعود على إيقاعات غربية.